سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
روبرت فيسك: الأقباط يؤيدون شفيق.. والأمريكيون يريدونه لاستعادة العلاقات القديمة مع إسرائيل.. وإعادة معادلة "استقرار مبارك مقابل الخوف من الأصولية الإسلامية"
تحدث الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك، فى مقاله اليوم بصحيفة "الإندبندنت"، عن الأوضاع فى مصر وسوريا، وقال تحت عنوان "مبارك سقط والأسد يتمسك، لكن مصير شعبيهما لا يمكن أن يتوقعه أحد"، إنه لا يشعر كثير بالسعادة، فأحمد شفيق، المرشح الرئاسى الموالى لمبارك، حظى بتأييد الأقباط، والرئيس السورى بشار الأسد حظى بتأييد المسيحيين السوريين. فهل يدعم المسيحيون الحكام المستبدين؟ ويقارن فيسك بين الأوضاع فى مصر وسوريا ويقول: يوم السبت حكم على مبارك بالسجن مدى الحياة، ويوم الأحد حارب الأسد، ديكتاتور من سوريا، من أجل حياته، وقال وحذر وهدد بأن حربه يمكن أن تمتد لدول أخرى، ونعرف جميعا ما يعنيه هذا، فمستقبل مدينة طرابلس اللبنانية أصبح محل شك. ويمضى الكاتب قائلا: هناك أوقات سيئة للربيع العربى أو الصحوة العربية. فى اليمن، كانت هناك أوقات سيئة، الحكومة فى صنعاء تساعد الطائرات الأمريكية فى الهجوم على عناصر القاعدة. وفى مصر، هناك الأمريكيون الذين يريدون تأييد شفيق. لكن فى صحيفة الأهرام، قال محرروها: إن أول رد فعل على فوز شفيق فى الجولة الأولى هو قول المتحدث باسمه أن الثورة قد انتهت. ويمكن أن يكتبوا ويقولوا: إن حكم شفيق سيكون نسخة أكثر شراسة من الدولة البوليسية التى كانت قائمة فى مصر فى النصف الثانى من حكم مبارك الممتد على مدار 30 عاماً. وتحدثت الصحيفة عن التضحيات الممتدة للشباب والشابات حتى يستطيع كل المصريين ممن شاركوا فى الثورة، وهؤلاء الذين تعاطفوا معها، وحتى من عارضوها، أن يحيوا حياة أفضل لا تكون فيها الانتهاكات هى الأمر المعتاد. ويتساءل فيسك: "هل قرأت شيئاً مثل هذا فى حكم مبارك". ويقول الكاتب، إنه على علم بأن محاربى شفيق، هؤلاء فى واشنطن الذين يريونه أن يستعيد علاقة مصر القديمة بإسرائيل، ومن يريدون أيضا استعادة استبداد مبارك، وإعادة النموذج القديم "استقرار مبارك مقابل المخاوف القديمة من الإخوان المسلمين"، سيريدون ضخ المخاوف لدى المسيحيين وإفزاع الغرب من فزاعة الأصولية المسلمة. ويعتقد فيسك أنه ربما كان من الأفضل التعايش مع فكرة أن محمد مرسى هو رئيس مصر القادم، الرجل الذى سيتعين عليه أن يثبت أن حكومة إسلامية تستطيع فعلاً أن تدير اقتصاداً، وأن تروض الفساد، مثلما كان يجب السماح لحكومة إسلامية فى الجزائر أن تفعل فى بداية التسعينيات. ويختم فيسك مقاله قائلا: إن اللعنة السيئة فى القاهرة الآن هى أن شفيق ربما يفوز، وإن كان الحكم على مبارك قد يؤدى إلى غير ذلك. وربما يسقط الأسد، رغم المخاوف من اندلاع حرب أهلية كالتى تحدّث عنها كوفى عنان.