تطرقت صحيفة نيويورك تايمز فى مقال كتبه روجر كوهين على صفحة الرأى إلى أوضاع عملية سلام الشرق الأوسط المتعثرة، ويرى كوهين أن انخراط كل من حماس وحزب الله فى عملية السلام أمر ضرورى وحتمى، فإلى نص المقال: نالت دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، إلى إيران للانضمام إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية فى مؤتمر حول أفغانستان، اهتمام وسائل الإعلام العالمية، ولكن الحدث الأهم الذى استحوذ على العناوين الرئيسية فى الشرق الأوسط كان إعلان بريطانيا بأنها "ستعيد النظر" فى موقفها إزاء حزب الله، وأنها ستفتح قناة مباشرة مع الجماعة المسلحة فى لبنان، ويستحق هذا القرار البريطانى الثناء والتقدير. تتعامل الولاياتالمتحدةالأمريكية مع كل من حزب الله فى لبنان، وحماس فى غزة، على اعتبار أنهما جماعات إرهابية محظورة، وعلى الرغم من ذلك فإن وجهة النظر تلك تتسم بالعقم والضيق، وذلك لأنها تتجاهل حقيقة واضحة، وهى أن تلك المنظمتين الإسلاميتين، باتتا حركات سياسية واجتماعية راسخة فى لبنان وغزة، وبدون اشتراكهما على الصعيد السياسى، لن يكون هناك سلام فى المنطقة. والجدير بالذكر أن بريطانيا حالفت الولاياتالمتحدةالأمريكية فى موقفها إزاء حزب الله، ولكنها على ما يبدو تداركت خطأها وتريد إصلاحه، وقال بيل مارستون، متحدث باسم الخارجية البريطانية، لقناة الجزيرة، إن "حزب الله يعتبر ظاهرة سياسية، وجزءاً لا يتجزأ من النسيج الوطنى فى لبنان، ويتعين على بريطانيا الاعتراف بذلك". وهذا هو ما يجب أن يدركه العالم، وعلى رأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية. وحماس مثل حزب الله، تعتبر ظاهرة سياسية، وجزءاً لا يتجزأ من النسيج الوطنى لغزة، ولكن يختلف حزب الله عن حماس فى أن حزب الله هو جزء من حكومة الوحدة الوطنية فى لبنان، بينما فازت حماس فى انتخابات نزيهة وحرة عام 2006 فى المجلس التشريعى للسلطة الفلسطينية، فقط لتكتشف أن ديمقراطية الشرق الأوسط، لن تكون ديمقراطية إلا إذا نتج عنها النتائج الصحيحة. ويتعين على الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تتبع خطى المثل البريطانى، وأن تبادر بعمل العلاقات الدبلوماسية مع الجناح السياسى لحزب الله، وكذلك يجب أن تبحث الإدارة الأمريكية بحذر عن سبل للتواصل مع عناصر معتدلة داخل الحركة الإسلامية حماس، وأن تشرف على المصالحة بين فتح وحماس. ولقد تم التوصل إلى تقارب بين الجناحين فى الحركة الفلسطينية بصورة ضعيفة فى مكة عام 2007، ويتعين على حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الشرق الأوسط، والمتمثلين فى المملكة العربية السعودية، ومصر، والأردن، أن يحشدوا جهودهم المتضافرة للمساعدة فى مصالحة فلسطينى غزة الخاضعة لحكم حماس مع فلسطينى الضفة الغربية الخاضعة لحركة فتح العلمانية، والأكثر اعتدالاً، تحت قيادة محمود عباس. والواقع، الحزم ليس أحد صفات هؤلاء الحلفاء الثلاثة، لذا يجب على الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، أن يضغط عليهم لتقديم المساعدة، فطالما ظلت الصفوف الفلسطينية منقسمة، لن تفلح الجهود فى تحقيق السلام.