سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الزى الشعبى فى أسوان تنوع ثقافى لا محدود.. "الجلابية" رمز الأصالة وزينة الرجال فى الصعيد.. "العراقى" ملابس الصيف.. "الجرجار" زينة نساء النوبة وعنوان الحشمة وألوانه المتعددة تتماشى مع مختلف المناسبات.. صور
تتميز محافظة أسوان بتنوعها العرقى وتعدد القبائل فيها، وهذا الأمر انعكس على التنوع الثقافى فى جنوب مصر، ففى أسوان القبائل العربية: "العبابدة والجعافرة والأنصار" وغيرهم، وفى أسوان أيضاً أبناء النوبة والسودان، وكذلك الأقباط وغيرهم من التعددات المختلفة. وهذه التعددات المختلفة، خلقت نوعًا من التعددية الثقافية، وانعكست على الأبناء الذين يعيشون مزيجًا من الشعوب على أرض واحدة جنوب مصر، فكان التمسك بالعادات والتقاليد والتراث القديم ومن ذلك الزى الشعبى لكل قبيلة أو حضارة أو أنساب مختلفة، وداخل كل قبيلة تجدهم مختلفين فى الزى اختلافًا كليًّا أو جزئيًّا بحسب الثقافة والتراث الذى تناقلته الأجيال. ويسلط "اليوم السابع" الضوء على الزى الشعبى لأبناء أسوان بتعدد ثقافاتهم وانتماءاتهم، والتى اشتهروا بها لقرون مضت.
الجلابية والعراقى الصعيدى الجلابية الصعيدى رمز العراقة للرجال فى الصعيد، ورمز للهوية والأصالة بين القبائل العربية، فالجميع رغم اختلاف مهنته وملابس العمل وغير ذلك، فلابد للعودة إلى الجلابية حين الخروج بين الناس فى القرية فلا يجلس أحد من أبناء العائلات والقبائل بزى مختلف مثل "البدلة أو التيشرت" مثلاً ولكن الجلابية باختلاف أنواعها هى عنوان التراث بين أبناء القبيلة. وأنواع الجلابية ومسمياتها لدى أبناء القبائل، منها: "البلدى والسودانى والسكة الحديد والسعودى والعمانى والقطرى"، وغير ذلك، فالبلدى الحديث من القطن ذات الأكمام العادية، والإسكندرانى "سكة حديد" يكون تطريز الجلباب أشبه بتعرجات قضبان السكة الحديد، ويكون "سلق لف" يعنى دوران بجانب الشرائط، وهناك الجلباب السوداني، وهو يشبه الإفرنجي إلا إنه "قب بلدى"، والإفرنجي معروف بوجود "اللياقة"، وهناك الجلباب "سلقي عباسي" وهو تطريز كفافي بجانب تصميم "السكة الحديد"، وهناك الجلابية الأسوانى، وتنقسم إلى إفرنجي مشكل وتكون ذات زراير كبيرة، ويوجد "سادة أسوانى" دون زراير. أما "العراقى" أو "التقشيطة"، هى من الثياب الرقيقة التى يرتديها الرجال فوق الملابس الداخلية وتحت الجلابية، ويحرص "الصعايدة" على ارتدائها بصفة عامة، خاصة فى فصل الصيف، لأنها تمثل تخفيف على الرجل من درجات الحرارة المرتفعة، ويمكن أيضاً الخروج بها ولكن فى محيط المنزل أو الجيران فقط، دون مقابلة الأشخاص المهمين أو المشاوير البعيدة. والتقشيطة عبارة عن ثوب أبيض خفيف يتميز بأنه فضفاض توجد به فتحة كبيرة بمنطقة الرقبة، وتتميز بأنها قادرة على امتصاص العرق وتلطيف حرارة الجسم، نظراً لأنها خفيفة وواسعة وتساعد على التهوية للجسم بالكامل، ويحرص أهل الصعيد وأسوان على ارتدائها وحدها أو تحت الجلابية، ويتميز بها المزارعون وأصحاب المهن الشاقة، لأنها تريحهم أثناء التنقل وتنفيذ مهام عملهم.
الجرجار النوبى للسيدات والجرجار النوبى هو أحد الملابس الخاصة بسيدات النوبة ويحرصن حتى يومنا هذا على ارتدائه أثناء الخروج من المنزل، وفى المناسبات المختلفة سواء الأفراح والأحزان فالجرجار هو عنوان لكل هذه المناسبات باختلاف بسيط فى الألوان والتصميم الخارجى لهذا الزى. و"الجرجار" كلمة نوبية تعني "الشفّاف"، لأنه يتسم بذلك وترتديه النساء فوق العباءات الملونة ذات الألوان الصارخة ليظهرن تضاداً مع لونه الأسود، وتلتزم النوبية بلباسه منذ سن 17 تقريباً عند الخروج وفى المناسبات السعيدة والحزينة، فهو يعد أهم الموروثات التراثية النسائية للنوبيات، فالمتزوجات ترتدين الجرجار، والفتيات الصغيرات كانت ترتدين زى آخر اسمه " بيى" وهو عبارة عن زى من قطعتين. والجرجار قديماً كانت نساء النوبة ترتديه بكل الألوان وبعد وفاة الملك الكوشى النوبى "ترهاقا " ساد اللون الأسود الجرجار وارتدته نساء النوبة باللون الأسود فقط حزنًا على وفاة ملكهم العظيم، وهناك رأى يقول: إن النوبيات ارتدين الجرجار باللون الأسود فى زمن "الخديوى عباس حلمى - حكم من " 8 يناير 1892 - 19 ديسمبر 1914م، ويقال إن السبب هو شهداء معركة توشكى التى حصدت أرواح الآلاف من النوبيين.