أيام معدودة ونودع شهر شعبان شهر الاجتهاد، وأتمنى من الله الكريم أن نكون أطعنا الله حق طاعته، واجتهدنا فى الله حق جهاده، وتبنا إلى الله من كل الذنوب والآثام فى شهر شعبان، لنخوض غمار المحبة والطاعة والإيمان، لنستقبل شهر رمضان المبارك، وهو خير من ألف شهر، لأن المولى "جل شأنه" رفع من شأن هذا الضيف الكريم المبارك فى كتاب "الله"، وفى أحاديث نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فجعل الخير طوال الشهر؛ قال الله تعالى "شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام آخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون". فهو ضيف عزيز على قلوب المسلمين جميعاً غائباً لا يفدُ إلينا إلا مرة فى العام، يزورنا غبَّاً فنكون له أشدُّ حبّاً، ضيفٌ تَخفق بحبه القلوب، وتشرئب إليه الأعناق، وتتطلّع الأعين لرؤية هلاله، وتتعبَّد النفوس المؤمنة ربَّها بذلك، شهر رمضان متميز عن باقى الشهور لفضائله وبركاته وخصائصه، لأن هذا الشهر أنزل الله القرآن فيه، ولو لم يكن فيه إلا هذا الفضل لكفى، فكيف وفيه ما فيه والله أعلم به من مغفرة الذنوب، ورفع درجات المؤمنين، ومضاعفة الحسنات، وإقالة العثرات، يُعتق الله فى كل ليلة من لياليه عتقاء من النَّار، وهو شهر تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتُصفَّد فيه الشياطين، ينزل فيه ملكان يقول الأول: يا باغى الخير أقبل، ويقول الثانى: يا باغى الشر أقصر، فيه ليلة من حُرمها حُرم خيراً كثيراً، ليلة يُفرق كل أمر حكيم، إنَّها ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر، اللهم بلغنا رمضان وبلغنا ليلة القدر، وكل عام والأمة الإسلامية بخير بقدوم شهر النفحات والبركات، أدعو الله أن يكون شهر تحرر فيه الشعوب من كل الحكام المستبدين الظالمين الفاسدين وأن يرفع الله كلمة الحق والدين ويثبت قلوبنا على الدين.