واستكمالاً لمخاطر العالم الافتراضى المزيف الجديد المسمى بالسوشيال ميديا، وما يحدث به من مشاكل تقع بأولوية مسببات إفساد المجتمع وضياع منظومة قيمه وأخلاقياته، والذى يمهد السبل ويفرشها بالورود لكل فاسد أو لص أو حاقد ليتربح منه سريعاً جداً كلما كان المحتوى الذى يقدمه هابط مسىء. كنت قد تحدثت بمقالات سابقة عن البلوجرز والتيك توكرز ومهاويس التريند، وما أساءوا به للمجتمع المصرى وما يخفونه من مصائب كبرى خلف هذه التفاهات وما يتم استخدامهم فيه من ذوى المصالح الكبرى والتجارة المحرمة مقابل التأسيس المنظم لملايين من المتابعين ونسبة لا بأس بها من الأموال، وما خفى كان أعظم. لكنني: سأطرق بمقال اليوم باباً مستحدثاً من الخطر الذى تم فتحه ليطل على هذا العالم الكبير الذى يبحث كل مشتاق فيه عن مغارة على بابا وحلم الثراء السريع دون مجهود أو شرط. هذا الذى يعد أشد قسوة من سابقيه، إذ أنه قد تم فتحه ليجتذب قطاعاً جديداً من شباب الصحفيين والإعلاميين الباحثين عن فرصة للظهور والتحقق، حتى وإن كان بطرق غير مشروعة مهنياً. فبات بعض هؤلاء الشباب يعملون بجد على صناعة التريند وترتيبه ربما من الألف للياء بالاتفاق لإخراجه بشكل محكم ونشره بكثافة واسعة، أملاً فى الحصول على قطعة من التورتة التى يأكل منها من هم دون المستوى ودون الاحتراف من وجهة نظرهم. ولنا فى تريند هايدى طفلة الشيبسى دليلاً واضحاً على هذا الحقل الجديد من احتراف صناعة التريند، فقد توقفت كثيراً أمام هذا الموقف لهذه الطفلة الصغيرة التى تم الزج بها فيما لا يستوعبه عقلها، لتصبح مادة للتجارة الرخيصة، من خلال افتعال موقف بسيط عادى والنفخ فيه بشكل غريب وردود فعل عجيبة أقل ما يمكن وصفها به أنها مفتعلة. فى حين أن هناك عشرات وربما مئات من الصبية والشباب المبدعين المتميزين الذين يعد إلقاء الضوء عليهم واحبا وطنيا لإفادة المجتمع وخلق قدوة للأجيال القادمة التى ربما نستطيع إنقاذها من هذا المستنقع العميق الذى لا طائل منه سوى مزيداً من الغرق والضياع. نهاية: فلتعلم جيداً عزيزى الصحفى والإعلامى الصغير أن هناك من المتربصين من يصطادون بالماء العكر، وينتظرون مثل هذه التريندات لتضخيمها ونشرها على أوسع نطاق رغبة بالمزيد من عوامل إلهاء المجتمع وإغراقه بالتفاهات، وصرفه عن كل ما هو جيد ضمن خطة ممتدة لتغيير سلوكيات وأخلاقيات وأيضاً انتماءات المصريين، فلا تكن أنت السلاح الذى يصوبه أعداؤك بصدر وطنك.