يمثل مجتمع المدينة فى السرد القصصى والروائى بعدا مهما ومؤثرا فى النصوص لما له من ألفة خاصة مع السارد وشخصياته، ومع القارئ ودلالات واقعه الذى يجده متواجدا وبإلحاح شديد داخل مضامين العمل الروائى. قال الناقد المصرى شوقى بدر يوسف، إن المكان المدينى فى الإبداع الروائى العراقى المعاصر كما صوره كتاب الرواية العراقية، هو المكان الذى يثير إحساسا قويا بالمواطنة العراقية الأصيلة، وإحساسا آخر بالزمن العراقى الإنسانى المار بسطوته داخل تاريخ العراق الاجتماعى والسياسى الحديث. جاء ذلك فى بحث للناقد شوقى بدر يوسف، ضمن كتابه الجديد "غواية الرواية، دراسات فى الرواية العربية"، مشيرا إلى أن حدوث الزلزال الرهيب "الاحتلال"، الذى حدث على الساحة العراقية فى الآونة الأخيرة، وطال بسطوته وعنفوانه المكان والزمان والزمان العراقى الأصيل، هو الموضوع المتكىء عليه فى هذه المداخلة. وأضاف أن مسيرة الرواية العراقية أفرزت عددا من الكتاب، واحتلت الرواية العراقية مكانتها المتميزة من خلال خطاب روائى له قضاياه الخاصة، وله أسئلته المثيرة للجدل. كما يلاحظ الناقد أن المكان يفرض نفسه بصورة طاغية ومؤثرة فى مسيرة الأحداث وانعكاساتها على سمات الشخصية الروائية المتحركة داخل النص، ويبدو ذلك فى ثلاث روايات لغائب طعمة فرمان "النخلة والجيران"، "الرجع البعيد" لفؤاد التكرلى، "زنقة بن بركة" لمحمود سعيد.