وزير الأوقاف: مشاركة الواعظات فى العمل الدعوى تسهم فى نشر الفكر الوسطى

خلال لقائه بالواعظات

التقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بواعظات وزارة الأوقاف على مستوى الجمهورية، بالقاعة الرئيسية الكبرى بمسجد النور بالعباسية اليوم بحضور الدكتور أيمن أبو عمر وكيل الوزارة لشئون الدعوة، والشيخ السيد عبد المجيد رئيس الإدارة المركزية لشئون القرآن، والدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة.

وخلال اللقاء هنأ وزير الأوقاف الواعظات بقرب حلول شهر رمضان الكريم، معربًا عن شكره لهن على ما قدَّمن ويقدمن فى خدمة الدين والوطن، سائلًا الله (عز وجل) أن يتقبل منهن صالح الأعمال، مشيرًا إلى أننا مقبلون على شهر فضيل، وكان الصالحون يدعون الله (عز وجل) ستة أشهر قبل رمضان أن يبلغهم رمضان، وأمامنا فرصة عظيمة سانحة فى شهر رمضان المبارك فينبغى أن لا نضيعها، وعلينا أن نغتنمها غاية الاغتنام وحق الاغتنام، والساحة الدعوية الآن فى أفضل أحوالها إتاحة وتهيئة، بفضل الله (عز وجل) وفهم القيادة السياسية الرشيدة لأهمية الخطاب الدينى الرشيد فى إصلاح المجتمع، ولا يمكن لعاقل الآن أو منصف أن ينكر ذلك، ولا أدل على ذلك من الاهتمام البالغ بعمارة المساجد التى فاقت خلال هذه الفترة من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ما يزيد عن 10 آلاف وستمائة مسجد، ومن يتابع موقع الوزارة يجد أننا مثلا فى الجمعة الماضية افتتحنا أكثر من 70 مسجدًا فى يوم واحد، والجمعة القادمة سيتم افتتاح أكثر من 80 مسجدًا فى يوم واحد، وما من يوم جمعة إلا ويتم افتتاح المساجد بالعشرات وبصورة غير مسبوقة.

ومن يتابع ما يجرى على الأرض يجد ذلك فى أعظم صورة كمسجد سيدنا عمرو بن العاص (رضى الله عنه) بمصر القديمة، وما تم فى مسجد الإمام الحسين (رضى الله عنه)، وما يتم فى مسجد السيدة نفيسة (رضى الله عنها)، وغير ذلك من تطوير المساجد الكبرى والجامعة، وإن شاء الله الجمعة القادمة يتم افتتاح مسجد من المساجد الكبرى الجامعة بمدينة دهب بجنوب سيناء، وما من مكان الآن إلا وتقام فيه المساجد الجامعة الكبرى، ثم الاهتمام بتحسين أحوال الأئمة والدعاة، وهذا أكبر دعم للدعوة عندما تتحسن أحوال العاملين بها ليتفرغوا لمهامهم.

وأكد وزير الأوقاف أنه قد بقى علينا أن نؤدى واجبنا، وعلينا أن نذكر أنفسنا دائمًا بتجديد النية، وصدق النية مع الله (عز وجل)، وقد قالوا حال رجل فى ألف خير من كلام ألف لرجل، بل أن المقال إذا لم يصدقه الحال ربما أدى إلى نتائج عكسية للتناقض فى السلوك بين الحال والمقال، فإذا أردت أن تأمر الناس بخير فابدأ بنفسك أولًا حتى يكون للكلام مكانه، فمن يتمسك بالقيم والأخلاق يتمسك بحبل قويم هو حبل الله سبحانه، ومن يضيع القيم والأخلاق يخسر خسرانًا مبينًا، وكما قالوا: يمكن للإنسان أن يخدع بعض الناس كل الوقت أو كل الناس بعض الوقت ولا يمكن له أن يخدع كل الناس كل الوقت، وقد روى سيدنا حنظلة (رضى الله عنه) أنه مرَّ بأبى بَكْرٍ وَهوَ يَبكى، فقالَ: ما لَكَ يا حَنظلةُ ؟ قالَ: نافَقَ حنظلةُ يا أبا بَكْرٍ، نَكونُ عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يذَكِّرُنا بالنَّارِ والجنَّةِ كأنَّا رأى عينٍ، فإذا رجَعنا إلى الأزواجِ والضَّيعةُ نسينا كثيرًا قال فواللَّهِ إنَّا لكذلِكَ انطلِقْ بنا إلى رسولِ اللَّهِ (صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ) فانطلقْنا فلما رآهُ فقالَ رسولُ اللَّهِ (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ) قالَ: ما لَكَ يا حنظلةُ ؟ قالَ: نافقَ حنظلةُ يا رسولَ اللَّهِ، نَكونُ عندَكَ تُذَكِّرُنا بالنَّارِ والجنَّةِ كأنَّا رأى عينٍ، رجَعنا عافَسنا الأزواجَ والضَّيعةَ ونسينا كثيرًا، قالَ: فقالَ رسولُ اللَّهِ (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ): "لَو تدومونَ على الحالِ الَّتى تقومونَ بِها من عندى لصافحَتكمُ الملائِكَةُ فى مجالسِكُم، وفى طرقِكُم، وعلى فُرُشِكُم، ولَكِن يا حنظلةُ ساعةً وساعةً ساعةً وساعةً"، ولذا وجب علينا أن نجاهد أنفسنا أولًا بأول، حيث يقول رب العزة سبحانه لسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم): "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِى يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا"، فخير الناس من إذا ذكرت الله (عز وجل) أعانك، وإذا نسيته ذكرك.

مؤكدًا فضل القرآن الكريم وفضل العناية به وحفظه ومدارسته، ولا سيما فى شهر القرآن، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "من قرأ القرآن ثم رأى أحدًا أوتى أفضل مما أوتى فقد استصغر ما عظمه الله تعالى"، ويقول سبحانه: "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِى وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ" فأى شيء أعظم من القرآن، فنحن فى هذا الشهر العظيم أمامنا فرصة عظيمة لا ينبغى أن نفوتها، فإن فاتت قد لا تدرك مرة أخرى.

وفى ختام اللقاء أكد وزير الأوقاف أن مشاركة الواعظات فى العمل الدعوى تسهم فى نشر الفهم الصحيح للدين وتبصير المجتمع بقضاياه ولا سيما بين النشء والسيدات، وفى شهر رمضان المبارك سيكون لواعظات الأوقاف حضور متميز من خلال إقامة ملتقى الفكر الإسلامى لهن بمسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها بالقاهرة إضافة إلى إقامته فى 19 محافظة أخرى وذلك عقب صلاة الظهر يوميا، كما تم تخصيص درس للسيدات يوم الثلاثاء من كل أسبوع بعد صلاة الظهر بجميع المساجد الكبرى التى ليس بها ملتقى للواعظات، وتم الإعلان عن إقامة 2234 درسًا للواعظات يوم الثلاثاء من كل أسبوع عقب صلاة الظهر، مؤكدًا على ضرورة التزام الواعظات بالزى المخصص لهن؛ أثناء عملهن الدعوى أو الإعلامي.