رفض المجلس العسكرى الذى تولى السلطة فى مالى الشهر الماضى خطة إقليمية لتمديد حكم حكومة مدنية مؤقتة أمس، السبت، ملقيا بذلك بظلال على مفاوضات لحل الأزمة التى تشهدها البلاد. وكان المجلس قد وافق بالفعل على تسليم السلطة لمدة 40 يوما لحكومة مدنية يقودها الرئيس المؤقت دايونكوندا تراورى، ثم يسمح بعد ذلك للبلاد بإجراء انتخابات بحلول نهاية مايو. ولكن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) قالت يوم الخميس إنه يتعين منح الحكومة المؤقتة ما يصل إلى 12 شهرا لإجراء الانتخابات. واتهم المجلس العسكرى إيكواس يوم السبت باتخاذ هذا القرار دون التشاور معه، وقال: إن هذا التغيير قد يعطل العملية الانتقالية برمتها. وقال الكابتن أمادو سونجو قائد الانقلاب بعد اجتماع مع وسطاء ايكواس "أود أن أؤكد للجميع أن المجلس العسكرى لن يلتزم إلا بالاتفاقية التى وقعت مع إيكواس .ومن غير المحتمل تغييرها." وكان سونجو يشير بذلك إلى اتفاقية الأربعين يوما التى وقعت فى وقت سابق. وقال سونجو للصحفيين "هذا ما يتعلق بحكم دايونكوندا المؤقت. بعد الأربعين يوما سنقرر أى أجهزة الدولة التى ستستمر هذا ما اتفقنا عليه وهذا لا يمكن تغييره". ولزيادة الغموض بشأن هذه العملية لم يشر سونجو إلى إجراء أى انتخابات بعد فترة الأربعين يوما. وتجمع جنود مسلحون خارج مقر المحادثات فى قاعدة كاتى العسكرية الواقعة على بعد نحو 20 كيلومترا شمالى العاصمة باماكو، وهم يهتفون"تسقط إيكواس" و"يسقط دايونكوندا". وكان من غير المحتمل بشكل كبير دائما وفاء مالى بالموعد النهائى لإجراء الانتخابات بعد 40 يوما، بعد أن استغل انفصاليون ومتمردون إسلاميون الفوضى التى أعقبت الانقلاب، وقاموا بالاستيلاء على ثلثى البلاد الشمالى، وأعلنوا قيام دولة مستقلة.