عظيم أن يكون لدينا هذا الكم الكبير من الآثار، والأعظم أن تكون تلك الآثار ملكنا، وليست مستوردة، أو مقلدة، ثم الأعظم والأعظم أن تكون هناك ذائقة عالمية بتلك الآثار التي تحتضنها أرضك، غير أن الامتلاك لكل تلك الآثار، هو امتلاك على المشاع، أي أنها ملك للمصريين جميعهم، وليست ملكا لفرد أو جماعة، وهذا يجعلنا ندعم تشاركيتها وفق المساحة المتاحة، وهى المتاحف والمعارض، والتي تدرى دخلا قوميا على مصر والمصريين، ومن ثم فالمتحف المصرى الجديد هو متحفا عالميا على أرض مصر، مثله مثل متحف اللوفر، والمتحف البريطاني، وغيرها من أسماء المتاحف الشهيرة، والتي تضم أجنحة لآثار مصرية، تضم عدد قطع بالآلاف، لكن الحظ السعيد أن مصر تمتلك أضعاف تلك القطع، بل وكل يوم تكتشف قطعا جديدة، وهذا ما يجعل المتحف بمثابة كنز الأجداد، الذي استطعنا تقديمه للعالم. المتحف المصرى الجديد، يجب أن يكون صورة ذهنية لدى جمهور الشعب المصري، والمسئولين، أنه متحفا عالميا، وأنه يقدم آثارنا للعالم، حتى تكون وسيلة تعزيزية للمعرفة بمصر، ووسيلة اقتصادية يكون لها عائدا اقتصاديا على المستوى القومى، ومن تلك المساحة يجب أن يكون هناك ربطا سياحيا بينه وبين المتاحف الشهيرة في القاهرة الكبرى، مثل متحف التحرير، ومتحف الحضارة، وغيرهما من المتاحف المتخصصة المنتشرة في ربوع مصر، والتي يجب أن تكون لديها إدارة محترفة، ومتابعة دورية، وصيانات مستمرة، وكذلك وسائل تأمين وفق معايير دولية، وخطط لتطوير قدرات القائمين عليها، وربط مروري وسياحي، حتى يتحقق العائد المادى والمعنوى لمصر والمصريين، وتدور عجلة العوائد في مكاسب لا حصر لها. وانطلاقا من حفل افتتاح المتحف المصري الجديد، وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، وكلمته، يجب أن يكون هناك رؤية متطورة، تعيد صياغة المفهوم السياحى للقاهرة الكبرى، وما يحدث في منطقة المتحف المصري الجديد، وكذلك منطقة القاهرة التاريخية، والقلعة، وغيرها من المناطق، يجب أن يكون وسيلة لتطوير الوعى العام لدى المواطنين، وكذلك المسئولين، وهذا التطوير يجب أن يعتمد على إجراءات واقعية تنفيذية، يمكن رصدها وتقييمها، والاستفادة من نتائجها.