أكد الكاتب الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ الحديث، أن غزو الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، لدولة الكويت، فى الثانى من أغسطس لعام 1990، يعد من أهم العوامل التى ساعدت الغرب على دعم الديكتاتوريات العربية، ووأد حلم الديمقراطية. جاء ذلك خلال الجلسة الأولى "مقدمات الربيع العربى"، لفعاليات المؤتمر الدولى الأول، حول ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، بعنوان "الثورة والثقافة"، التى أقيمت صباح اليوم السبت، وشدد خلالها "عفيفى" على أن الربيع العربى لا يمكن فهمه إلا بالرجوع إلى الخلف، مشيرًا إلى أنه فى نهاية الثمانينيات وإثر سقوط حائط برلين، وانهيار الكتلة الشرقية على تصاعد الحركات الديمقراطية فى العالم العربى آنذاك، والحلم بانتقال الحدث إلى العالم العربى، إلا أن الرياح لم تأت بما تشهى الشعوب، موضحًا أن المتغيرات الإقليمية فى العالم العربى أدت إلى وأد الحلم، ودعت نحو تدعيم الديكتاتوريات العربية، وأدى ذلك إلى تأخير حلم الربيع العربى، ليتلقفه جيل جديد فى السنوات الأخيرة بثقافة ومفاهيم مختلفة، كان أبرز مظاهرها سقوط النظام "الأبوى" وتجاوز البنى السياسية التقليدية. وأوضح "عفيفى" أن العوامل التى ساعدت على دعم الغرب للديكتاتوريات العربية، من أهمها فوز الإسلاميين فى انتخابات الجزائر ونجاحهم فى الجولات الأولى، بالإضافة إلى موجة الإرهاب التى اندلعت فى التسعينيات فى العالم العربى، خاصة مصر، وأيضًا وصول "حماس" إلى الحكم بالانتخابات، واستمرار دور إسرائيل من 1948 فى المنطقة العربية، وأحداث الحادى عشر من سبتمبر وما ترتب عليه من متغيرات فى العالم العربى، ومنها غزو أفغانستان والعراق، وهو ما جعل العالم العربى يرى نفسه فى حرب مع الغرب، وليس فى الداخل من أجل الديمقراطية. وأكد "عفيفى" على أن الأنظمة العربية لم تلتفت إلى سقوط وهم خطاب الاستقرار، وأن الشارع يطالب بالتغيير، وانشغلت بترديد "الإصلاح"، وثورة الاتصالات التى أدت إلى تغير فى بنية العالم العربى التقليدى، الذى كان يعيش فى أجواء تشبه الحرب الباردة.