شنت قوات حلف شمال الأطلسى (ناتو) هجوما مروحيا قبل فجر اليوم السبت لإنقاذ عاملتى إغاثة أجنبيتين وزميليهما الأفغانيين، والذين احتجزهم مسلحون لما يقرب من أسبوعين فى أحد الكهوف شمالى أفغانستان. وأشاد رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بعملية الإنقاذ التى وصفها ب"المذهلة"، والتى وافق عليها بعد ظهر أمس الجمعة بعد أن انتابه قلق متزايد بشأن سلامة الرهائن، بمن فيهم البريطانية هيلين جونستون (28 عاما). وكانت جونستون اختطفت مع الكينية موراجو أويرى وزميليهما الأفغانيين على يد مسلحين فى الثانى والعشرين من مايو الماضى بولاية بادخشان. ويعمل الأربعة لدى منظمة "ميدإير"، وهى منظمة إغاثة غير حكومية مقرها قرب لوزان فى سويسرا. وقال كاميرون للصحفيين أمام مقر مكتب رئاسة الحكومة البريطانية، إن عددا من القوات البريطانية نفذ عملية الإنقاذ بالتعاون مع قوات أخرى من الناتو وأفغانستان. وأضاف أنه كان من "الصعب للغاية" اتخاذ قرار بشأن تنفيذ هذه العملية، التى تضمنت قيام القوات ب"السير لمسافة طويلة" دون أن يتم رصدها. وأوضح كاميرون قائلا: "لقد كانت عملية شجاعة، بل ومذهلة، للغاية تعين على قواتنا تنفيذها.. لن نستطيع أبدا نشر أسمائهم (الجنود)، ولكن على الدولة كلها أن تعلم أن لدينا مجموعة فريدة من الأشخاص الذين يعملون من أجلنا ويقومون بأعمال باسلة مثيرة للدهشة". وأشار رئيس الوزراء البريطانى إلى أنه تم إنقاذ الرهائن الأربع بسلام، ولم يصب أى من القوات البريطانية بجروح، بينما قتل عدد من مسلحى طالبان إلى جانب الخاطفين. ويذكر أن عمليات الإنقاذ السابقة التى أجريت فى أفغانستان لم تكن دائما تسير على ما يرام. وفى عام 2009 قتل مترجم أفغانى تعرض للخطف مع أحد مراسلى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بوابل من الرصاص أثناء عملية إنقاذ نفذتها قوات بريطانية خاصة (كوماندوز). وفى عام 2010، حاولت فرقة "سيل 6" التابعة للبحرية الأمريكية إنقاذ عاملة الإغاثة الأسكتلندية ليندا نورغروف من أيدى مسلحى طالبان الذين كانوا يحتجزونها فى أفغانستان، غير أن نورغروف لقيت حتفها جراء قنبلة يدوية تسرع أحد أفراد القوات الأمريكية الخاصة فى إلقائها. وأوضح مسئولون أفغان أن سبعة مسلحين لقوا حتفهم فى العملية التى نفذت اليوم السبت، والتى جرى إطلاقها قرب الساعة الواحدة صباحا بالتوقيت المحلى.