قالت دراسة تاريخية إن الفراعنة عرفوا فنون التمثيل قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام. وأوضحت الدراسة الصادرة عن المركز المصرى لدراسات وحقوق المرأة بالصعيد فى مناسبة اختتام فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، أن الأقصر ارتبطت بعلاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع شعوب أفريقيا فى مختلف الحقب الفرعونية، وأن المعالم الأثرية لملوك مصر القديمة تضم عشرات الشواهد التاريخية فى أبيدوس والأقصر وإدفو التى تؤكد أن المصريين القدماء عرفوا نوعين من الدراما هما: الحفلات الطقسية، والدراما الدينية. وكانت الحفلات الطقسية يقيمها الكهنة فى المعابد، وأن كهنة مصر القديمة أنشأوا مدارس لتعليم الرقص تابعة للمعابد، وأن الرقص عند قدماء المصريين كان يوظف دراميا. وهو أمر سبقت به مصر دول العالم فى هذا المجال. وأن الدراما المصرية ظهرت قبل الدراما اليونانية بنحو ثلاثة آلاف سنة، وأنها بدت أكثر منها نضجا. وقالت هدى خليل الشقيرى مديرة المركز أن الدراسة أشارت إلى أن الخلفية التاريخية لظهور المسرح فى مصر القديمة المصرية كان فى معبد أوزوريس، وأن أحداث أول عمل مسرحى فى مصر الفرعونية كان يقوم حول مقتل وعودة أوزيريس إلى الحياة. وقال الباحث المصرى أيمن أبو زيد إن مصر ارتبطت بأفريقيا تاريخيا وحضاريا منذ آلاف السنين، فقد جاء النيل إلى مصر من قلب القارة السمراء حاملا معه مفردات الحياة التى تتمثل فى المياه والطمى والذى على أساسهما قامت الحضارة المصرية القديمة، حتى يمكن القول أن المصريين هم نبت هذا النيل العظيم وحملت مصر آنذاك مشعل الحضارة إلى الأرض السمراء مع التجار فى فجر التاريخ المكتوب. وأقامت مصر علاقات تجارية وثقافية ودبلوماسية فى مناطق متعددة من ممالك القارة الإفريقية وقد تأكد هذا الأثر مرارا على محور البحر الأحمر منذ رحلات الفراعنة إلى بلاد البونت. كما غزا تأثير حضارة مصر القديمة معظم القارة الأفريقية خارج حوض النيل، على ثلاثة محاور هى: محور النيل ثم أودية الصحراء الشرقية وطرق قوافل الصحراء الغربية. كما وصل الإشعاع الحضارى المصرى على محور الصحراء الكبرى، حيث وجدت أدلة على المؤثرات الحضارية المادية والثقافية بين القبائل النيلوتية فى أعالى النيل وبين بعض قبائل نيجيريا وغرب أفريقيا.