تحولت انتخابات مجلس الشورى الإيرانى اليوم إلى تسابق بين ملالى إيران لحشد أكبر عدد من الناخبين، للوصول إلى نسبة تصويت مرتفعة، تكون بمثابة رد على التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم على إيران، وعلى محاولات الغرب فرض عقوبات اقتصادية ومالية صارمة تحمل النظام على التخلى عن برنامجه النووى، وفقا لما أكده مسئولين إيرانيين. مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله على خامنئى كان أول من شجع الإيرانيين على المشاركة، بقوله إن الإقبال بالمشاركة فى الانتخابات "سيوجه صفعة لقوى الطغيان" و"سيثبت عزمه على مقاومة العدو"، ودخل معه على الخط الرئيس، أحمدى نجاد، الذى دعا إلى التعبئة "لانتخاب مجلس شورى قوى ويحظى بشعبية"، بينما شدد وزير الدفاع أحمد وحيدى على أنه "كلما ارتفعت نسبة المشاركة كلما تعزز الأمن فى البلاد". وكانت مكاتب الاقتراع فى إيران قد فتحت أبوابها صباح اليوم الجمعة لدعوة حوالى 48 مليون ناخب لاختيار 290 نائبا فى مجلس الشورى الذى من المتوقع أن يسيطر عليه كما فى الانتخابات السابقة المحافظون، وتنافس قرابة 3400 مرشح فى الانتخابات التى قاطعتها أبرز حركات المعارضة الإصلاحية، احتجاجا على القمع الذى تعرضت له منذ إعادة انتخاب نجاد المثيرة للجدل العام 2009. وتتراوح نسبة المشاركة فى الانتخابات التشريعية عادة بين 50% و70% وبلغت 55,4% فى العام 2008، بحسب الأرقام الرسمية. من جهته، أعلن قائد الشرطة إسماعيل أحمدى مقدم أن الأمن مستتب، وأن الانتخابات تجرى بشكل "طبيعى" بعيدا عن أى حوادث أو تظاهرات تنظمها المعارضة. ويخوض المحافظون الحاكمون انتخابات اليوم وسط انقسام فى صفوفهم يتمثل بتقديمهم عدة لوائح متنافسة، بينما قرر قسم من الإصلاحيين الذين أنهكتهم حملة القمع التى تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدى نجاد المثيرة للجدل فى 2009، مقاطعة الاقتراع. وانقسم المحافظون إلى لائحتين رئيسيتين هما: "الجبهة المتحدة للمحافظين" التى تضم مناصرى رئيس مجلس الشورى على لاريجانى ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف. وهذه الجبهة التى تضم عدة أحزاب وجمعيات يرأسها آية الله محمد رضا مهدوى كانى وتعبر بوضوح عن معارضتها لأحمدى نجاد، بالإضافة إلى "جبهة ثبات الثورة الإسلامية" التى تضم إلى جانب آية الله محمد تقى مصباح يزدى وزراء سابقين فى حكومة أحمدى نجاد ومحافظين من تيارات مختلفة. وهناك عدة لوائح أخرى للمحافظين أقل أهمية من بينها لائحة "صوت الأمة" ، و"جبهة إيران الإسلامية للمقاومة". وينقسم الإصلاحيون إلى عدة اتجاهات من بينها "جبهة الديموقراطية" بقيادة النائب المنتهية ولايته مصطفى كواكبيان، وتضم 15 مرشحا فى طهران، وتدعم حوالى مائة مرشح آخرين فى المحافظات، و"الجبهة الشعبية للإصلاحات"، و"دار العمل" النقابة الرسمية المقربة.