أكد الدكتور بطرس بطرس غالى رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، أنه تم تحقيق تقدم فى أوضاع حقوق الإنسان فى مصر، وقال إن هناك تنسيقاً وتعاوناً مع منظمات المجتمع المدنى والوزارات المختلفة للعمل على التقدم فى هذا المجال. وأشار الدكتور غالى إلى أن هناك اجتماعات وتنسيقاً مستمراً مع ممثلى الوزارات، وأن هناك لجنة تجتمع دورياً لمتابعة تنفيذ الخطة الوطنية لتعزيز حقوق الإنسان والعمل على إدماجها ضمن الخطة العامة للدولة. جاء ذلك فى حوار موسع مع وكالة أنباء الشرق الأوسط أوضح خلاله غالى، أن المجلس القومى لحقوق الإنسان يعمل بالتعاون والتنسيق مع المنظمات غير الحكومية العربية العاملة فى الميدان والمجالس المماثلة فى الوطن العربى وأفريقيا، وأيضا على المستوى الدولى. وأضاف رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن دور المجتمع المدنى سيكون موازياً فى السنوات القادمة لدور الدولة، وسيشارك فى صنع القرار الدولى، مشيراً إلى أن ظاهرة العولمة سوف تفرز مفاهيم جديدة وأفكاراً أخرى. ولفت إلى أن المشاكل الوطنية فى ظل ظاهرة العولمة أصبحت تعالج على مستوى دولى، أى أن هناك ربطاً بين الشأن الداخلى والشأن الخارجى، ولذلك ينبغى الاهتمام بالسياسة والشئون الخارجية. وأوضح غالى أنه بعد انتهاء الحرب الباردة، أصبح هناك واقع جديد فى النظام الدولى، وقال إن ميزان القوى مازال بيد الولاياتالمتحدةالأمريكية وإن كان قد انتقل الى آسيا والصين والهند، بعد أن كان قد ظل فى أوروبا لسنوات. مشيراً إلى أنه بالنظر لهذه المعطيات، فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستظل مسيطرة على العلاقات الدولية على الأقل خلال العشرين أو الثلاثين عاماً القادمة، حيث إنها مازالت تحتفظ بقوتها، سواء من خلال استيعاب القدرات والابتكارات من كافة دول العالم بلا تمييز، وأيضا لوجود أكثر من 550 قاعدة عسكرية حول العالم، وبالتالى فإن أمريكا سوف تحتفظ بالقيادة فى العلاقات الدولية. وتطرق الدكتور بطرس بطرس إلى إصلاح الأممالمتحدة وتوسيع مجلس الأمن الدولى، فقال إنه من الخطأ الشائع أن نتحدث عن التوسيع فقط، ولكن ينبغى أن نجد حلاً لتمثيل المجتمع المدنى فى الجمعية العامة للمنظمة الدولية بجانب تمثيل الدولة، وأوضح أنه ثبت خلال المؤتمرات الدولية المهمة التى عقدتها الأممالمتحدة، أن اجتماعات منظمات المجتمع المدنى الموازية لهذه المؤتمرات، كانت مهمة للغاية وكانت الأفضل، وتساءل كيف يشارك المجتمع المدنى فى صياغة القرار الدولى. وحدد غالى عدة أسباب للتغيير الذى سيحدث فى العالم، ومن ثم ستكون هناك قواعد جديدة للنظام الدولى، فأشار إلى أنها العولمة والاختراعات الجديدة ودور المجتمع المدنى، وقال إن قوى جديدة ستظهر فى العالم، ويجب الاهتمام بها مثل الصين والهند والبرازيل التى يوجد بها 40 ألف منظمة غير حكومية. وأكد ضرورة الانفتاح على الخارج والمشاركة فى صياغة وصناعة القرار الدولى، لأن التخلف عن ذلك سيؤدى إلى ظهور استعمار جديد، حيث سنرى أن المشاكل العربية على سبيل المثال تعالج من خلال أطراف دولية. وفيما يتعلق بأوضاع حقوق الإنسان، أكد الدكتور غالى أهمية تبادل زيارات الوفود البرلمانية والمنظمات إلى دول العالم، وقال إنه ينبغى أن نرد على زيارات الوفود التى تأتى إلى مصر وتساءل عن حقوق الإنسان بالمثل، وأشار إلى الحق فى الرد على هذه المنظمات وقال إن هذا لن يتأتى إلا بالانفتاح على الخارج والتعامل مع الآخر، إذا أردنا أن نشارك فى معالجة القرارات الجديدة. وأشار الدكتور بطرس غالى إلى أن المجلس القومى لحقوق الإنسان، هو مجلس استشارى يقدم المقترحات والتوصيات ويعمل وفقاً لمبادىء باريس والأممالمتحدة وهو يؤمن بأهمية التنسيق والتعاون مع منظمات المجتمع المدنى المصرية غير الحكومية، وكذلك مع الوزارات، وقد عقد الكثير من الملتقيات. وفى رده على سؤال آخر، قال إن ترسيخ ونشر ثقافة حقوق الإنسان فى مصر سوف يستغرق وقتاً، ولا يمكن الحكم على المجلس من خلال سنوات قليلة. وحذر الدكتور بطرس بطرس غالى رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان من التراجع فى الديمقراطية، وقال إنه حتى لو حققنا الديمقراطية كاملة، فهذا لا يمنع أن تقع انتكاسة مثلما حدث فى موريتانيا مثلاً، وفى اليونان منذ سنوات، وهى دولة عريقة وحدث بها انقلاب. وأكد أن العمل من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان، هو عملية مستمرة، واعتبر أن قيام المجلس القومى لحقوق الإنسان وما حققه حتى الآن خطوة إيجابية، موضحاً أن زيارات الوفود الأوروبية والأمريكية العديدة، وكذلك من الدول العربية والآسيوية دليل على أهمية المجلس وما حققه فى السنوات القليلة الماضية. وقال غالى إن المجلس يتلقى العديد من المساعدات من أوروبا وأمريكا، مشيراً إلى أن مشكلة الأمية تعتبر عائقاً فى سبيل نشر ثقافة حقوق الإنسان. وقال إن مصر لعبت دوراً أساسياً فى صياغة الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى عام 1948، حيث شارك دبلوماسى مصرى قدير، وهو الدكتور محمود عزمى فى صياغة وكتابة الإعلان العالمى.