[email protected] اهم ما تملكه مصر هي قوتها الناعمة. هي بمثابة الحارس الامين الواقف في وجه التحديات، والقادر على ان يحدث نقلة نوعية مستمدا قوته من وجدان هذا الشعب بتاريخه وعمقه الحضاري. على مدى الايام القليلة الماضية، شهدت العاصمة القاهرة عددا من الفعاليات تجسد حجم الترابط بين الوطن الام والكيانات المصرية الموجودة في جميع انحاء العالم، والتي قدمت لمصر الكثير على مدى السنوات القليلة الماضية. تشرفت بحضور مؤتمر تدشين الاتحاد الدولي للمصريين بالخارج، والذي تشرف عليه مجموعة من ابناء مصر وسفرائها في الخارج، ومنهم الصديقين نشات في الولاياتالمتحدةالأمريكية زنفل وعلاء ثابت في المانيا. هذه الكيانات، ربما تكون قد بدات بروح حماسية عقب ثوره 30 يونيو المجيدة، ووقفت ودافعت عن مصر في وجه الهجمات البربرية من التنظيم الدولي للاخوان، وموجة التشويه الممنهجة وخلط الاوراق وقلب الحقائق. شيء مفرح حقا ان يشارك المصريون في هذا الحدث الكبير باطلاق هذا الاتحاد ، وهو ماانعكس على مستوى الحضور من الشخصيات السياسية البارزة والاعلاميين والكتاب ورجال الاعمال. كل ذلك يؤكد اننا على طريق صحيح هدفه هو الترابط بين الوطن الام وبين ابنائه في الخارج. جاء اطلاق الاتحاد متواكبا مع النسخة الخامسة من مؤتمر المصريين في الخارج، والذي عقد على مدى يومين تحت شعار "من ام الدنيا ..الى كل الدنيا" بمشاركة عدد كبير من الوزراء والجهات المعنية في مصر، يتقدمهم الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج. وجاء هذا المؤتمر بعد قرار الدولة المصريه بضم اختصاصات وزارة الدوله للهجرة وشؤون المصريين بالخارج الى وزارة الخارجية، وهو ما يعني بكل بساطة الاتجاه نحو منظومة شاملة للتواصل والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لابناء مصر بالخارج في سرعة وكفاءة وقدرة واقعية على التعامل مع الاحداث. كذلك يهدف هذا التواصل الى الاستفادة القصوى من دور البعثات المصرية الدبلوماسية والقنصلية في تنفيذ سياسة الدولة المصرية، في التفاعل مع الجاليات ورعاية مصالحها وربطها بوطنها الام. وفي اعتقادي انه لا يمكن ان يتحقق الهدف من هذه الكيانات، دون ان يكون هناك ترابط للمصالح المشتركة فالحماسه وحدها لا تكفي، ولكن لابد من تحقيق اهداف مشتركة لكل الاطراف. وفي هذا الاطار فقد تضمنت النسخة الخامسة من المؤتمر 4 جلسات مهمه لا تقل في كل منها اهمية عن الاخرى، ومن ضمنها فرص وافاق الاستثمار في مصر، وهي التي شهدت عرضا للفرص التي توفرها الدولة لتشجيع الاستثمار واهم الفرص الاستثمارية المتاحه حاليا في مصر. وقد خصص المؤتمر جلسة لاهمية التعليم والتدريب في تاهيل الشباب، وهو العمل الذي تقوم عليه وزاره التربية والتعليم من خلال إدارة ابنائنا في الخارج لتلبية احتياجات ابناء المصريين بالخارج، ومجريات عمل مدارس المسار المصري وطلبات المصريين بشان التنسيق الجامعي والاستفادة من الشباب الدارسين والباحثين بالخارج. توقفت امام كلمات محددة للدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج ..وهي : " كان لأبناء مصر في الخارج دورا مشهود حينما انطلقت ثورة 30 يونيو؟ فقاموا بشرح الحقائق وكانوا سفراء لنا في الخارج وكان لهم دور مهم في التاثير على الراي العام العالمي ونقل الصورة الحضارية لبلدهم مصر.. انهم شركاء في اهم ملفات برنامج الحكومه الجديدة وهو ملف التنمية المستدامة والشاملة" .. هنا يكمن اختيار التوقيت المناسب لهذا التواصل.. مصر جميله باهلها وناسها ..في كل مكان وزمان.