تمكنت أجهزة الأمن الجزائرية من إحباط مخطط لمجموعة إرهابية منشقة عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال سالفا، ومنضوية تحت لواء ما يسمى بتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى حاليا، لتنفيذ تفجيرات إرهابية بمقرات بعض الأحزاب، أغلبها جديدة، واستهداف بعض الشخصيات السياسية ورجال أعمال من متصدرى قوائم التشكيلات السياسية فى العاصمة، ومناطق شرق البلاد، عن طريق الخطف، وطلب الفدية أو التصفية الجسدية بالنسبة لبعض منها، وذلك قبل الانتخابات التشريعية المقررة يوم العاشر من مايو القادم . ونقلت صحيفة " وقت الجزائر " الصادرة صباح اليوم، الثلاثاء، عن مصادر أمنية قولها إن هذه المعلومات توصل إليها رجال الأمن، من خلال استجوابات طالت بعض عناصر التنظيم، الذين ألقى عليهم القبض مؤخرا، وبناء على اعترافاتهم، تم تحديد قائمة إسمية للشخصيات المستهدفة، فضلت المصادر عدم ذكرها لسرية التحقيق. وأضافت المصادر الأمنية أن المتهمين أرجعوا خلال التحقيقات معهم سبب اختيارهم هذه الشخصيات كونها اعتمدت ما أسمته هذه العناصر طرق ملتوية للترشح فى بعض القوائم الانتخابية، من خلال اعتماد سياسة إعطاء الأموال، الأمر الذى اعتبرته الجماعة خيانة، ومنه قررت تنفيذ عدالتها بطريقتها الخاصة من خلال التخطيط لعمليات الخطف، وطلب الفدية فى حق بعض الشخصيات، والتصفية الجسدية لبعضها الآخر ممن وصفهم المقبوض عليهم (بالمكروهين والمصنفين فى الخانة السوداء لديهم). تجدر الإشارة إلى أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة فى الجزائر كانت قد دعت فى شهر مارس الماضى إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية القادمة، لتكون بذلك أول حزب إسلامى يدعو إلى مقاطعة الانتخابات التى تأمل الجزائر فى حال إجرائها تفادى ثورات الربيع العربى. وقال بيان صادر عن كل من الشيخين عباسى مدنى، زعيم الجبهة، وعلى بلحاج نائبه "تتعالى هذه الأيام أصوات رموز النظام السياسى تطالب الشعب الجزائرى بضرورة المشاركة فى الانتخابات التشريعية القادمة سالكة فى سبيل ذلك أسلوب التخويف والوعيد والترهيب والتهديد تارة بفزاعة التدخل الخارجى وتارة بفزاعة العشرية السوداء". فى إشارة إلى الحرب الأهلية التى اندلعت فى أعقاب إلغاء الانتخابات التشريعية فى عام 1992، وأودت بحياة ما يقرب من مائتى ألف شخص.