وقف المدرس الأول أمام وكيل النيابة يبكى طالبا العفو.. ويقول إنها المرة الأولى له فى عالم السرقة ولكنه القانون.. المدرس الأول ألقت الشرطة القبض عليه متلبسا.. أوراق القضية غريبة.. الأستاذ «أ» وصل إلى القاهرة فى الصباح الباكر، وفى رمسيس سأل أحد المارة عن شارع عبدالعزيز هو يعرف أنه سوق المحمول.. عشرات المحلات تبيع وتشترى.. ويعد وجهة لصوص التليفونات المحمولة فى القاهرة، فهناك بعض أصحاب المحلات يشترون التليفونات المسروقة بثمن قليل ثم يبيعونها بسرعة للتخلص منها. الأتوبيس توقف فى ميدان العتبة، أحد المارة أشار للأستاذ «أ» إلى شارع عبد العزيز.. سريعاً عبر الميدان إلى الشارع.. الأستاذ يتحسس جيبه.. ثم أخرج منه تليفونا محمولا.. وبعد خطوات قليلة فى شارع المحمول كانت صيحات التجار تلاحقه.. للبيع.. تبيع يا أستاذ وفى المرة الثالثة توقف.. وأومأ برأسه لأحدهم.. وقف لتبدأ المعاينة ثم تحديد السعر.الأستاذ قبل بالسعر رغم أنه قليل جداً..لكن أحد رجال الشرطة السريين كان يجوب الشارع استوقفه.. وربما شاهد أحدهم طلب منه فاتورة الجهاز.. ارتبك الأستاذ وأدرك المخبر بحسه المعتاد أنه أمام لص مبتدئ أمسك بتلابيب الأستاذ «أ» واقتاده إلى قسم شرطة الموسكى وهناك زاد ارتباك الأستاذ وانخرط فى بكاء متواصل.. تذكر تلاميذه وطابور الصباح.. وتحية العلم.. سأله رئيس المباحث عن التليفون المحمول فقال المدرس الأول «سرقته».. كانت الإجابة كافية لتحرير محضر سرقة للأستاذ.. حاول أن يشرح الظروف لكنه الاعتراف سيد الأدلة.. حاول الرجل أن يبرر جريمته لكنه القانون الذى لا يميز.. وأخيرا وجد نفسه فى «تخشيبة» قضى ليلة لن ينساها.. وفى الصباح كان يقف أمام وكيل النيابة.. يبكى.. متوسلا الرحمة.. هو اضطر للسرقة لحاجته للنقود فراتبه لا يكفى.. وينتظر وعد الحكومة منذ شهور طويلة لصرف الكادر.. وكيل النيابة وجد نفسه متعاطفاً مع الأستاذ لكنها جريمة سرقة.. وقررت النيابة الإفراج عنه بكفالة مالية لحين إحالته إلى المحاكمة بتهمة السرقة.. عاد الأستاذ إلى ميدان رمسيس فى اليوم التالى حاملاً معه سابقة سرقة وبات له سجل جنائى لدى الشرطة.. ركب الميكروباص عائداً إلى طنطا.. شارداً كيف سيواجه تلاميذه وعيناه تحمل الكثير من الانكسار.. لعن حظه العاثر.. هى المرة الأولى فى حياته التى اخترق فيها القانون.. ماذا لو صرف وزير التعليم الكادر فى موعده ربما أفلت من إغراء السرقة الذى لم يقاومه.. بكى وعاد إلى منزله صامتا...رقم واحد فقط يسيطر على عقله 742.. هو رقم القضية التى سيحاكم بموجبها بعد أسابيع قليلة.