شهدت قرية دقادوس مركز ميت غمر، مسقط رأس إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعرواى، حدثًا فريدًا من نوعه فى محافظة الدقهلية، عندما حمل كبير عائلة الفوالة كفنه وقدمه إلى عائلة العزب، لينهى خلافًا بين العائلتين، بعد مقتل فرج السيد العزب على يد أحد أفراد عائلة الفوالة، ومن وقتها والخلافات لا تكاد تنتهى بين العائلتين، من حرق منازل وتعرض للممتلكات. تمت جلسة الصلح برعاية مركز الشرطة، وبحضور آلاف المواطنين الذين كبروا وهللوا عندما شاهدوا محمود أحمد الفوالة وهو يحمل كفنه، فى حضور أعضاء المجلس العرفى، ويدخل مضيفة جامع الباز. وقام الشيخ عنبر البربرى بترديد هتافات اهتزت لها أرجاء المكان "الله أكبر الله أكبر.. الحمد لله.. اللهم احقن دماءنا"، ووسط دموع الأهالى لمشهد يرونه للمرة الأولى فى حياتهم، ردد كبير عائلة العزب خلفه "إنى استخرت الله وتوكلت عليه وقبلت العزاء وعفوت عنه"، وقال محمود الفوالة "أطلب منك يا حاج سيد أن تعفو عنى". وتبادل بعدها فضيلة الشيخ عبد الله أبو مشهور، وجمال صالح، راعى الصلح، وفضيلة الشيخ حسن الحداد، الكلمات، وبعدها وقفت عائلة العزب تتقبل العزاء فى فقيدهم، وقام مقرئ القرآن بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. وتمكنت اللجنة العرفية من الوصول إلى حل يرضى الطرفين، وقاموا بتوثيقه بالشهر العقارى، على أن تلتزم عائلة الفوالة بالتضامن فيما بينها بدفع مبلغ قدره 50 ألف جنيه لعائلة العزب كدية عن الأضرار التى لحقت بهم، بسبب موت مورثهم المرحوم فرج السيد مصطفى العزب، وأن يتنازلوا عن كافة حقوقهم تجاه شقيق محمد أحمد الفوال وجميع أفراد العائلة. كما تعهد جميع أفراد العائلتين، أو أى فرد من أقارب أحدهما، بعدم تعرض أى منهما للآخر بالقول أو الفعل، سواء فى الحال أو الاستقبال، وألا يقيم المتهم فى قضية القتل، محمد أحمد الفوالة، فى دقادوس، وأن يقوم بزيارة أهله فى أى وقت، وحين يتنازل عائلة العزب والتصالح فى الدعوة المدنية المقامة منهم أمام النيابة العامة، وإذا أخل أحد الطرفين بما تم الاتفاق عليه يدفع مبلغ 150 ألف جنيه كتعويض للطرف الآخر. ولاقت عملية الصلح ارتياحًا كبيرًا وسعادة غامرة بين المواطنين والعائلتين.