«عنكم ما فهمتم» هكذا تصرخ «ميس ميرفت» المدرسة فى مدرسة الفردوس للغات بالسادس من أكتوبر فى وجوه تلاميذ الصف الرابع الابتدائى، كلما طلب منها أحدهم إعادة شرح ما قالته. ساهر تلميذ ضعيف البنية، لم يكمل عامه العاشر بعد، مصاب بالصرع، يتناول عددا ضخما من الأدوية التى تقلل من تركيزه فى الفصل، ودائما تشرح والدته للمدرسين حالته، لكن أبلة ميرفت ترفض الاعتراف بحالة ساهر، وفى كل مرة يتوقف عقل ساهر عن التركيز ومتابعة أبلة ميرفت، تنتابه نوبة من البكاء وأحيانا التشنجات، لكن أبلة ميرفت تستمر فى الشرح وكأن شيئا لم يحدث. ساهر خاف أن يخبر والدته بما تفعله أبلة ميرفت ذهبت الأم إلى الفصل مع المشرفة فوجدت ابنها فى حالة هستيرية من البكاء المتواصل، وميس ميرفت لم يهتز لها جفن ولم تتحرك أو تنظر وراءها، بل استمرت فى الشرح على السبورة ورفعت صوتها لتتكلم بصوت أعلى من صوت بكاء ساهر، فغضبت الأم وجرت على ابنها واحتضنته واتهمت المدرسة بالإهمال وبانعدام الرحمة من قلبها. وانتهت القصة فى حجرة أبلة الناظرة بشكوى من المدرسة ميرفت ضد الأم، فقررت الناظرة توقيع عقوبة ضد التلميذ، فما كان من والدة ساهر إلا أن خرجت مع ابنها، ونقلته على الفور من هذه المدرسة.