أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن روسيا لا ترى حتى الآن استعداداً من أوكرانيا لمناقشة القضية الحدودية، لافتا إلى أن كييف ترفض بشكل أساسي إنهاء الصراع بالوسائل السلمية. وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده مستعدة للنظر في وقف توجيه ضربات إلى عمق الأراضي الأوكرانية في يوم إجراء الانتخابات، مشيراً إلى إمكانية ضمان الأوضاع الأمنية خلال هذا اليوم.
وقف الضربات خلال الانتخابات الرئاسية
وقال بوتين، خلال جلسة الأسئلة والأجوبة المباشرة والمؤتمر الصحفي السنوي بعنوان «حصاد العام»، إن روسيا «مستعدة للنظر في ضمان الأمن خلال الانتخابات في أوكرانيا، وعلى الأقل الامتناع عن توجيه ضربات إلى عمق الأراضي في يوم الانتخابات». وأضاف أنه «إذا كانت كييف تسعى لاستخدام الانتخابات فقط من أجل وقف الزخم الهجومي للقوات الروسية، فإن هذا خيار خاطئ». وأشار إلى أن الولاية الرئاسية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتهت رسمياً في 20 مايو 2024، إلا أن كييف لم تُجرِ الانتخابات الرئاسية، بدعوى استحالة تنظيمها في ظل الأحكام العرفية..لافتا إلى أن أوكرانيا تتجاهل قرار المحكمة الدستورية الصادر في مايو 2014، والذي ينص على عدم جواز تمديد الولاية الرئاسية، معتبراً أن ولاية زيلينسكي «انتهت ومعها شرعيته، التي لا يمكن استعادتها بأي حيل».
زيلينسكي يعلن استعداده لإجراء الانتخابات الرئاسية في سياق متصل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 9 ديسمبر إن الوقت بات مناسباً لإجراء الانتخابات في أوكرانيا، معتبراً أن كييف تستخدم الصراع الدائر ذريعة لعدم تنظيمها. وفي اليوم نفسه، أعلن زيلينسكي استعداده لإجراء الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب إدخال تعديلات تشريعية واتخاذ تدابير أمنية تضمن مشاركة العسكريين في التصويت، مطالباً البرلمان بالتحرك في هذا الاتجاه، وداعياً الولاياتالمتحدة وأوروبا إلى المساعدة في تأمين العملية الانتخابية.
وقال "بوتين" ، خلال "الخط المباشر" المخصص للحديث عن نتائج العام 2025، وفقا لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية ، : "إننا لا نرى مثل هذا الاستعداد حتى الآن ، وروسيا على دراية ببعض الإشارات، بما في ذلك تلك الواردة من كييف، التي تفيد بأن أوكرانيا مستعدة للدخول في نوع من الحوار". وأشار إلى أن كييف ترفض بشكل أساسي إنهاء الصراع بالوسائل السلمية، مؤكدا أن روسيا مستعدة وراغبة في إنهاء الصراع في أوكرانيا من خلال معالجة الأسباب الجذرية للأزمة. وأردف بوتين : " إن روسيا حذرت أوكرانيا في عام 2022 من أنها ستضطر إلى الاعتراف بالجمهوريات غير المعترف بها، وطلبت السماح لها بالعيش في سلام". القوات الروسية تتقدم على طول خط التماس القتالي بأكمله وبين الرئيس الروسي أن الصراع في أوكرانيا بدأ بانقلاب عسكري في كييف، قائلا : "دعوني أذكركم كيف بدأ كل شيء. لقد بدأ الأمر بالانقلاب في أوكرانيا عام 2014 والخداع بشأن إمكانية التوصل إلى حل سلمي لجميع المشاكل نتيجة لاتفاقيات مينسك". وأعلن أنه تلقى للتو تقريراً من رئيس الأركان العامة حول الوضع على الجبهة، مبينا أن "القوات الروسية تتقدم على طول خط التماس القتالي بأكمله، فيما العدو يتراجع ، وتم نقل المبادرة الاستراتيجية على الجبهة بالكامل إلى أيدي الاتحاد الروسي بعد طرد العدو من أرض كورسك". وبين الرئيس الروسي أن "نظام كييف أمضى 10 سنوات في بناء مناطق محصنة على خط مناطق سلافيانسك - كراماتورسك- كونستانتينوفكا، وأنها من المناطق المحصنة الرئيسية في أوكرانيا في الوقت الحالي". وأكد الرئيس الروسي أن السيطرة على مدينة سيفيرسك في دونيستك، ستتيح للقوات المسلحة الروسية فرصة التقدم نحو سلافيانسك ، وأشار إلى أن كييف تكبدت خسائر فادحة في احتياطياتها الاستراتيجية نتيجة للعمليات الفعالة للقوات المسلحة الروسية، نونها أن استنزاف احتياطيات القوات الأوكرانية يجب أن يشجع نظام كييف على إنهاء الصراع سلميا. ولفت بوتين إلى أن "جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين لا ترغبان في العيش تحت ضغط القوميين"، مؤكدا أن القوات الروسية تعمل بنشاط وفعالية في اتجاه ليمانسكي الجنوبي. 400 ألف شخص وقعوا عقودا مع القوات المسلحة الروسية في عام 2025 من جهة أخرى، أكد الرئيس الروسي أن أكثر من 400 ألف شخص وقعوا عقودا مع القوات المسلحة الروسية في عام 2025 ، وقال : "لقد تعاقدنا مع أكثر من 400 ألف شخص خلال العام الماضي 406 ألف أو 410 ألف شخص". وتابع : "لدينا العديد من الأشخاص الراغبين ، رجالنا، رجال حقيقيون، يأتون طواعية، ويوقعون عقودًا للخدمة في القوات المسلحة، ويذهبون طواعية للدفاع عن مصالح الوطن ومصالح الشعب". وقال الرئيس الروسي أن مصادرة الأصول الروسية لن تكون مجرد ضربة لصورة الاتحاد الأوروبي، بل ستُقوّض الثقة في منطقة اليورو ، وأضاف : "إن روسيا ستدافع عن مصالحها المتعلقة بالأصول بالمقام الأول في المحاكم". وأكد أن قرضا لأوكرانيا بضمان أصول روسية سيزيد من ديون دول الاتحاد الأوروبي، في وقتٍ تعاني فيه هذه الدول أصلاً من مشاكل في ميزانياتها، مشيرا إلى أن "هناك عدد من الدول متشككة بالفعل بشأن أمن أصولها الموجودة في أوروبا". وبين بوتين بأن "الاتحاد الأوروبي غير قادر على نهب الأصول الروسية، لأن العواقب قد تكون وخيمة"، مشددا على أنه "يجب إعادة الأصول الروسية التي في الخارج". نهب الأصول الروسية في الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى خسائر مباشرة وأشار إلى أن نهب الأصول الروسية في الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى خسائر مباشرة تتعلق بالأسس الجوهرية للنظام المالي العالمي الحديث. وأردف الرئيس الروسي : "إلى جانب فقدان الصورة، قد تكون هناك خسائر مباشرة تتعلق بالأسس الجوهرية للنظام المالي العالمي الحديث ، والأهم من ذلك، أن كل ما سرقوه، بغض النظر عن الطريقة التي فعلوا بها ذلك، سيتعين سداده يوما ما". ويجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، الحوار السنوي المعروف باسم "نتائج العام"، الذي يتيح للمواطنين الروس طرح أسئلتهم مباشرة على رئيس الدولة بشأن القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى ملفات السياسة الخارجية.