كثير من الناس يرغبون ويحبون الدين بألسنتهم، لكن لا تقوى قلوبهم وأجسادهم على القيام بكامل تكاليفه، فيختارون من تكاليفه ما يرغبون فيها، ويتركون ما لا تهواه نفوسهم، ثم يبحثون عمن يبررلهم فعلهم، ويصحح لهم فعلهم، فإن وجدوه عظموه ورفعوه فوق الناس حتى يردوا ضمائرهم قال تعالى: {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 96]، والعجيب أنهم يجدون من الشيوخ من يوافقوهم ويتصلون ببرامج التوك شو، ويصفوهن بالعفة والشرف فيقولن هؤلاء هم العلماء، هذا هو الأزهر الشريف، ولو وبخهم أو لامهم أحد من علماء الأزهر وإن كان أستاذ التفسير تغافلوا عن أزهريته فمثلاً الدكتور عمر عبد الرحمن عالم أزهرى متخرج بتقدير امتياز ودكتوراه امتياز، كذلك والشيخ كشك رحمه الله الذى كان يصدع بالحق أزهرى ود. عبد الله بركات، ود. عبد الله سمك و د. مازن السرساوى الذى فصلوه من التدريس فى الأزهر لما قال إن النقاب من الدين والشيخ نصر فريد واصل المفتى الذى فصل لما قال الدخان حرام والشيخ العالم الربانى عطية صقر إمام الأزاهره المكتبة المتنقلة الذى كان يجيب السؤال بالآراء المتعددة كأنه يقرأ من كتاب سبوه ونالوا منه لما قال إن مصافحة الرجل للمرأة حرام فأحضروا له بجريدة روزاليوسف صورة للشيخ طنطاوى، وهو يصافح صفية العمرى ويقول لها أزيك يا نزاكا يعنى نازك بليالى الحلمية وقالوا شيخ الأزهر أعلم منك ويصافح، والشيخ جاد الحق الذى طرده المخلوع من مكتبه لما اعترض على مؤتمر السكان، كل هؤلاء أزاهره نفخر ونشرف بالجلوس تحت أقدامهم ولكن ليسوا هم المقصودون بوسطية الأزهر، إنما المقصود هم أعضاء لجنة السياسات ومن عزى المخلوع فى حفيده، وقال سبقكم إلى الجنة كناية على أنهم من أهل الجنة، ومن حكم بأن من مات وهو يشاهد مباراة كرة فهو شهيد، بل قال أحدهم فى قناة أزهرى إن كل من مات فى سبيل عمله فهو شهيد، فقال له الشيخ خالد الجندى حتى لو كانت راقصة، فقال له الشيخ الدكتور الأزهرى هى حتموت وهى بترقص يمكن يا أخى ماتت وهى بجيب عيش أو خضار لأهلها. هذا هو النموذج الذى يريده أصحاب الدين التفصيل ليس الأزهر هو مقصدهم ولكن الأزهر الموافق هواهم، فلما أفتى د. القرضاوى بفتوى أخذ النقود وانتخاب الأصلح هاجموا وقالوا كيف يقول هذه الفتوة الفاسدة، فأقول لهم حيرتونا هل العبرة بكونه أزهريا أم العبرة بصحة الفتوى، وإقامة الدليل فإن قالوا الأول قلنا كذبتم فكم من فتوى أزهرى لم توافق هواكم فاعترضتم عليها كما تقدم. وإن قالوا العبرة بصحة الفتوة وإقامة الدليل قلنا إذا لا فرق بين عالم أزهرى وعالم غير أزهرى إن كنتم تعقلون. إذا القضية هى اتباع هوى وبحث عمن يحلل للناس كما يشاءون. وأقص عليكم قصتين الأولى رجل طلق امرأته عشر مرات، ثم فاق ضميره فتركها فجاءا أهلها يصلحون، وقالوا نسأل الشيوخ فأفتوهم جميعاً بالانفصال وحرمة العشرة، ولكنهم لم ييأسوا وبحثوا عن مخرج فجاءهم شيخ أزهرى قال هل الشاهدان على العقد الأول عدول فتنفسوا الصعداء وقالوا منهم شارب خمر فقال إذا العقد الأول باطل يعقد عليها من جديد وله ثلاث طلقات. والقصة الثانية حكاها لى شيخ أزهرى قال ذهبنا إلى مركز من مراكز الأسرة لمناقشة موضوع تحديد النسل، فقال أحد المشايخ الأزهرية الحضور لم يخبرنا أحد نحن معا التحديد أم ضد حتى نجهز الأدلة. إن اتباع الدين بالهوى وما يوافقه من علامات الساعة فقد روى أبو داود الطيالسى بسند صحيح عن ثوبان أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتى بالمشركين وحتى يعبدوا الأوثان وإذا وضع السيف فى أمتى لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة" كنت أعجب كيف يعبد الناس الأوثان بعد هذا التقدم التكنولوجى حتى سمعت تفسير الشيخ الشعراوى قدس الله روحه لما قال: "إن الأصنام لا تتكلم ولا تعطى أحكاما ولا تحرم ولا تحلل إنما القائمون عليها هم الذين يشرعون بعقولهم وأهوائهم ثم يقولون هذا ما تقوله الآلهة إذا هؤلاء يعبدون عقولهم، ويتخذونها آلهة يشرع دون شرع الله قال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا} [الفرقان: 43] وقال {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ إنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [القصص: 50] فمن علامات الساعة أن يسن الناس قوانينهم بعقولهم بمنأى عن الدين، ويقولون دولة مدنية ذات قوانين بشرية ويريدون من رجال الدين أن يكونوا مستأنسين لا يعترضون لا على ربا ولا قمار ولا عرى هم يريدون أزهر من أحل للناس القروض بفوائد طلما أن القارض والمقترض اتفقا من البداية والخمر من غير العنب والبلح، طالما أن من يشرب مدمن فيشرب للحد الذى لا يسكر تماماً وزواج المتعة إذا رضيه المجتمع، فالزواج حق المجتمع وإتيان المرأة من الدبر إن كان بموافقتها إلى آخر فتاوى الدكتور المعروفة. إن الدكتور مرسى قام بتطهير مؤسسات كثيرة نتمنا أن يصل إلى الأزهر بعدما أصلح الأوقاف على يد وزيرها المحترم، فيسند الأزهر إلى أمثال الدكتور عطية صقر أو د. بركات أو د. سمك أو د. أشرف مكاوى أو د. عمر عبد العزيز أو د. محمد يسرى... إلخ فالأزهر ملييييييييييييييىء بالعلماء الربانيين الحقيقين لا الترزية الذى يمتدحون ويجالسون الراقصين والراقصات ويقولون شريفات عفيفات.