سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس من مسجد عمر بن عبد العزيز: نؤسس لدولة وطنية ديمقراطية تعلى القانون والحريات.. وأمامنا تحديات كثيرة فى مسيرة النهوض.. وينبغى أن نراعى الظرف والمناخ بدون الرجوع عن الحق
ألقى الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، كلمة للأمة من مسجد عمر بن عبد العزيز بمصر الجديدة، عقب أدائه صلاة التراويح، هنأ فيها الشعب المصرى بنهاية شهر رمضان الكريم، وتناول الحديث عن وفضائل القرآن الكريم وشهر رمضان وزكاة الفطر، كما أوصى بالفقراء خيراً. وتحدث مرسى قائلاً: القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هما الأساس للدين ولا يوجد أى أساس غيرهما، مشيراً إلى أن القرآن الكريم لم يترك شيئا إلا وتكلم عنه وبينه حتى لو كان من أمور الحكم. وأكد مرسى، على أن الذين يتعرضون للعمل العام والذين يرفعون راية الدعوة ليقولوا لهم حُسنى وخيراً، هؤلاء الحاملين لرسالة الخير والدالين عليها، عليهم بالصبر، وأن يدركوا ويفهموا مدلول الأحاديث والمواقع والحال والمخاطب والمناخ، حتى لا يخرج من الألسنة ما يضر، فلا يؤخذ الناس بالنية الحسنة، وإنما بعد النية الفعل، مؤكداً على أن الفتوى للمتخصصين، وليس لحزب أو فئة صغيرة، بل للعالمين. وأضاف الرئيس خلال كلمته التى ألقاها على المصلين بمسجد عمر بن عبد العزيز المواجه لقصر الاتحادية عقب أدائه صلاة العشاء والتراويح، أن من يتعرض للعمل العام يعانى كثيراً، مؤكداً على ضرورة أن تمد الصلة والجسور مع الجميع، ومن يتسرعون فى نقل الحق، عليهم أن يتريثوا، وألا يقولون ما لا يعلمون، حتى يتبينوا. وقال إن هذا الدين دين واقعى يتحرك مع الأحداث ويعالجها بواقعية، وأحياناً ينبغى أن نراعى الظرف والمناخ ولكن ليس معنى ذلك أن نرجع عن الحق، ولابد للمسلم أن يعرف ماذا يقول ولمن ومتى؟ مضيفاً: أيها الأحباب فى هذه المناسبات والمواسم يتعاظم الجهد والعبادة بمفهومها الواسع الصحيح وليس الضيق. وطالب الرئيس مرسى، الجميع فى الوطن بالصبر والعمل وبذل مزيد من الجهد والعمل لتحقيق الاستقرار للوطن، مشيراً إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام استغرق 13 عاماً لفتح مكة، وسنوات طويلة لنشر الدعوة للإسلام، ولم يهن لحظة أو يتراجع، قائلاً: "ليس الصبر بمفهوم الترك وصبر التنبلة، وإنما صبر الحركة والخطة والواقعية والإرادة والعمل، وهناك كلمات لو خرجت من أصحابها لأضرت كثيراً بهذا المجتمع، وليس هذا بخداع لأن المؤمن لا يكون خداعاً". وتابع الرئيس، لابد أن نعرف أن أمامنا تحديات كثيرة، وأن النفاق كان بالمدينة وليس بمكة، وكأن أشد خطراً على الدعوة من الكفر بمكة، فمن استشهد بمكة لا يعدون على أصابع اليد الواحدة، وانظروا إلى واقعة بدر التى استشهد فيها أكثر من 70 شهيداً من حفظة القرآن الكريم، مؤكداً أن أهل الحق عيونهم لا تنام وأهل الباطل يلملمون صفوفهم ليتحدوا مسيرة الحق، مذكراً بأن السيدة عائشة زوجة النبى صلى الله عليه وسلم، صبرت كثيراً رغم ما تعرضت له، وكذلك الرسول الذى تعرض للتعذيب والمؤامرات لقتله ولكنه لم يهن أو يستسلم واستمر فى طريقه للدعوة، مشيراً كذلك إلى مسيرة أبو بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب، ونبى الله موسى، والأنبياء وصبرهم على إيذائهم ومحاربة دعوتهم. ولفت إلى أن التطبيق هو الاختبار الحقيقى والمحك العملى، وهو الذى يحتاج إلى جهد، وقال: نحن الآن نحتاج إلى الفهم والمعرفة والدراية ونحتاج إلى التطبيق والأخلاق والعمل والصبر واليقظة، والآن أشد ما نكون احتياجاً لمشروع هذه الأمة، باليقظة والصبر، وأضاف مازحا: الجماعة الأجانب يقولون دلنى على آخر النفق، ونحن نعلم نهاية النفق كويس، وهى بلدنا واستقرارها وأمنها ونموها الاقتصادى، حتى لا نكون أبداً أصحاب يد سفلى، وذلك يكون بالفعل لا بالقول. وقال: إياكم أن تتصورا أن الله يمكن أن ينصر البلهاء والحمقى والمتسرعين والمترددين، ولكن الله ينصر من يعمل ويعطى ويصبر ويستمر ولا ينتظر عطاء، هذه المرحلة فى غاية الأهمية والخطورة وتحتاج إلينا جميعاً، مصر اليوم تحتاج إلى كل أبنائها وإلى كل عقولها وتحتاج إلى العرق والجهد والاجتهاد، وإذا كنا بالحق نريد أن نلقى ربنا ونؤسس لدولة الإيمان ودولة وطنية ديمقراطية ودولة القانون والحريات، وبحاجة إلى فهم وإدراك وسلوك وصبر واستمرار ومتابعة وعدم التعجل، فالهدف واضح، وإذا لم يشارك الكل فى منظومة الفعل فكيف يتوقع الخير عندما يستيقظ، فلا ينام أحدكم وينتظر الخير. وختم الرئيس كلمته، قائلاً: النصر لهذه الأمة والشعب العظيم، والنصر بمعنى النهضة والتنمية والاستقرار والأمن ونمو الاقتصاد والاستقرار السياسى، لا ننتظر أن يأتى أنس آخرون من بلدان أخرى ليعملوا لنا ويطوروا بلدنا.