العقل كان يقول : ستوافق حركة حماس على خطة الرئيس الأمريكي ترامب للسلام ، ستتحمل مسئولياتها التاريخية والوطنية ، الظروف المحيطة والوضع الدولي المُرتبك والمخططات الجديدة _ ل "نتنياهو" وحكومته_ طفت على السطح ، الأوضاع الغير أدمية إنتشرت فى كل جنبات قطاع غزة وأهالي القطاع يُعانون الأمرين من جراء القصف الإسرائيلي المتواصل ، إبادة جماعية كاملة تُمارسها إسرائيل _ ومازالت _ وعمليات تطهير عرقي مُمنهجة وقتل وهدم ودمار وتشريد ونزوح ، الأمراض المُعدية تتفشي بين ( 2٫3 ) مليون فلسطيني فى قطاع غزة ، دماء فى كل مكان فى قطاع غزة والعالم يشاهد عن بُعد والمنظمات الدولية مُقيدة وعاجزة ولا يوجد لديها ما تُقدمه للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، تهديدات إسرائيلية بنقل عملياتها إلي الضفة الغربية وبالفعل تمت عمليات قصف وتمت عمليات بناء للمستوطنات الجديدة وتم تخصيص ميزانية باهظة من وزارة المالية الإسرائيلية لذلك ، عمليات عسكرية سريعة تمت هدفها فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها ، الكارثة ستلحق بالقضية الفلسطينية وبشعبها وبأرضها بعد أن تمت عمليات عسكرية هدفها تهجير الفلسطينيين من أراضهم وتصفية القضية الفلسطينية .. حينما عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام إستعان بعدد كبير من قيادات الدول العربية والإسلامية وإجتمع بهم ، وقتها تساءلنا وقلنا : هل سيرضخ بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي للخطة ؟ ، هل الخطة ستتضمن آمال وأحلام الفلسطينيين ؟ ، هل سيتوقف القصف الإسرائيلي وتدخل المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة بطريقة طبيعية ؟ .. أسئلة كثيرة راودتنا جميعاً ، وحينما خرج "ترامب" وبصحبته نتنياهو فى المؤتمر الصحفي للإعلان عن الخطة وبنودها ال ( 20 ) فوجئنا بأن نتنياهو موافق على هذه البنود ، بعدها قمنا بتفنيد بنود الخطة ، وبصراحة : الخطة بها بنود هامة إيجابية سيستفيد منها أهالي قطاع غزة وكلنا كنا نطالب بها مثل دخول المساعدات الإنسانية بشكل طبيعي يومياً حوالى ( 600 ) شاحنة يومياً ، إنسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع تدريجياً وعلى مراحل ، الإفراج عن جميع الأسري الإسرائيليين وإتمام عملية تبادل الأسري بين الجانبين وفق تفاهمات ، سيتوقف المخطط الخطير والذي يقضي بضم الضفة الغربية ، ستوقف مخطط التهجير .. وبنفس الصراحة أقول : لو أمسكت بقلمي لأكتب تعليقي عن سلبيات خطة ترامب للسلام سأكتب آلاف التعليقات وسأُصاب بالإحباط من عدم ذكر إعلان الدولة الفلسطينية علي لسان ترامب ، لكنى أنظر للشِق الإيجابي وأعلم أن السياسة تتضمن العمل علي تحقيق مكاسب سياسية محدودة وَقِتية تساعد فى تحقيق مكاسب كاملة فى المستقبل ، كان الهدف هو : وقف العمليات العسكرية وإنسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة ودخول المساعدات وتبادل الأسري وعدم التهجير وعدم التصفية وهو ما تحقق ، وبهذه النتيجة ستكون التبعات خطيرة علي نتنياهو وحكومته ومنها ( سيشتعل الرأي العام الإسرائيلي أكثر وأكثر ضد نتنياهو ، فهو لا يريد إيقاف الحرب بل علي العكس يريد توسيعها وإطالة أمدها حتى لا يحاكم أمام القضاء الإسرائيلي بأربعة تُهم ستنتهي به الحبس المُحقق وسيخرج من الوزارة غير مأسوف عليه وسينتهي مستقبله السياسي وسينتهي طموحه الشيطاني ومخططاته الكارثية ليست على فلسطين فقط بل على الشرق للأوسط بأكمله ) .. النتيجة الطبيعية التى نريد رؤيتها أمام أعيننا بعد قبول حركة حماس لخطة ترامب للسلام هى : البدء فى تنفيذ البنود المتفق عليها ، وعودة الهدوء للمنطقة ، و ( باي باي ) نتنياهو وحكومته ورجاله ومخططه وعنفه وقصفه .. نعم سنقول لنتنياهو ( Good bye Biby )