د.زاهى حواس د. زاهي حواس عاشق الاثار العريق، له العديد من الاكتشافات الأثرية المذهلة، والكثير من الكتب والمؤلفات التي اثري بها المكتبة العربية والانجليزية في مجالات الآثار والبحث والتنقيب وراء قدماء المصريين في كل بقاع أرض مصر من هذه المؤلفات كتاب »معجزة الهرم الأكبر« و»وادي المومياوات الذهبية« و»أسرار من الرمال«، عائلة الملك فاروق، سيدة العالم القديم، بناة الأهرام، وأبو سمبل.. معابد الشمس المشرقة وكتاب رحلات وأسرار صفحات في تأثير الحضارة المصرية علي العالم وغيرها. في هذه الأيام طرح الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الاعلي للاثار احدث كتبه »الرحلة السرية« الذي آثار الجدل والتساؤلات عند صدوره ليس بسبب ما يتضمنه من معلومات وصور ورسومات نادرة وإنما لقيمته الأدبية والفنية، وسعره المرتفع الذي بلغ 4 آلاف و004 دولار امريكي اي ما يعادل 22 ألف جنيه مصري تقريبا، وطلب منه 057 نسخة فقط مرقمة، اهدي الرقم الأول منه الي الرئيس حسني مبارك ورقم 2 الي الرئيس الأمريكي باراك اوباما، ومنذ ايام قليلة أهدي الملكة صوفيا نسخة منه. وحكاية هذا الكتاب كما يرويها الدكتور زاهي حواس: لقد قمت بعمل هذا الكتاب للاقتناء فقط ولعشاق الآثار القادرين علي دفع ثمنه، فهذا الكتاب مثل اللوحات التشكيلية وهو يزن 02 كيلو جراما لناشر انجليزي ومصور ايطالي اسمه ساندرو فايني استغرق تصويره 21 عاما. والكتاب يحتوي علي لوحات وصور نادرة تتحدث عن رحلتي في عالم الاثار وخاصة في وادي الملوك والملكات في مدينة الاقصر، ويتضمن حكايات وقصص المصري القديم وعلاقاته وحياته من حيث الملبس والمأكل وعلاقات الحب بين الملوك والملكات والمهندسين والفنانين والناس العاديين من رؤيتي الشخصية نتيجة لاهتمامي بوادي الملوك وسر مقبرة الملك سيتي والحفائر السرية. ويقول الدكتور زاهي: تناولت في هذا الكتاب حياة الملوك في الدولة الحديثة من خلال الرسومات والصور الموجودة علي جدران المقابر، ان هذا الكتاب لا يوجد كتاب في جماله وحجمه ومادته العلمية وهناك 05 نسخة هدية من الناشر سوف اهديها الي اصدقائي ومعارفي من ملوك ورؤساء في الدول التي ألقيت فيها محاضرات في مجال الآثار والنسخة التي تحمل رقم واحد تهدي للرئيس حسني مبارك وعن ترجمة هذا الكتاب باللغة العربية يقول د. زاهي: لا يمكن أن يترجم الي اللغة العربية لانه غالي جدا ولن يجد مشتريا من القراء العاديين، فأنا لدي تجربة في دار الشروق لأحد كتبي الذي يبلغ ثمنه 005 جنيه لم يبع منه سوي عشرين نسخة فقط وهذا الكتاب أنا عملته من أجل الاقتناء فقط. انه كتاب تحفة! وعن أهم حكاية يدور حولها الكتاب يقول د. زاهي: حكايتي في رحلة الكشف عن سر مقبرة الملك »سيتي الأول« وهي أعظم مقبرة في وادي الملوك والسراديب الموجودة فيها تعتبر سرا من الأسرار. منذ أربعين عاما كنت قد قابلت الشيخ علي عبدالرسول وهو واحد من العائلة التي كشفت أسرار مقبرة توت عنخ أمون وخبيئة الموميات وقد قدم المخرج شادي عبدالسلام فيلما سينمائيا عن هذه العائلة، هذا الشيخ قابلني وطلب مني أن أتتبع سر اكتشاف مقبرة الملك سيتي لان فيها سراديب وأسرارا لا يعرفها أحد، واذا قمت بالحفر واكتشفت سر مقبرة الملك سيتي يجب ان أذكر ان الذي طلب مني البحث عن هذه المقبرة هو الشيخ علي، واستطعت ان احصل علي تصريح من الحكومة المصرية وحفرت هذا السرداب، وبعد ما حفرت لمائة متر أوقفت الحكومة الحفر خوفا علي العمال حتي لا يموتوا من الاختناق، ثم قمنا بعمل دراسة عن التربة واستكملنا الحفر ووصلنا الي عمق 021 مترا فوجدنا اثارا وتماثيل فخار وقطع من الحجر الجيري عليها خراطيش الملك سيتي ثم وجدنا سلالم عددها 45 سلمة عرض السلمة 5.2 متر بعد هذه السلالم وجدنا انفسنا في صالة منحوتة في الصخر عليها كتابات باللغة الهيروقراطية وهي احد لهجات اللغة المصرية القديمة مكتوب عليها نص من المهندس المعماري القديم للعمال يطلب منهم توسيع الردهة وتعلية العتبة ولما وصلنا الي عمق 061 مترا وجدنا سلالم أخري وأدركت وقتها انني أمام كشف اثري يقلب الدنيا ثم وجدنا 73 سلمة آخري، سلمة فيهم لم تستكمل بعد وكنا قد وصلنا الي 471 مترا، واعتقد ان عدم استكمال هذه السلالم ان الملك سيتي مات قبل الانتهاء فقام ابنه رمسيس بدفن ابيه واوقف المقبرة.. هذه كانت احدي الحكايات التي تضمنها اغلي كتاب في مصر والمنطقة العربية كما رواها لي مؤلف الكتاب الدكتور زاهي حواس.