شهد العالم حدثا تاريخيا على أرض السلام "شرم الشيخ" بعد حرب إبادة كشفت القناع عن حقيقة المجتمع الدولى والقوى الغربية، وليؤكد أن مصر صانعة التاريخ ومهد الحضارات، بفضل قيادة حكيمة وسياسة رشيدة ودبلوماسية هادئة مُتسلحة بشعب ضارب في جذور التاريخ وبقوات مسلحة قادرة على صون الوطن وحمايته.. والمقدر أن مصر هي من قررت إنهاء هذه المأساة، بعد أن أهدت العالم متنفسا ليفيق من غلفته، فكانت قمة شرم الشيخ للسلام، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة لتسطر ملحمة دبلوماسية أشاد بها القاصى والدانى. لذا، فإن ما حدث يضع العالم أمام لحظة فارقة يُعيد رسم معادلات الإقليم وتختبر صدق الإرادة الدولية في بناء سلام عادل وشامل، ويؤكد من جديد للعالم كله، أن السلام ليس موقفًا عابرًا، بل مبدأ متجذر في وعي الدولة وضميرها الحضاري الممتد عبر آلاف السنين، وهو ما أكدته دعوة الرئيس السيسى لنظيره الأمريكي، والتي تعد امتدادا طبيعيا لدورها التاريخي في هندسة التوازن الإقليمي، وتثبيت منطق العقل في مواجهة الفوضى والصخب العالمي. والأهم أيضا مشاهد الفخر والعزة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى، والتى كشفت أن القاهرة لا زالت عاصمة القرار العربي ومرجعية الضمير الإقليمي، تواصل أداء دورها كقوة أخلاقية تحفظ البوصلة حين يضلّ العالم الاتجاه، وتعيد تعريف مفهوم السلام ليقوم على الحق والكرامة لا على الإملاء الدبلوماسى. نقول هذا في ظل نجاحات مصر في تحويل مخرجات القمة إلى إرادة فاعلة لبناء شرق أوسط جديد ينشد الاستقرار والسلام والتكامل والعدالة، وما يجعلنا نتذكر دائما أن رؤية الرئيس السيسي التي جعلت من السلام اختيارا وطنيًا واعيا، لا تنازلًا مفروضا. وختاما، مصر من جديد تثبت للعالم كله أنها لا زالت قادرة على صناعة وصياغة الحاضر والمستقبل فى عالمٍ فقد توازنه الأخلاقي والبشرى.. والأهم أن نجاح القمة تمثل لحظة اختبارٍ حقيقية للمجتمع الدولي،.. وأيا كان الأمر فإن هذه القمة نجحت في استعادة حقيقية لفاعلية دور مصر المؤثر في الشرق الأوسط والعالم كله.