- أول حرب يقودها أحد أبناء الملك المؤسس لمنع المشروع الإيرانى فى اليمن - أسس التحالف العربى فى اليمن والتحالف الإسلامى الذى يضم 41 دولة - أعاد العلاقات الإستراتيجية مع الولاياتالمتحدة ويزور موسكو كأول ملك سعودى هذا الشهر - محاصرة النفوذ الإيرانى ومكافحة الإرهاب والارتقاء بالمواطن السعودى أبرز الاهتمامات - المرأة فى عهده ناخبة ومرشحة وتدخل الاستاد لأول مرة فى احتفالات العيد الوطنى «ملك الحزم»، و«حكيم الأسرة المالكة»، ومهندس بناء مدينة الرياض، وصاحب سياسات تقوم على المبادرة والمبادئة، يؤمن بأن الإنسان هو «القضية والحل»، وأن الاستثمار فى «البشر» يجب أن يسبق الاهتمام «بالحجر»، تعلم أن العلم والثقافة أساس بناء الشعوب، منحاز للشباب ومشغول بكل ما يشغلهم بداية من فرص العمل حتى أوقات السياحة والترفيه، أثبت أنه قيمة وقامة للإنسانية جمعاء من خلال الحرص على تقديم المساعدات إلى كل الشعوب فى القارات الست التى تمر بأزمات سواء كانت هذه الأزمات من صناعة الإنسان أم الطبيعة. يتمتع برؤية بانورامية للأحداث، ويتخذ القرار بشجاعة غير مسبوقة متسلحاً بصحيح موقفه، وعزم شعبه، ودعم أشقائه العرب، تقدم بآراء مبدعة جعلت من المملكة العربية السعودية «محور» سياسات جنوب غرب آسيا، ورقماً صعباً فى كثير من الملفات الإقليمية والدولية. عزمه لا يلين فى محاربة ومكافحة الإرهاب، ونجح فى استضافة القمة العربية الأمريكية الإسلامية التى ضمت أكثر من 52 دولة التى اتخذت قرارات غير مسبوقة فى محاربة الإرهاب، وأعاد ترتيب أولويات المملكة لتبدأ وتنتهى عند محاصرة النفوذ الإيرانى فى المنطقة، ومحاربة الإرهاب، والارتقاء بشعبه فى كل جوانب الحياة، وهو أحد أهم أركان العائلة المالكة السعودية، باعتباره أمين سر الأسرة ورئيس مجلسها ومستشاراً شخصياً لملوك المملكة سابقاً، قبل أن يصعد هو إلى منصب الملك.
تاريخ فاصل إنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ،سابع ملك للمملكة العربية السعودية، وآخر ملوك الجيل الأول، والمهندس الناجح فى نقل المملكة للجيل الثانى من الملوك، باختياره الأمير الشاب محمد بن سلمان ولياً للعهد، مما يسهم بشكل غير مسبوق فى توفير الاستقرار للمملكة على المدى البعيد، وسيكتب التاريخ أن 23 يناير 2015 كان يوماً فاصلاً فى تاريخ المملكة العربية السعودية، وهو اليوم الذى تولى فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم فى المملكة، حيث شهدت المملكة العربية السعودية منذ ذلك التاريخ تحولاً جذرياً فى الداخل والخارج، وأعاد الملك سلمان تعريف وترتيب أولويات المملكة العربية السعودية بما يتوافق مع التحديات الخطيرة التى تمر بها المنطقة العربية والشرق أوسطية، كما أن خادم الحرمين الشريفين يرفع شعار، منذ وصوله للحكم بأن مواطنى المملكة والأمن القومى العربى، وخدمة الإسلام والمسلمين أهداف لا يجوز النقاش حولها.
الفعل وليس رد الفعل أول تحول أجراه الملك سلمان فى سياسة المملكة هو إتباعها سياسة « بيدى وليس بيد عمرو « حيث شهدت السنوات الماضية محاولات جادة لتقسيم الدول العربية، وهدم مؤسساتها ونشر الفوضى فى المنطقة، من هنا لم تنتظر المملكة تأسيس «حزب الله الجديد» على حدودها الجنوبية مع اليمن من خلال الحوثيين، وقامت بالتعاون مع أشقائها العرب وبدبلوماسية ماهرة بتشكيل التحالف العربى لإعادة الشرعية فى اليمن دون أن يستأذن خادم الحرمين أحد فى الغرب، أو دعوتهم للقيام بهذا العمل بدلاً من السعودية ودول التحالف، وعندما استشرى خطر داعش فى المنطقة وشعر بأن التحالف الدولى لمكافحة داعش لا يقوم بكل شىء، لم يتردد الملك سلمان فى تأسيس التحالف الإسلامى الكبير الذى يضم أكثر من 41 دولة، ولا يعرف المملك سلمان إلا الرسائل المباشرة، فدعى لمناورات « رعد الشمال « التى لم يسبق لها مثيل فى التاريخ الحديث من حيث عدد الدول وحجم ونوعية القوات التى شاركت فيها بالمنطقة الشماليةالشرقية من المملكة، كل هذه الخطوات تختلف عن « سياسة التانى والانتظار « التى كان بعض المراقبين الغربيين يصفون بها سياسة المملكة قبل تولى الملك سلمان. وعندما تولى الملك سلمان الحكم، كان أمامه تحديات عدة فى مجال السياسة الخارجية، أبرزها العلاقة مع إيران، والأزمتين اليمنية والسورية. ومع تولى الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب السلطة بعد شهور من إقرار قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» (جاستا)، أضيفت العلاقة مع إدارة ترامب إلى قائمة التحديات. الرئيس السيسي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وتدهورت العلاقات بين الرياضوطهران؛ بسبب ملفات إقليمية، أبرزها البرنامج النووى الإيراني، الذى ترى دول الخليج أنه يهدد أمن المنطقة، وتدخل إيران فى اليمن والبحرين وسوريا. وامتدت المواجهات غير المباشرة مع إيران فى سوريا واليمن إلى أزمة دبلوماسية مباشرة، أعلنت الرياض على إثرها فى 3 يناير 2016، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران؛ جراء اعتداءات تعرضت لها سفارة المملكة فى طهران وقنصليتها فى مدينة «مشهد»، وإضرام النار فيهما؛ احتجاجا على إعدام رجل الدين السعودى نمر النمر، مع 46 مدانا بالانتماء ل»التنظيمات الإرهابية»، ونجح الملك سلمان فى الحصول على دعم سياسى ودبلوماسى من مختلف الدول ضد إيران . فيما يتعلق باليمن، وفى بداية الأسبوع السابع من حكمه، أعطى الملك سلمان، فى 26 مارس 2015، إشارة البدء « لأول حرب» يقودها أحد أبناء مؤسس السعودية، والتى حملت عنوان «عاصفة الحزم» ضد مسلحى جماعة (الحوثيين) وقوات الرئيس اليمنى السابق، على عبد الله صالح، استجابة لطلب الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكريا ل»حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات»، فى محاولة لمنع مسلحى الحوثى وصالح من السيطرة على كامل البلد، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء. وتمكن الملك سلمان خلال الفترة القليلة الماضية من قيادة المملكة إلى ما بات يوصف ب»سعودية جديدة»، بفضل إصلاحات نهضت بالحاضر، ورسمت ملامح المستقبل لبلد بات شعاره «المساواة بين الجميع»، ونتيجة للإصلاحات والإنجازات ومواجهته للتحديات، اختارت مجلة «فوربس» الأمريكية الملك سلمان ضمن أوائل الشخصيات الأكثر نفوذا فى العالم لعام 2015، فيما توج بجائزة «الملك فيصل» العالمية لخدمة الإسلام لعام 2017، ل»سعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين».
ملك البناء قالت المحللة البريطانية اليانور جيليسبى فى نشرة دول الخليج التى تصدر فى لندن إن منصب أمير الرياض «أعطاه الخبرة وقد أشرف على صعود العاصمة وهكذا يوصف الملك سلمان دائما بأنه « ملك البناء» فهو تولى منصب أمير الرياض للمرة الاولى وعمره 19 عاما عام 1956 حتى عام 1960، ثم ترك هذا المنصب وعاد له مرة أخرى عام 1964 وحتى توليه منصب وزير الدفاع عام 2011، وعلى مدار أكثر من نصف قرن قضاها أميرا للرياض، نقل الملك سلمان العاصمة من مدينة صغيرة إلى واحدة من أسرع مدن العالم نموا وتطورا وحداثة، وخلال هذه الفترة حول الرياض من مدينة صغيرة إلى عاصمة مترامية الأطراف بنى فيها البيوت والمؤسسات الحكومية، وشق طرقا بمواصفات عالمية، كما أن علاقاته المباشرة مع المواطنين خلقت علاقة خاصة بين المسئول والمواطن، وشكلت علاقات خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان أميراً للرياض مع المواطنين نموذجا يحتذى به فى التواصل بين جميع أبناء الوطن الواحد، حتى إن بعض المواطنين من خارج الرياض كانوا يذهبون له لحل مشاكلهم، و بعد توليه الحكم أعاد الملك سلمان تشكيل مفاصل الدولة، حيث أعاد تكوين بنية هرم السلطة، عبر اختيار الأمير الذكى والموهوب الشاب محمد بن سلمان ولياً للعهد، كما أجرى أكبر تعديل وزاري، وتعديلات وزارية متتابعة ألغى 12 هيئة وجهازا، واستحداث مجلسين، هما «مجلس الشئون السياسية والأمنية»، و»مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية»، ضمن سياسات المملكة السياسية والاقتصادية، وضمن إصلاحات واسعة، أجريت خلال العام الأول من حكمه، جرت أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة ناخبة ومرشحة، ودخلت المرأة السعودية لأول مرة الاستاد هذه الأيام للاحتفال مع الرجال بالعيد الوطنى لتأسيس المملكة، وفى العام الثانى أعاد تشكيل مجلس الشورى، وهيئة كبار العلماء ، كما أظهر الملك سلمان ملامح فكر جديد يقود المملكة، فجرى عقاب أمراء تنفيذا لما وعد به الملك فى أول كلمة متلفزة له فى 10 مارس 2015، بأنه: «لا فرق بين مواطن وآخر» والملك سلمان هو الزعيم الخليجى الوحيد، الذى يملك حسابا رسميا موثقا على «تويتر»، يحرص على التغريد فيه بين الفينة والأخرى، ويتابعه 5.9 مليون متابع اقتصاديا، ولمواجهة تحدى انخفاض أسعار النفط، أعلنت السعودية فى 25 أبريل 2016، عن رؤية اقتصادية لعام 2030، تهدف إلى خفض اعتمادها على النفط، المصدر الرئيسى للدخل، فالمملكة هى أكبر مصدر له فى منظمة «أوبك» (الدول المصدرة للنفط).
الملك سلمان والعمل العربى المشترك يحتل العمل العربى المشترك المكانة الأبرز فى فكر ووقت خادم الحرمين الشريفين، وكل أحاديث الملك سلمان منذ أن دخل عالم السياسة وعمره 19 عاما عندما تولى منصب أمير الرياض للمرة الأولى، وهو يتحدث عن ضرورة العمل العربى المشترك، وتجلى هذا بوضوح فى استصحابه للأشقاء العرب فى كل التحالفات التى سعى لتشكيلها سواء التحالف العربى أم التحالف الإسلامى، والمملكة أكبر داعم مالى للجامعة العربية، وحرص الملك سلمان على دعم علاقات المملكة مع الدول العربية وفى مقدمتهما مصر والإمارات والأردن والمغرب وكل الدول العربية، ولمصر والرئيس السيسى مكانة خاصة فى قلب وعقل الملك سلمان من خلال العلاقة الخاصة والمتينة بين الزعيمين الكبيرين، وقدم الملك سلمان مساعدات واستثمارات كبيرة فى العالم العربى إيماناً منه بأهمية وقيمة العمل العربى المشترك، وكان « الأمير» سلمان رئيسا لجمعيات عدة شملت مهامها تقديم المساعدات لمصر والجزائر والأردن والفلسطينيين وباكستان وسوريا من الخمسينيات حتى أواخر السبعينيات ، كما تولى رئاسة لجنة تقديم العون للكويتيين عام 1990، والبوسنة والهرسك عام 1992، وجمع التبرعات لانتفاضة القدس 2000. الملك سلمان وحشر قطر فى الزاوية حققت المملكة إنجازات بارزة فى حربها ضد الإرهاب داخليا وخارجيا، بتوجيهات من العاهل السعودي، وكانت القمة العربية - الإسلامية - الأمريكية العنوان الواضح على وقوف المملكة فى المكان الصحيح لمكافحة الإرهاب، ويشيد كل زعماء الغرب بتعاون الملك سلمان فى محاربة الإرهاب، وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى: إن معلومات تلقتها بلادها من السعودية ساهمت فى إجهاض عدد كبير من العمليات الإرهابية كادت أن تقتل العشرات من الأبرياء فى بريطانيا، كان موقف الملك سلمان الصارم والحازم من قطر، وتشكيل الرباعى العربى المكافح لإرهاب قطر، شكل النقطة الأهم والخطوة البارزه فى محاربة الإرهاب، باعتبار قطر الراعى والممول الأول للإرهاب، لم يتوان الملك سلمان عن تسمية الأسماء بمسمياتها، ووصفت السعودية قطر بالراعى الكبير للإرهاب، وهو ما سيشكل بداية النهاية لدعم قطر وغيرها للإرهابيين، كما تواصل السعودية مشاركتها فى التحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية والذى يوجه ضربات جوية لداعش فى سوريا والعراق، ومن أبرز نماذج هذا النجاح إحباط هجمات إرهابية، كان تنفيذ إحداها كفيلا بإحداث كارثة، ومن أبرزها إحباط هجوم انتحاري، فى 4 يوليو 2016، كان يستهدف المسجد النبوي ، وكذلك إحباط مخطط لتفجير ملعب «الجوهرة» (غرب)، فى 11 أكتوبر 2016، وإحباط «محاولة انتحارية» كانت تستهدف السفارة الأمريكيةبالرياض، فى مارس 2015.