* شعب له ثلاث وجهات نظر يواجه خمسة مجالس تتباين آراؤه فى كل منهم، فالشعب المصرى الآن إما شعب منحاز للثورة تماما فى أى رأى صوابا كان أو صادما أو أنه منحاز للاستقرار سواء كان فلول أو حزب الكنبة البسطاء فى الفكر السياسى أو ثالث يدرك المسألة باعتدال وواقعية لكنه ذو صوت خافت أمام فئتين متصادمتين دائما لدرجة تصل لتخوين كل منهما الآخر، حيث لا مكان للاعتدال الذى سيكتشف الجميع أن الاعتدال هو الحل الوحيد الذى يتيقن منه الجميع بعد فوات الأوان. هذا عن الشعب، أما المجالس فهم خمسة مجالس (المجلس العسكرى – المجلس الاستشارى – مجلس الوزراء – مجلس الشعب – والمجلس الأعلى للانتخابات) وتعالوا نطرح الثلاثة آراء فى كل مجلس.. * المجلس العسكرى (الحاكم): يراه الثوار حاميا للنظام السابق مهما قدم من إيجابيات، فسلبياته أكثر – ويراه الفلول وحزب الكنبه هو الأمل فى الاستقرار – ويراه المعتدلون شرا لابد منه إذ إنهم لا يرضون عن تصرفاته لكنهم متقبلينه على مضض لاقتراب رحيله وعدم سهوله الاتفاق على مجلس رئاسى كما يطالب الثوار. * المجلس الاستشارى (معاون الحاكم): يراه الثوار بلا دور بل أنه غطاء لأخطاء المجلس العسكرى– ويراه الفلول وحزب الكنبه ذا قوة ويستطيع تقديم المزيد – ويراه المعتدلون وجوده قد يفيد قليلا ورحيله لن يفيد أحد لأنه استشارى وسيرحل مع العسكرى فليبقى ربما يقدم فكرة أو يساهم فى تقريب وجهات النظر. * مجلس الوزراء (السلطة التنفيذية - ساعة تروح وساعة تيجى) وهو مجلس تغير أربع مرات فى عام واحد. يراه الثوار حاميا للنظام السابق مهما قدم من إيجابيات فسلبياته أكثر – ويراه الفلول وحزب الكنبه هو الأمل فى الاستقرار – ويراه المعتدلون شرا لابد منه إذ إنهم لا يرضون عن تصرفاته لكنهم متقبلينه على مضض لاقتراب رحيله وعدم سهوله الاتفاق على مجلس رئاسى كما يطالب الثوار. * مجلس الشعب (صاحب الشرعية الوحيدة منذ تنحى مبارك) : يختلف حوله الثوار فمنهم من يراه الأمل كله ومنهم من يراه حزب وطنى جديد بأغلبية الإسلاميين فيه ومنهم من يراه ذا حق فى استلام السلطة الآن – ويراه الفلول وحزب الكنبة الشرعية كلها – ويراه المعتدلون تجربة يستحق الحصول على الفرصة فيها من فاز ولا يمكن التشكيك فى رأى الشعب. * المجلس الأعلى للانتخابات (جناح العدالة): انقسم حوله الثوار بين مؤيد تماما وبين معترضون على أداؤه بشدة - ويراه الفلول وحزب الكنبة القضاء الشريف الذى لا غبار عليه ويشكك فيه الفلول الخاسرين – ويراه المعتدلون قضاء نزيه يخطئ مثل البشر يطهر نفسه بنفسه من أى ملوثات. * والسؤال.. هل يمكن أن نصبح شعبا واحدا أغلبيته تتبنى رأيا واحدا ينشد الاستقرار مع كفالة حق التظاهر كحق دستورى، شعب يرى من بصيص الأمل أملا كبيرا، شعب عمله أكثر من كلامه، شعب يفكر فى الحاضر والمستقبل ويتعلم من الماضى عدم تكرار أخطائه، شعب لا يخون دائما ويبادر بحسن النية، ساعتها ستكون كل المجالس مهما كانت أسماء أعضائها خادمة للشعب بحق ولا يوجد أمامها حق للبقاء واستمرار ثقة الشعب سوى رضاء الشعب عنها، ترى متى نرى ذلك اليوم.