الغموض مازال يحيط بمصير المسارات الخاصة بكابلات الإنترنت، حيث اختلف المسئولون فى شركات الكابلات والخبراء حول مسارات الكابلات البحرية الخاصة، خصوصا بعد انقطاع ست كابلات مؤخرا فى جنوب إيطاليا وكان أغلبها فى مكان واحد، فمنهم من قال إن الكابلات ستكون جميعها فى مكان واحد لدواعى أمنية، وبينما قال البعض الآخر إن الشركات تريد أن تكون الكابلات فى مسارات مختلفة، بينما الوضع يمكن أن يحتم أن تكون فى مسار واحد، فما هى المعوقات التى تحول دون أن تكون هذه الكابلات فى مسارات مختلفة؟. قال أحمد العطيفى العضو المنتدب للشركة العربية للكابلات سابقا، إن وضع الكابلات البحرية فى مسار واحد هو كلام قصير المدى، لأن التجربة أثبتت أن وجود الكابلات فى مسار واحد خطأ، لأنها يمكن أن تقطع مرة واحدة، مشيرا إلى أن أغلب الكابلات المصرية التى يتم إنشاءها جميعها فى مسار واحد، وذلك بسبب أن هناك مسارات معروفة فى الخريطة الملاحية ومعروف أنها آمنة ومستقرة منذ 20 عاما، ولكن الآن التجربة أثبتت أنها غير آمنة، لافتا إلى أنه لابد من اختلاف المسارات وعمل تأمين كامل للكابلات، لأن الهدف هو أن تكون مصر دولة محورية للاتصالات، وألا تكون مجرد دولة تقدم خدمات غير جيدة، وتابع العطيفى أن الشركات التى تقوم بعمل الكابلات اعترضت منذ البداية على أن تكون الكابلات فى مسار واحد، ولكن الجهات الأمنية تمنع ذلك. ولا يمكن لأى شركة أن يعمل الكابل الخاص بها إلا بتصريح من الجهات الأمنية، فالجهات الأمنية أوقفت تصريح عمل كابل المصرية للاتصالات منذ ستة أشهر، ولن يعمل أى كابل بدون تصريح من الجهات الأمنية، كما رفضت الجهات الأمنية أيضا عمل أكثر من مسار للكابلات الأرضية للشركات الثلاث، ولكن هناك عوائق أمنية. وأضاف العطيفى، أن هناك ثلاث أشياء لابد أن تتم لتأمين الكابلات، وهى أولا أن يكون هناك نقاط إنزال مختلفة على السواحل المصرية، ثانيا يكون هناك نقاط إنزال مختلفة التعدد على السواحل الأوروبية، فبدلا من أن تكون جميعها فى إيطاليا أن تكون فى دول مختلفة، بالإضافة إلى التعدد فى المسارات الأرضية. من جهته، قال ناجى أنيس مدير مشروع كابلات شركة أوراسكوم تليكوم، إن كابلات شركته يتم عملها فى مسارات مختلفة منذ البداية، وقبل عملية انقطاع الكابلات العام الماضى، لافتا إلى أنه ليس هناك معوقات أمام عمل الكابلات فى مسارات مختلفة منذ البداية، وتابع أن انقطاع الكابلات الذى حدث فى العام الماضى كان فى مسارات مختلفة، مؤكدا أن انقطاع الكابلات دائما يحدث بسبب أشياء كثيرة، ولكن غالبا يكون بسبب هلب سفينة، مشيرا فى الوقت نفسه أنه ليس هناك حلول لمنع قطع الكابلات باستمرار فهذا شئ سيتكرر دائما، ولكن الحل الوحيد هو إنشاء المزيد من الكابلات، فإذا حدث عطل أو انقطاع لأى كابل تكون هناك كابلات أخرى تمنع توقف الإنترنت، لافتا إلى أن كابل أروراسكوم والمصرية للاتصالات سيبدأ عمله هذا العام. رفض طارق الحميلى رئيس الشركة العربية للكابلات، التعليق على صناعة الكابل البحرى الذى تقوم به شركته، والمسارات المفترض أن تكون عليها، مؤكدا انه لا يمكن أن يتحدث عن المسارات التى ستكون عليها الكابلات الجديدة التى تصنعها شركته، مشيرا إلى أنه يسأل عن ذلك الدكتور عمرو بدوى الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات. وقال عماد الأزهرى نائب رئيس المصرية للاتصالات للشئون التجارية، إن شركته تحاول أن تبتعد قدر الإمكان، عن أن تكون جميع الكابلات فى مسارات واحدة، فالشركة تريد أن تكون الكابلات فى مسارات مختلفة، ولكن هناك بعض العوائق التى يمكن أن تفرض علينا أن تكون الكابلات فى مسار واحد، فمثلا الكابلات البحرية التى تمر من مضيق جبل طارق لابد أن تكون فى مسار واحد، لذلك فيمكن لأى شركة أن تكون مضطرة أن تكون كابلاتها فى مكان واحد، ولفت إلى أن شركته تريد أن تبتعد عن الأماكن الخطرة، وأن يكون مسار الكابل فى مكان مختلف.