الرياء

لست مغروراً كما تظن وإنما
سئمت الحديث خوفاً من الرياء
فكلما تحدثت حديث حقاً
أنفضوا من حولى الأصدقاء
الكل يبحث عن ما يسمع مبتسماً
ولا يهم إن كانت البسمة جوفاء
وأيضاً يبحث عن متحدث مهللاً
عنه فى وجهه بالنضال والعطاء
صدق الطبيب أحياناً خنجراً
وزيف لسانه أحياناً دواء
ليس الطبيب أفاقاً وإنما
صدمته للمريض أشد بلاء
وأنا فى الكون لست طبيباً
والحمد لله رفقتى أصحاء
وإنصافاً للحق أنا المريض
بعدم الصبر على الأغبياء
وظنى أن هذا ليس غرور
ولا إدعاء بالحكمة والذكاء
فأنا لست غريباً إنما
بشر وأحمل فى حياتى أخطاء
ولكنى أكره الحضن الحنون
الذى يسفر فى النهاية عن دماء
فطعنة الخنجر فى الظهر
لوفى الضياء شيمة الضعفاء
وإن كان الصدق فى نظرك غرور
فبحث عن طبيب تخصصه الغباء
وشفائك لو كان محال
فالغرور أرحم من الرياء