«خدوه وارموه بره بسرعة, إحنا معندناش وقت, اطلعى بره يا ست». هذا هو ما قالته إحدى طبيبات مستشفى الجامعة بالمنصورة لزوجة محمد مصطفى إبراهيم المريض بتليف مزمن بالكبد لدى دخوله المستشفى محولاً إليها من مستشفى بورسعيد العام. الطبيبة طلبت من الزوجة عمل أشعة وتحاليل ب100 جنيه ولأن الزوجة لا تملك من هذا المبلغ قرشاً, طلبت الطبيبة من أمن المستشفى رميها هى وزوجها المريض إلى الخارج. بدأت معاناة زوجة محمد البالغ من العمر 57 عاماً والذى كان يعمل منجداً قبل إصابته بتليف مزمن بالكبد, بالإضافة إلى فيروس سى, وصفراء انسدادية بالقنوات المرارية, عندما قرر الأطباء حاجته لعمل منظار تشخيصى وعلاجى دخل على إثره مستشفى بورسعيد العام فى التاسع من فبراير الجارى, وتم قيده باستقبال المستشفى تحت رقم 16779 بعدها قرر الأطباء المعالجين هناك سفره إلى مستشفى الجامعة بالمنصورة لعمل المنظار بمركز الجهاز الهضمى بها, وبالفعل تم نقل محمد بسيارة إسعاف وبصحبته زوجته, وهناك تم منع سيارة الإسعاف من دخول المستشفى لعدم أسبقية المريض بالحجز, ولكن زوجته لم تيأس وظلت متواجدة حتى تمكنت من قطع تذكرة رقم 4525407 فى يوم الأربعاء الموافق 11 من فبراير بالعيادات الخارجية لمستشفى الجامعة. وأخيراً دخل الزوج إلى غرفة الكشف وهناك طلبت إحدى الطبيبات من زوجة محمد التقرير الطبى الخاص به, وهو ما لم يكن متوافراً معها, وعندها طلبت الطبيبة منها عمل التحاليل والأشعة نظير ال100 جنيه, وبالفعل تم طردها وزوجها من المستشفي, و«مين يحن قلبه على جوزى العيان غير الدكاترة اللى عارفين حالته, أروح لمين دلوقت», هذا هو تساؤل زوجة عم محمد الذى تناشد به الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة والسكان. فهل يحمى الوزير الفقراء من بطش الأطباء؟!