العلاقة بين مصر وأشقائها العرب، علاقة استراتيجية، قدمت فيها مصر للمنطقة، كما قدم الأشقاء فيها لمصر الكثير والكثير، ولا ينسى المصريون أبدا أهل الفضل، ومن وقفوا معهم في وقت الشدة، وتحدثت مصر على لسان رؤسائها كافة حول دور الدول العربية العظيم في دعم مصر في كافة الأوقات، وهو ما يجعل المصريون في مساحة تشاركية دائمة مع أشقائها في الوطن العربى، ومن بين تلك العلاقات التاريخية هي العلاقة الممتدة بين مصر والسعودية، وكلاهما دولة ذات ثقل إقليمى، ودولى، وكلا منهما له تاريخه، وحاضره المشرف، ومستقبله المتطور، وكلا منهم له شراكة تاريخية مع الآخر، وكلا منهما يحافظ عليها، لأن علاقة بين شعبين، قبل أن تكون علاقة بين دولتين. بين مصر والسعودية، أكثر مما بين مصر والآخرين، فالعلاقة التاريخية تحمل في طياتها الوقوف السعودى مع مصر في حرب 1956، وحرب أكتوبر 1973، وهى المرحلة المعروفة تاريخية بربط النفط بوقف الحرب، كذلك كانت السعودية حاضرة في دعم مصر اقتصاديا، كما كانت مصر تؤمن بأن الشراكة العربية الممتدة بينها وبين المملكة العربية السعودية، تستطيع أن تحل كافة العوائق والتحديات في الإقليم، وتعزز هذا الدور في الفترة الأخيرة، خاصة بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى، مسئولية الرئاسة بعد 2013، وكذلك تولى الملك سلمان بن عبد العزيز، شئون المملكة العربية السعودية، ومعه ولى العهد الأمير محمد بن سلمان. ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن الفترة التي شهدت فيها مصر صحوة تنمية عظيمة، كان في المقابل هناك صحوة تنمية عظيمة في المملكة العربية السعودية، والتي استطاعت ربط الحاضر بالماضى، في الفترة الأخيرة، واستطاعت في فترة الملك سلمان وولى العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أن تتقدم على مستوى العالم بشكل غير تقليدى، وفى عدة مسارات جعلتها في مصافى الدول المتقدمة، ولم تعتمد المملكة العربية السعودية على النفط، والحج والعمرة، وفق الصورة الذهنية المعتادة، بل اقتحمت كافة المجالات تقريبا، واستطاعت استغلال الإمكانيات والموارد المتاحة، في تحقيق الربط الموضوعى بين أحلام الشباب السعودى، وبين قدرات الدولة الطموحة.
ولم تتوقف المملكة العربية السعودية على سياق بعينه، بل قامت بإعادة تعريف نفسها للعالم، وفى صورة جديدة، جعلت كثير من الفعاليات التي تجريها المملكة العربية السعودية في مساحة التداول العالمى، ووصلت بشهرتها إلى قطاعات جديدة، ومستويات غير تقليدية، وهو ما عززته الحكومة السعودية في كافة الفعاليات التي تجريها على أرضها، و استقدمت التجارب الدولية، مستخدمة الموارد المتاحة،فنجحت المعادلة، وتحقق المطلوب. تشاركت مصر والسعودية في تلك الفترة في المرور بالاقليم من مخطط كان يحاك له، واستطاعت الدولتان دعم القضية الفلسطينية، وصولا للمرحلة الحالية، وهى مرحلة تستدعى الدول الكبرى مثل مصر والسعودية كضمان لاستمراريتها، وهو ما يؤكد أن كلا من مصر والسعودية، مستقبلهما مشترك، كما كان تاريخهما مرتبط معا.