تسلم الرئيس الأمريكى بارك أوباما، مقاليد الحكم فى البيت الأبيض، فأصبح النجاح له شكل مترجم على الأرض.. اليوم السابع اختار التعرف على أسباب نجاح أوباما، من المعسكر المضاد له فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة، فكان هذا الحوار مع "كروستوفر ملاجيذى" منسق الحملة الانتخابية ل"جون ماكين" المنافس الجمهورى لأوباما. ما أسباب نجاح أوباما وفشل ماكين؟ نجاح أوباما لم يكن محسوما قبل الحملة الانتخابية، لكنى أرى أن التغيير سبب نجاح أوباما، بينما كان جورج بوش والحزب الجمهورى والحكومة الأمريكية المتورطة فى عدد من المشاكل هم أسباب فشل ماكين. كما أن أوباما يختلف فى السياسة، فهو من الديمقراطيين الجدد، ورغم حداثة عهده بالوسط السياسى الأمريكى، إلا أنه استثمر كل أخطاء جورج بوش ليحصد نصرا كبيرا من الحزب الجمهورى، فهناك كثير من الأمريكان رحبوا به وبطريقته السياسية، رغم أنهم يحترمون بوش، ولكن غير مؤمنين بسياسيته ولا أخلاقه، خاصة فى ملف الحروب التى تورط فى أن تخوضها أمريكا أثناء فترة حكمه، وهذا هو الفارق بين الأحزاب والشخصيات، والسبب فى وصول أوباما إلى البيت الأبيض وسقوط ماكين. هل هذا هو سبب نجاح أوباما ووصوله إلى البيت الأبيض؟ أوباما اعتمد على شكل جيد وجديد فى الصراعات السياسية، فقد انصبت سياسيته على التغيير عكس جون ماكين الذى خسر التغيير لارتباطه بحزب جورج بوش الذى يقدم نفسه دائما على أنه التقليدى. هل أدار أوباما حملته الانتخابية على أساس عنصرى، بما أنه أسود ومن أصول أفريقية مسلمة؟ لا أعتقد، أوباما أدار حملته على التغيير بما فيه هذا المفردات، أى أنها جاءت بعد التغيير لا قبله، وبذلك لعب على التغيير وما ترتب عليه، بما أنه أول رئيس أسود ومن أصل أمريكى وجذور مسلمة، وهذا كله يصب فى خانة التغيير. ما هو تقييمك للحملة الانتخابية لأوباما بالمقارنة مع ماكين؟ الحزب الديمقراطى كله كان خلف أوباما فى الانتخابات، دعمه ماديا بشكل واضح أمام الجميع، عكس الحزب الجمهورى الذى انقسم إلى جزأين، الأول المتشددين والثانى الجدد.. والمتشددون هم الأكثر ثقلا وتأثيرا، وللأسف كانوا ضد ماكين، وكان معه الجدد فقط وتأثيرهم كان محدودا أمام المتشددين من داخل الحزب، مما يؤكد أنه كان يحارب جبهتين الأولى من داخل حزبه والثانية الجبهة الخارجية والتى كانت بالفعل كبيرة ومرتبطة ببرنامج أوباما، لهذا خسر ماكين التحالفات الداخلية التى صبت بالمكسب فى خانة بارك أوباما الخارجية. بالإضافة إلى تواجد كل الميزات من قبل الحزب الديمقراطى لحملة أوباما المال والدعم المعنوى والتحالفات. وفوق كل هذا أوباما لم يكن شخصا مشهورا سياسيا لينجح بهذا الشكل؟ بارك أوباما شخص غير معروف، ولكنه كان المرشح المختلف الذى نادى بالتغيير، بالإضافة إلى أنه يتمتع بكاريزما فى شخصيته رغم أن ماكين كان الأكثر شهرة وله تاريخ سياسى، ألا أنه خسر، فحسابات اللعبة السياسية فى الانتخابات الأمريكية أصبحت مختلفة. هل التحالفات أثرت على مكسب أوباما؟ أوباما كسب التحالفات من أول يوم فكون جبهة خارجية قوية بالإضافة إلى الجبهة الداخلية الموجودة من داخل حزبه، عكس ماكين الذى خسر التحالفات الخارجية بسبب كراهية جزء كبير من الشارع الأمريكى لجورج بوش، وكل ما يأتى من طرفه ومن حزبه متمثلا فى جون ماكين، فأصبح أوباما الرابح الوحيد فى التحالف مع كل الفئات والجماعات فى المجتمع الأمريكى. ولذا حكم المواطن فى صندوق الانتخابات جاء إيجابيا لصالح أوباما. هل الأزمة المالية العالمية كانت السبب فى نجاح أوباما؟ الأزمة المالية هبطت بحزب بوش إلى القاع، وبالتزامن مع الانتخابات أخذت ماكين معاها، وأثرت بشكل كبير جدا على سقوطه، ولكنها كانت أحد أهم الأسباب الرئيسية لنجاح أوباما والتى لمعت أسهمه بسبب أصداء الأزمة المالية العالمية وبوصفه الحل. أوباما وحملته الانتخابية، الرابح الوحيد من آثار هذه الأزمة الاقتصادية، الآن الشعب الأمريكى حمل أسباب تلك الأزمة كلها للحكومة والتى كانت فعليا حزب ماكين، فكسب أوباما أصوات كل المتضررين من هذه الأزمة. فالديمقراطيون يعتبرون أن الحكومة مسئولة عن حل كل المشاكل عكس الجمهوريين الذين يحملون الحكومة كل أسباب المشاكل. كيف سيتعامل حزبكم الحزب الجمهورى مع أوباما؟ فبالأمس كنتم الحكومة واليوم أنتم فعليا المعارضة؟ الجمهوريون والديمقراطيون معتادون على هذا الوضع، دورة الانتخابات تتغير كل مرة لصالح طرف من الاثنين، ولا نتقطع الصلة بينهما ويجوز فى الانتخابات القادمة أن يتغير ميزان القوى، ونصبح نحن الحكومة والديمقراطيون المعارضة.