اكتشفت بعثة أثرية مصرية مقبرتين جنوبى القاهرة، لاثنين من المسئولين فى البلاط الملكى فى مصر الفرعونية قبل نحو 4350 عاما، إحداهما للمشرفة على المغنيات، والأخرى للمسئول عن بناة أحد الأهرام. وقال رئيس البعثة زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى بيان، إن البعثة التى تعمل فى المنطقة منذ ستة أشهر، عثرت على المقبرتين المنحوتتين فى صخور من الحجر الجيرى، وتقعان بمنطقة سقارة على بعد نحو 30 كيلومترا جنوبى العاصمة وترجعان لعصر الملك أوناس آخر حكام الأسرة الفرعونية الخامسة (نحو 2494-2345 قبل الميلاد). وأضاف أن المقبرة الأولى تخص المسئول عن بناة أحد الأهرام، واسمه "ايع ماعت" وتعنى "الماشى فى طريق الحق"، حيث كان مشرفا على بعثات الملك أوناس ومسئولا عن بعثات جلب الحجر الجيرى اللازم لبناء الأهرام من جنوبى القاهرة وحجر الجرانيت من أسوان فى أقصى جنوبى مصر، وكانت له ألقابا منها "مفتش كهنة هرم أوناس" و"مستأجر أملاك القصر" و"المشرف على مستأجرى أملاك القصر". وقال البيان إن المقبرة الأخرى تخص "ثنخ" وهى إحدى المطربات، وأن عتبة المقبرة سجلت عليها ألقابا وعبارات خاصة بصاحبتها، وأبرز هذه الألقاب "المشرفة على المغنيات" وتحمل المقبرة رسما لثنخ وهى تشم زهرة اللوتس. وأضاف أن "اكتشاف المقبرتين بداية للعثور على منطقة مقابر كبرى"، وأن الحفريات ستتواصل لكشف مزيد من المقابر فى هذه المنطقة لإلقاء مزيد من الضوء على فترة الأسرتين الخامسة والسادسة التى شهدت بعض الصراعات وضعف السلطة المركزية. وبنهاية الأسرة السادسة (نحو 1245-2181 قبل الميلاد) انتهى عصر الدولة القديمة ودخلت مصر مرحلة اضطرابات فيما يعرف بعصر الانتقال الأول. وقال حواس إن نحو 70 فى المائة من آثار مصر لم تكتشف بعد.