طالب سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى فى كلمته أمام المؤتمر الدولى لإعادة إعمار قطاع غزة، بإيجاد حل للخلاف الفلسطينى الفلسطينى ليعود الصف الفلسطينى كلمة وموقفا واحدا موحدا.. معربا عن استعداد السعودية للمساهمة الفاعلة فى كل ما يسهم فى تحقيق التطور والنماء الفلسطينى. وقال، إن السعودية تطالب الأشقاء الفلسطينيين باحتواء الخلافات الداخلية وتغليب المصلحة الوطنية وحماية الوفاق الوطنى واللجوء للحوار لحل الخلافات حفاظا على وحدة الشعب الفلسطينى واستقلالية قراره السيادى، لأن هذا هو طريق الشعب الفلسطينى لتحقيق تطلعاته وآماله ودعم المجتمع الدولى لهذه الإرادة. وأضاف الفيصل: خلف العدوان الإسرائيلى الهمجى والوحشى الأخير على قطاع غزة مآسى إنسانية وأوضاعا اقتصادية قاسية وتفاقم ما يعانيه الشعب الفلسطينى أصلا من أوضاع مأساوية جراء الاستعمار الظالم. وأشار إلى تعطل التنمية الاقتصادية الفلسطينية، بسبب استمرار الحكومة الإسرائيلية فى تعسفها وسياساتها الاستيطانية التى فرضت حصار جائرا وإغلاقا للمعابر ومصادرة مستمرة للأراضى الفلسطينية، وجعلت السلام المنشود بعيد المنال، وأصبحت المفاوضات بلا معنى حقيقى، وتتعارض تماما مع كل ما اتفق عليه منذ أوسلو وحتى مؤتمر أنابوليس. أضاف أن الوضع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وبخاصة فى قطاع غزة "أقل ما يمكن وصفه أنه كارثة إنسانية، حيث تشير تقديرات البنك الدولى إلى أن غالبية الشعب الفلسطينى يعيش تحت خط الفقر مع تدهور كبير ومستمر لكافة المؤشرات الاجتماعية فى الأراضى الفلسطينية، وانهيار تام للاقتصاد الفلسطينى". وأكد الفيصل، أنه حان الوقت لمساعدة الشعب الفلسطينى لينال حقوقه فى العيش بسلام ورخاء وإذا كان المجتمع الدولى جادا فى الوصول إلى سلام عادل ودائم فلابد من توفير الدعم لعملية السلام ودعم السلطة الفلسطينية، لتتمكن من التعامل مع الأعباء الهائلة التى تقع عاتقها وتتجاوز تماما قدراتها ومواردها. وقال : وتجسيدا لنهج الدول العربية فى السعى للسلام العادل والشامل والدائم، فقد أطلقت مبادرة السلام العربية فى قمة بيروت عام 2002 ولم تجد أى تجاوب من إسرائيل، والتى كان عليها أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا فى كل وقت، وأن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة إلى الأبد. وقال الفيصل، إن المملكة العربية السعودية وانطلاقا من مبادئها الثابتة فى مساعدة ودعم الشعب الفلسطينى الشقيق لم تألوا جهدا فى تقديم كافة أوجه الدعم الحكومى والشعبى الممكنة للفلسطينيين سواء من خلال الأطر الثنائية أو عبر الصناديق والمؤسسات التنموية الإقليمية والدولية. وأكد أن جهود المملكة فى هذا الصدد مستمرة وتنفذ بكل جدية ومصداقية كافة التزاماتها تجاه الشعب الفلسطينى. مشيرا فى هذا الصدد إلى ما قدمته من دعم إغاثى متنوع، إثر العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة والذى شمل المستلزمات الطبية ونقل المصابين بطائرات الإخلاء الطبى للعلاج فى المملكة. أشار الفيصل إلى التعليمات التى أصدرها خادم الحرمين الشريفين بإطلاق حملة تبرعات عاجلة لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين، حيث بلغت التبرعات حتى الآن أكثر من 228 مليون ريال سعودى. ونوه وزير الخارجية السعودى أيضا لما أعلنه الملك عبد الله خلال قمة الكويت الاقتصادية فى يناير الماضى من تقديم منحة بمبلغ مليار دولار مساهمة فى جهود إعادة إعمار غزة. مشيرا إلى أنه سيتم تقديم هذه المساهمة عبر الصندوق السعودى للتنمية وبالتنسيق مع الجهات المانحة الأخرى فى إطار الآليات المعتمدة فى هذا الشأن. كما أشار إلى ما أطلقته دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من برنامج لإعادة إعمار غزة. معربا عن تطلعه فى أن يسهم فى تنسيق ومتابعة بعض المشاريع التى يتم تمويلها عن طريقه. وأكد الفيصل أن إعادة الاعمار لن تكون مجدية أو مفيدة فى ظل افتقاد الأمن والاستقرار. موضحا أنه من غير المقبول أو المعقول أن يتم الإعمار وتأتى إسرائيل لتدمر ما تم بناؤه.