برغم ما يحمله من أسى وحزن فى قلبه إلا أن رضاه بقضاء الله رسم على وجهه ابتسامة الشكر على ما منحه ربه من ابتلاء فى فلذات كبده وفى صحته وفى ضيق فى رزقه ورغم ذلك لم يشتك يوما ما وظل يكافح ويجتهد ليكسب قليل رزقه ليمنحه لأسرته البسيطة التى تعيش فى حالة لها خصوصية غير عادية حيث الابتسامة التى يملؤها الرضا بقضاء الله فاستحق عن جدارة لقب الأب المثالى على مستوى الجمهورية. سعيد عراقى الأب المسن وابن قرية بولاق بالوادى الجديد، الذى حصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية، وفاز بلقب الأب المثالى لم يكن فى باله يوما ما أن يتم تكريمه، وهو الموظف بالمعاش وعمره 64 عامًا ومصاب بشلل نصفى نتيجة جلطة داهمته ونجا منها لتصيب ذراعه بالشلل ولديه ابن وفتاة لديهما إعاقة كاملة ذهنية وجسدية ويعانيان من ضمور فى المخ والعضلات ويعانيان من شلل رباعى وزوجته لا تعمل ويعيش على ما يتقاضاه من معاش يكفى بالكاد متطلبات حياته. التقى "اليوم السابع" بالأب المثالى على مستوى الجمهورية، والذى رغم إعاقته خرج ليبحث عن مراسل الجريدة الذى ضل طريقه لمنزله وقابله بابتسامة عريضة فى بيت متواضع جدا حيث قال (زوجتى هى التى قدمت أوراقى فى تلك المسابقة ولم أكن أعلم عنها شيئا ووفقنى الله بالفوز بها رغم أننى أعيش حياتى من أجل أسرتى ولا أريد سوى رضاهم وسعادتهم ولقد أنفقت كل ما أملك على ابنتى هدى وولدى محمد وعرضتهم على كل الأطباء ولم أبخل عليهما بشىء وما زال عندى أمل فى شفائهما وأتمنى من الله أن يؤجرنى فيما أفعل فلا أريد سوى جزائه. وتتدخل زوجته مسعودة أحمد عبد الرحمن 57 سنة فى الحديث قائلة أنا سعيدة بحياتى مع أسرتى رغم إصابة ابنتى وابنى بالعجز الكامل وإصابة زوجى بعد ذلك ورفضت العمل للتفرغ لرعايتهما منذ ولادتهما وأجرينا لهما كل الفحوصات الطبية فلدى هدى عمرها 30 سنة ومحمد 28 سنة وهما كل حياتى ولدى أمل فى الله أن يتم شفاؤهما، ولكن ما يرهقنى هو نقلهما للمستشفى، والتى نادرا ما تقوم سيارة الإسعاف بتوصيلهما للمنزل فى عندما تسوء حالتهما ويتم تقديم العلاج اللازم لهما وتزيد معاناتى عندما أريد الخروج بهما للشارع وخاصة هدى والتى تعانى من حالة نفسية سيئة وحاولت أن أحصل لهما على سيارة معاقين، ولكنى لم أستطع بعد أن ذهبت لكل المحافظين الذين جاءوا للمحافظة باستثناء المحافظ الحالى، حيث إننى فقدت الأمل فى السعى بعد ذلك. سعيد عراقى الأب المثالى على مستوى الجمهورية رجل بسيط ويعيش فى منزل متهالك وآيل للسقوط يقوم بإحلاله جزئيا وفقا لما يتوفر لديه من سيولة مالية وقام بالحصول على قرض من أحد البنوك لإنهاء بناء غرفتين يعيش فيهما هو وأولاده ويستعد للسفر للقاهرة لاستلام جائزته فى الحفل الذى تنظمه وزارة التضامن الاجتماعى.