كم أسعدتنى حقيقة هذا التواصل والتأثر الإنسانى لإخواننا فى الدعوة السلفية لما يحدث فى سوريا وما يتعرض له الشعب السورى الشقيق من قتل وتعذيب على يد طاغية سوريا بشار الأسد. وعلى قدر سعادتى على قدر حزنى وخيبة أملى.. وأتعجب، ماذا فعلت الدعوة السلفية لإخواننا من فقراء الشعب المصرى الشقيق؟ ماذا قدمت الدعوة السلفية التى وثق فيها الشعب المصرى الشقيق، وانتخب منها مجموعة من الكوادر السلفية المحترمة ليمثلوهم فى مجلس الشعب، ولكى يجدوا لديهم الحل لمشاكلهم الاقتصادية وما أكثرها من أزمة العيش لأزمة أنبوبة الغاز لأزمة العمل لأزمة الزواج، مشاكل كبيرة متفاقمة ومتشعبة. هم فقط يواجهون هذه المشاكل برفع الآذن فى قاعة مجلس الشعب.. ودعوة فقراء الشعب المصرى الشقيق لجمع تبرعات، وهم أحوج ما يكون لهذه الملايين التى تجمع لإنقاذ أطفالنا من النوم فى الشوارع والأرصفة فى ليالى البرد القارص. هذه التبرعات التى تجمع يحتاجها ملايين المواطنين من الشعب المصرى الشقيق الذين يعيشون تحت خط الفقر. والحقيقة أننى لم أسمع أن هناك بلدا من البلاد العربية الشقيقة هبت لكى تنقذنا من كوارثنا العديدة التى مررنا بها إلا فيما ندر.. التكافل بين الشعوب أمر رومانسى ومثالى، لكننا فى حاجة إلى تطبيقه بيننا كشعب عانى سنوات طويلة من الظلم والقهر.. دافع عن قضايا وطنية عربية عديدة ولم يجد من يسانده بل ربما البعض أدانه!! أرجو من القائمين على الدعوة السلفية فى مصر أن ينظروا بعين الشفقة والتأثر على حال أم من الشعب المصرى الشقيق لا تجد ثمن اللبن الذى تعطيه لرضيعها.. وأن تنتفض لأمر رجل يبلغ الخمسين من عمره وتمنعه الحاجة من دفع مصاريف أولاده فى المدارس ويضطر إلى إخراجهم من مدارسهم ليساعدوه فى العمل. وأن تختنق الكلمات فى الحلق من كثرة الدموع، عندما يموت مئات الأطفال على أبواب المستشفيات الحكومية وداخلها من أجل حفنة جنيهات لنقص الرعاية الصحية ولأن هذه المستشفيات خارج المواصفات. أدعوكم إلى أن تبدأوا بنفس الهمة والنشاط فى جمع تبرعات مادية لإنقاذ الشعب المصرى الشقيق، فهو الأولى ونحن فى أصعب مرحلة تشهدها مصر منذ أكثر من ثلاثين عاما، نحن نحتاج إلى كل الجهود لتتكاتف من أجل إنقاذ مصر.. ملفات كثيرة تحتاج إلى الدعم والمعونة، فلا تبخلوا عليها فلا تزال مصر هى وطنكم الأم بعدها أفعلوا ما شئتم.