الحاج عبد الغفور الصائغ صاحب أقدم مائدة رحمن فى شارع المعز

منذ أكثر من 30 عاما يقيم الحاج محمد منير عبد الغفور صائغ ذهب فى شارع المعز لدين الله الفاطمى طوال شهر رمضان مائدة الرحمن فى مسجد وسبيل وكتاب على المطهر، والذى يرجع تاريخه إلى 1157 هجريا، مائدة الحاج عبد الغفور تستقبل كل الوافدين إلى هذا الشارع، من الفقراء والزائرين والسياح ومريدى المكان، وبعد أن يطمئن على إطعام ضيوف الرحمن يغادر المسجد ليفطر هو ومن معه الفول والطعمية، وفى هذا العام يرى الحاج منير أن الوافدين على مائدته اختلفوا كثيرا عن الأعوام السابقة، حيث كان يكثر الإقبال على هذه الموائد الفقراء من كبار السن ولكنه يلاحظ هذا العام توافد الشباب والأطفال فى سن صغيرة مما يدل على الكم الكبير من الأطفال الذين يعانون من الحرمان حتى فى المأكل والمشرب، ويضيف أنا من مواليد الجمالية وأعمل فى شارع المعز منذ ما يزيد عن 35 عاما.
وقال الحاج عبد الغفور ظهرت تغييرات كثيرة على شارع المعز، ولكن الشارع حاليا يعانى من الإهمال وانخفاض الإقبال من المشترين والسائحين نتيجة لحال البلد غير المستقر، ونظرا لكبر سنى لم أعد أعمل، ولكن الأبناء استلموا راية العمل من بعدى، ولكن أشعر براحة كبيرة طوال العام عندما أقضى شهر رمضان وسط المائدة التى أعدها بنفسى للمحتاجين فأقوم بتحضير الطعام بالتعاون مع بعض العاملين معى فى هذا المجال، ونقوم بعمل هذا كل يوم والوجبة تتكون من لحم أو دجاج مع مكرونة أو أرز وخضروات وسلطة، وأرز باللبن وبلح وعصير ومياه.
ويشير إلى مدى الخير الذى كان ينعم به منطقة الأزهر والحسين فى السابق حيث كانت هناك أسرة وعائلات كبيرة تقوم بعمل موائد للرحمن طوال السنة سواء فى رمضان أو غيره مثل منزل الشيخ مصلح فى الحسين فكان كل مريدى المنطقة من المحافظات البعيدة يعرفون أنهم سوف يأكلون كل ما هو طيب فى هذا المنزل، وكانت تطلق على هذه المنازل اسم المندرة.
وقد ساعدنا إعادة ترميم مكان الوضوء فى هذا المسجد على إقامة حجرتين لإقامة هذا العمل بصفة مستمرة وقسمنا المكان إلى مطبخين وحجرتين لجلوس الوافدين أثناء تناول طعام الإفطار، وأتمنى أن يطيل عمرى وأستمر فى هذا العمل فهو يعطينى قوة ودفعة لعمل الخير بشكل كبير.