تتوجه أنظار العالم إلى مدينة شرم الشيخ، انتظارا لما ستسفر عنه نتائج المباحثات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، وذلك بحضور عربي ودولي رفيع المستوى، وذلك بحضور رئيس المخابرات العامة المصرية السيد اللواء حسن رشاد، ومشاركة رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالين، المبعوثين الأمريكيين جارد كوشنر وستيف ويتكوف، ووزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر. تأتي الاجتماعات التي تستضيفها شرم الشيخ تتويجا للجهود الدبلوماسية والسياسية المصرية المكثفة التي تقودها القاهرة منذ نحو عامين لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تعد مصر من أوائل الدول التي تحركت باستضافة مؤتمر القاهرة في أكتوبر 2023، والذي حذرت فيه من اتساع رقعة الصراع في الإقليم. وركزت جهود مصر على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والدفع نحو ادخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى النازحين الفلسطينيين، رغم فرض الاحتلال الإسرائيلي حصار خانق ويعرقل دخول أية مساعدات لأبناء الشعب الفلسطيني، إلا أن الضغوطات المصرية نجحت في فك الحصار، لضمان وصول المساعدات للمدنيين المحاصرين في غزة. وحشدت الدولة المصرية كافة أدواتها الدبلوماسية خلال السنوات الأخيرة دعما للقضية الفلسطينية وحقوق أبناء الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، والتأكيد على ضرورة تفعيل مسار حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لوقف الصراع والتصعيد في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أدركته الدول الأجنبية والأوروبية التي اختارت الاعتراف بدولة فلسطين والتأكيد على ضرورة حل الدولتين اتساقا مع الرؤية المصرية، ودعما للمبادرة السعودية الفرنسية بالخصوص. ونجحت جهود الوساطة المصرية في التوصل إلى هدنة إنسانية في غزة يناير الماضي، وذلك بعد تقديم القاهرة رؤية كاملة وشاملة تضمن التوصل لاتفاق وهي الرؤية التي تبنتها الولاياتالمتحدةالأمريكيةوقطر، إلا أن الجانب الإسرائيلي تنصل من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق لرغبته في استمرار الحرب على غزة. وأكدت مصر في كافة تحركاتها الإقليمية والدولية على رفضها التام لمحاولات تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية، وشددت على أهمية دعم وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" دولياً، مؤكدة رفضها لأي محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين بغرض تصفية القضية الفلسطينية، واستمرار الدعم المصري للحقوق المشروعة لأبناء الشعب الفلسطيني. وعملت الدولة المصرية خلال الأعوام الماضية على استضافة مباحثات ومشاورات للفصائل الفلسطينية من أجل إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، والدفع نحو اتفاق الجانب الفلسطيني على رؤية وطنية موحدة متفق عليها، وذلك للدفع نحو تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط ودعم تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 بإرساء مبدأ حل الدولتين ووضع حد لحالة التصعيد العسكري التي لن تكون حلا للصراع الممتد منذ عقود بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويُركّز النقاش في مفاوضات شرم الشيخ بين حماس وإسرائيل على النقاط الجوهرية المتعلقة بإنهاء العمليات العسكرية، وتسهيل الإفراج عن الأسرى، وسط متابعة دولية حثيثة لمسار المفاوضات. وركّزت الجلسات الماضية على الجوانب التقنية والتنفيذية المتعلّقة بوقف إطلاق النار، وخرائط انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي، وتبادل الأسرى، من دون التطرّق إلى ملفات ما بعد الحرب. ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم دعوة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحضور مراسم توقيع اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة حال التوصل إليه.