سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. "عايدة الحرامية" أشهر بطلجية فى الإسكندرية ل "اليوم السابع": لم أعمل لصالح الحزب الوطنى.. والسلفيون أحرقوا منزلى انتقامًا لمصرع واحد منهم على الرغم من أنه قتل ابنى أمام عينى
ملامحها القاسية عبرت عن شخصيتها رغم كبر سنها وبلوغها التاسعة والستين من العمر، لم نعرف لدموعها التى تذرفها سببًا حقيقيًّا، هل حزنًا على نجلها الذى فقدته على يد إمام سلفى، أم حزنًا على هيبتها التى ضاعت بعد إهدار دمها؟ وكان حكم الإخوان عليها يومًا أسود، بعد أن قويت شوكة سلفيى المنطقة التى تعيش فيها، وكانوا يمنعونها من ممارسة أعمالها. تزوجت عايدة 5 مرات، أول زيجة لها كانت وعمرها 14 سنة، ومات أزواجها واحدًا تلو الآخر، وبقيت هى ومعها 7 أولاد و16 حفيدًا، وعندها 68 سابقة، وجميع أولادها مسجلون "خطر" تخصصوا فى جرائم السرقة والضرب والتهريب الجمركى والبلطجة. التقى "اليوم السابع" أشهر بلطجية بالإسكندرية، وهى "عايدة يوسف على" 69 سنة، وشهرتها عايدة الحرامية، مقيمة بمجمع الإخلاص بمنطقة القبارى، وهى صاحبة القصة التى هزت أرجاء الإسكندرية منتصف رمضان الماضى، حينما لقى شيخ سلفى يدعى "محمد عبده عرفة"، مصرعه على أيدى 4 من أعوانها انتقامًا منه لقتله مسجلاً "خطر" من أولادها، بسبب قيامها بسحب جميع الخبز من الفرن المجاور لهم، على الرغم من مداومة الشيخ على شراء الخبز يوميًّا لتوزيعه على الفقراء والعاجزين عن شرائه، فنشبت بينهم مشادة، حاول خلالها نجلها طعنه بمطواة كانت بحوزته، إلا أن الشيخ أخذها منه وطعنه بها طعنة نافذة أودت بحياته، فقام ذووها بطعن الشيخ حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وتم اتهام عايدة بالتحريض على قتله. وقالت عايدة: "لقد قتل ابنى أمام عينى، ومع ذلك لم يكن همِّى سوى محاولة إنقاذه، فذهبت به إلى المستشفى، إلا أنه نطق الشهادتين قبل أن نصل وفاضت روحه". مؤكدة أن الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد، بل قام عدد من الشيوخ السلفيين بإحراق 8 شقق لها وسيارة وموتوسيكلات خاصة بها، وإحراق كل ممتلكاتها، وأعلنوا إهدار دمها، فلم تستطع أن تأخذ العزاء فى الإسكندرية، فتوجهت إلى بلدها سوهاج، وهناك نصبت سرادقًا لتلقى العزاء فيه. وتستكمل عايدة: "كنت أعمل بسوق الخضار فى القبارى، وكانت لى سمعتى واسمى، والآن أنا خائفة من أن أتحرك، فارتديت النقاب مخافة أن يعرفنى أحدهم، وقمت بالتسول فى الطرقات لأطعم أحفادى، الذين وصل عددهم إلى 16 حفيدًا، إضافة إلى أولادى السبعة وزوجاتهم بعد عدم قدرتهم على العمل والظهور خوفًا من أن يقتلهم السلفيون". وتقول عايدة: "أنا لم أظلم أحدًا فى حياتى، وقمت منذ 3 سنوات بأداء العمرة، حين قررت أن أتوب عن المعاصى، ولكنى مبحبش اللى يخاف منى، واللى يحترمنى بحترمه". مضيفة: "السمعة التى اكتسبتها هى مِن صُنع مجتمع ظالم". وأشارت عايدة إلى أن السلفيين استغلوا حادثة الشيخ فى إخراج غضبهم منها، بعد أن كانوا يتهمونها بأنها كانت تقوم بالمساعدة فى تزوير الانتخابات، والاعتداء على الناخبين من أجل الإدلاء بأصواتهم لصالح الحزب الوطنى، قائلة: "أنا ليست لى علاقة بالحزب الوطنى أو بالإخوان وأنا فى ظل حكم الاثنين (عايشة)". متمنية أن يتأكد الإسلاميون من أنهم سيحاسبون أمام الله ضِعف حساب غيرهم لأنهم يعرفون دينهم أكثر. ويذكر أن ضباط مباحث الإسكندرية، برئاسة اللواء ناصر العبد، تمكنوا مساء الخميس الماضى من القبض على عايدة، بعدما تلقى اللواء خالد غرابة، مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية، بلاغًا يفيد بقيامها بممارسة أنشطة إجرامية فى مجالى السرقات والاتجار بالمخدرات وغيرهما، كما تبين هروبها من عدد من الأحكام الصادرة ضدها.