أثار انتشار حشرات البق القاتل فى إسبانيا حالة من الذعر والقلق، وذلك لأنها تؤثر على سلوك الحيوانات وخاصة الغزلان، التى أصبحت تعانى من الحساسة لا تتوقف، بالإضافة إلى فقدان الوزن بشكل واضح، ولكن ما يثير القلق هو تأثر البشر بها حيث أنها تتغذى بشكل رئيسى على الدم وبكميات كبيرة. وأشارت صحيفة الكرونيستا إلى أن العلماء كشفوا عن سبب تغير سلوك الغزلان وهى الحشرة طفيلية وملتصقة بالدم وهى البق، وخاصة من نوع أطلق عليه Lipoptena، والتى انتشرت بسرعة فى مناطق منها قادش وإشبيلية وويلفا، مسببة حالة من التوتر والضرر المستمر للحيوانات.
تفقد أجنحتها بمجرد الوصول للحيوان الحشرة الصغيرة، التي تبدأ حياتها بأجنحة لتطير وتبحث عن مضيف، تفقد أجنحتها بمجرد وصولها للغزلان والحيوانات الآخرى، وتظل ملاصقة بالحيوان طوال حياتها، متغذية على الدم فقط. وتم رصد عشرات وحتى مئات الذبابات على حيوان واحد، مما يؤدي إلى حكة مستمرة، جروح، وإرهاق شديد، يقلل من قدرة الحيوان على التغذية والراحة، ويؤثر بشكل مباشر على صحته. ويشير الباحثون إلى أن هذه الطفيليات لا تكتفي بنشاطها الموسمي، بل تمتد طوال السنة، وتظهر الحشرة البالغ ذو الأجنحة من الربيع حتى الخريف، بينما تبقى الحشرات بلا أجنحة على المضيف لعدة أشهر، ما يسهل انتشارها وتوطينها في المناطق الجبلية. ويضيف العلماء أن المناطق ذات النبات الكثيف والرطوبة المعتدلة تشجع على انتشار هذه الحشرة، خاصة في الأماكن المكتظة بالغزلان والحيوانات الآخرى .
مخاوف على البشر وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من البق تحمل بكتيريا يمكن أن تؤثر على صحة الحيوانات وربما الإنسان، ما يجعل متابعة الوضع ومراقبته أمرا ضروريا للحفاظ على التوازن البيئى وصحة الغابات والحياة البرية.