قتل عامل شقيقه فى أبو النمرس إرضاء لزوجته بسبب خلافات بين زوجتى القاتل والقتيل، حيث طعن المتهم شقيقه بسكين أودى بحياته وتم القبض على المتهم الذى أبدى ندمه على ارتكابه لهذه الجريمة. التقت "اليوم السابع" المتهم الذى سرد كواليس الواقعة بصوت ممزوج بالألم والحسرة، وهو يبكى تارة ويلطم على وجهه تارة أخرى ويصيح بأعلى صوته وكأنه فى كابوس وسيستيقظ ليجد أخاه حياً. شاب لا يتخطى عمره الثلاثين عاما قصير متوسط البنيان بجسده العديد من الجروح القديمة والفتحات الغائرة، دموعه لا تتوقف ويداه تندب على وجهه تارة وعلى رأسه أخرى، يسرد تفاصيل الواقعة الأليمة ويتوقف فى وسط الكلام كثيرا فلسانه يتعلثم حيث لا تطاوعه الحروف على الخروج. قال المتهم "محمد.أ.م، عامل" "29 سنة" إن والده طلق والدته منذ 20 عاما وتركه برفقة أشقائه "سالم " و"عزت" وتكفل هو والدته بتربية أشقائه والإنفاق عليهم حيث كان يخرج للعمل كمساعد مبيض محارة من أجل الحصول على بعض الجنيهات يساعد بها والدته فى الإنفاق على شقيقيه، ولكن ظروف الحياة الصعبة والقاسية جعلته لا يكمل تعليمه حيث خرج من المدرسة بعد الابتدائية. وأضاف المتهم أنهم عاشوا سنوات عجاف حتى كبر شقيقيه وتزوج "سالم" منذ 3 سنوات وأنجب طفلا ونظرا لحبه الشديد لشقيقه "محمد" واعترافه بالجميل أصر أن يطلق عليه نفس الاسم، ثم تزوج "محمد" بعدما أكمل رسالته وزوج أحد شقيقيه وراح يبحث للآخر عن عروسة، وأنجب "يوسف". وقال المتهم إن منزلنا الصغير بدأ يعرف طعم السعادة التى افتقدناها منذ أن تركنا والدنا، فأقام "سالم" برفقة زوجته فى الطابق الثانى وأقامت برفقة زوجتى فى الطابق الأول، بينما ظل شقيقنا "عزت" مع والدتى نبحث له عن عروسة حتى يكتمل الأمر، لكن دوام الحال من المحال، حيث عرفت الخلافات منزلنا الصغير وبدأت المشاكل بين زوجة "سالم" وزوجتى ورغم كل المحاولات لتقريب وجهات النظر بينهما إلا أنهما حولا حياة الأشقاء إلى كابوس. وعن يوم الحادث، أشار المتهم إلى أنه كان يجلس بجوار زوجته فى وقت الظهيرة بالطابق الأول بعدما اشترى لها "بطيخة" وراحت الزوجة تقطع له منها وتعطيه، ثم دارت مشادات كلامية بينها وبين وزوجة شقيقه "سالم" كالعادة، وكادتا أن تتشابكا بالأيدى، ومن ثم اتصلت زوجة "سالم" به وقالت له إن شقيقك "محمد" تهجم على، وهو الأمر الذى جن جنونه، فترك "سالم" السيارة التى يعمل عليها بالأجرة وأسرع إلى المنزل، فوجد شقيقه "محمد" برفقة زوجته يأكلان بطيخ، فأمسك بأعلى جزء من جلباب "محمد" وقال له "يا ابن... بتتعدى على زوجتى" فأكد له الأخير أن ذلك لم يحدث وأن زوجته تريد أن توقع بينهما، لكن دموع الزوجة كان لها مفعول السحر على زوجها الذى أمسك بالسكين التى كانت بجوار "البطيخة" وأشهرها فى وجه "محمد" وهدده بالقتل فى حالة التعرض لزوجته مرة أخرى، فأصابت السكين "محمد" فى صدره بجرح، لتصرخ زوجته بأعلى صوتها، ثم راح "محمد" يدافع عن نفسه، واشتبك الشقيقان بسبب النساء ووقف السكين حائلا بينهما يحاول كل منهما أن يوجهها ناحية الآخر إلى أن استدارت واستقرت فى جسد "سالم" الذى سقط على الأرض غارقا فى دمائه، وسط ذهول من الجميع وارتفع الصراخ، بينما راح "محمد" يلطم على رأسه وهو يردد "أخويا هيموت الحقونا" وتم نقله للمستشفى لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة داخلها، لافتا إلى أنه قتل شقيقه إرضاء لزوجته قائلا "الله ينتقم من النسوان". كان اللواء أحمد سالم الناغى مدير أمن الجيزة تلقى إخطارا من العميد محمود فاروق مدير المباحث الجنائية بمقتل مواطن على يد شقيقه، فانتقل إلى مكان الواقعة العميد خالد عميش مفتش المباحث وتم القبض على المتهم الذى اعترف بارتكابه للواقعة.