منذ سنوات طويلة تعيش فلسطين في مواجهات مستمرة من الاعتداءات، والمعاناة من الحروب والتهجير القسرى والتشريد وعدم وجود الأمان. ويعتبر الأطفال هم الأكثر ضررا لأنهم يتحملون أعباء الكبار، ويواجهون الموت والجوع وفقدان الأهل والأقارب والهروب من العنف المستمر .. المنازل تنفجر ، المدارس تنهار بصواريخ الطائرات التى لا تميز بين صغيرا وكبيرا بين مدرسة أو مستشفى، وحياتهم اليومية أصبحت معركة للبقاء أحياء هاربون من الحرب القاسية. كل هذه المشاهد المؤلمة يعيشها المدنيون الفلسطينيون، وتجعل العالم أمام حقيقة صعبة أن الحرب فى القدس ليست مجرد صراع على الأرض والسطلة بل أزمة انسانية حقيقية لأرواح بريئة تبحث عن الأمان داخل بلادها المحتلة. مشهد صادم أبكى العالم بأجمعه وتعاطفت معه روح الإنسانية، لحظة ظهور الطفل الفلسطيني جدوع قاسم وهو يحمل شقيقه الأصغر خالد على كتفه خلال رحلة هجرهم من حي الزيتون شمال قطاع غزة إلى الجنوب هذا المشهد العظيم لم يكن مجرد صورة، بل رمزا لقوة الأطفال الفلسطينيين في وجه الإحتلال . اضطر والدهم بعد أن ذادت معاناتهم جميعا مع تصاعد الضربات على الرحيل، وحمل والدهم ممتلكاتهم الخاصة أثناء نزوحها، تاركين الطفلين يواجهان جزءًا من الرحلة الصعبة بمفردهما وعلى الرغم من صعوبة المشاهد والضربات المتلاحقة من جيش الإحتلال، لم يتردد جدوع في حماية شقيقه الصغير والسير به لمسافات طويلة، في مشهد يعكس روح التضحية والصمود لدى الصغار. لم تتأخر مصر في الاستجابة الإنسانية حيث قامت اللجنة المصرية بدعم أشقائنا في غزة بتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير كافة أوجه الرعاية الكاملة والدعم الكامل للطفلين ولأسرتهما، ونقلهما إلى مكانا آمن بعد رحلة متعبة مليئة بالمخاطر، هذه المبادرة العظيمة تؤكد أن بلدنا الحبيبة مصر تظل دائمًا سند ودعم لإخوتنا في فلسطين، وتعكس الدور الكبير للقيادة السياسية المصرية في دعم المدنيين سواء الجرحى منهم أو الذين واجهوا صعوبات خلال التهجير. قصة صمود جدوع وشقيقه، تسلط الضوء على حجم المعاناة التى تعيشها غزة كل يوم ورغم القصف والتهجير، يبقى الأمل دائما بفضل الجهود الإنسانية التي تحمي أطفال غزة وتعيد إليهم الشعور بالأمان. جدوع أصبح رمزا للطفولة الفلسطينية ودليلا موثقا على أن القوة الحقيقية تكمن في القلب والصمود والعزيمة.