عزيزي القارئ، قبل ما نتكلم عن الانتخابات والدوائر والبرلمان، لازم نسأل نفسنا سؤال واحد "المواطن البسيط فين من كل ده؟ "نعم، المواطن اللي بيصحى بدري علشان يلحق شغله، وبيحسب قبل ما يشتري، وبيخاف على بكرة أكتر ما بيخاف على نفسه. المواطن اللي مش فارق معاه مين يكسب ومين يخسر، قد ما فارق معاه مين يحل. وهذا ما أكدته القيادة السياسية أكثر من مرة، إن الانتخابات يا عزيزي مش صور ولا لافتات ولا وعود تتقال على المنصات. الانتخابات هي "حياة المواطن "ومستقبله وصوته اللي الدولة أصرت تحافظ عليه. وهذا تعظيم للمصري أينما وجد، ومما لا شك فيه إن صوت الناس مش للبيع وإرادتهم لا تشترى، وإن مصر ما ينفعش ترجع لزمن كانت فيه الدائرة جزء من نفوذ مش جزء من وطن. عزيزي القارئ، الناس فرحت بالموقف الأخير لقيادتها السياسية وعايزة أمل، عايزة تحس إن في دولة بتحمي صوتها، وفي قيادة بتقف ضد أي فساد أو تلاعب، وفي نائب يجي يمثلهم بضمير مش يمثل نفسه. فالدائرة الانتخابية مرآة المواطن. نعم، الدائرة الانتخابية مش مجرد خطوط على الخريطة، هي صورة حية للناس اللي عايشة فيها. هي أمل لأم عايزة تعليم أحسن لأولادها، وصوت شاب بيدور على فرصة حقيقية للوصول إلى مستقبل باهر آمن، ورغبة رجل شايل مسئوليات فوق طاقته. عزيزي المصري، لما الدائرة تتظبط أحوال الناس كلها بتتظبط، ولما تبقى ساحة صراع المواطن هو اللي بيدفع الثمن. فما رفضه الشعب يوازي ما رفضته الدولة. نعم، الشعب رفض المتاجرة باحتياجاته، ورفض الوعود اللي بتتبخر بعد إعلان النتيجة، ورفض إن الدائرة تتحول لسوق نفوذ وفلوس وعزوات. الناس دلوقتي بتسأل بصراحة: مين يمثلني بجد؟ مين يحافظ على مصر قبل ما يحافظ على كرسيه؟ وعي الناس بقى أقوى من أي محاولة للعب من وراء الستار. والدولة بدورها رفضت أي تلاعب بإرادة الناس، ورفضت إن العملية الانتخابية تكون مظهرية، فتم وضع خطوط واضحة: لا مال سياسي، ولا شراء ولاءات، ولا استغلال حاجة المواطن. فمصر الجديدة دولة قانون مش دولة صفقات. وأقولها بصراحة، بعد الإقبال الخارجي، وخاصة لأن الانتخابات الداخلية لم تبدأ بعد، فالخارج تابع وشايف نبض الشارع الحقيقي، لكن الداخل هو المحرك الأساسي. فصوت المواطن اللي عاش التحديات يوم بيوم، واللي شاف بعينه مواقف القيادة السياسية وهي واقفة جنب البسيط، بتحميه، وبتدافع عنه، وبتحط راحته قبل أي حسابات سياسية. وده اللي بيديني أمل إن الإقبال الداخلي هيبقى انعكاس حقيقي لشعور المواطن ووعيه وثقته وإيمانه إن الدولة اللي وقفت معاه تستحق يقف معاها. عزيزي المصري، معا لإعادة الثقة بين المواطن ونائبه. فالآن نضمن إن كل صوت له قيمة وإن كل دائرة تدار بعدل بعيد عن المصالح. التحدي الأكبر إن المواطن يشعر إن البرلمان صوته الحي، مش مجرد مؤسسة بعيدة المنال. نعم، الآن وبعد كلمات قيادتنا والتي جمعت بين النور والنار أصبحت الفرص والأمل وجهين لعملة واحدة، هي مصر الجديدة. عزيزي المصري، لا تتعجب، وبالرغم من التحديات، عندنا فرصة. معا نعيد بناء المشهد السياسي من جذوره، ونحول الدائرة الانتخابية لمدرسة وعي مش ساحة نفوذ، ويصبح النائب خادما للشعب وليس حاكما عليهم. والقيادة السياسية مستمرة في الإصلاح ومواجهة الفساد، ومتمسكة بحماية المواطن قبل أي شيء. أما عن الدولة، فهي قادرة بشعبها الواعي وبقيادتها وبقلوب الشرفاء، وقادرة على حماية الصوت قبل الصندوق. نعم، في قيادة تدرك قيمة هذا الشعب وتؤمن أن احترام المواطن يبدأ من احترام اختياره. وأنا أرى أن الطريق واضح، لكنه يحتاج جرأة ووعي. وأول خطوة في الإصلاح السياسي تبدأ من دائرة انتخابية حقيقية، ومواطن لا يبيع صوته، ودولة لا تسمح لأحد أن يتلاعب بمصيره. عزيزي المواطن، لابد أن تدرك أن الوطن محتاج كل واحد فينا. نعم، محتاج صوتك وضميرك ووعي قلبك، لتكون بشرة خير بأن المستقبل ممكن يكون أفضل مهما كانت التحديات. ماتسخسرش صوتك، اختاره بضميرك وإرادتك، لأنه هو اللي يصنع الفرق. فلنكن جميعا جزءا من التغيير بصوتنا، باختيارنا، وبإرادتنا، لنصنع مصر الجديدة، ونثبت أن الأمل موجود وأن الشعب قادر مع قيادته أن يغير الواقع للأفضل