قال الدكتور عمرو حسن، مقرر المجلس القومى للسكان السابق: "إنه فى عام 1990 كان عدد السكان فى مصر وإيرانوتركيا متساويا (حوالى 56 مليون نسمة) لكل دولة، ومنذ عام 1990 حتى 2000 زاد عدد سكان مصر 12 مليون نسمة، بينما زاد عدد سكان إيران 10 ملايين، وسكان تركيا 9 ملايين والزيادة السكانية متقاربة، معنى هذا أن البرنامج المصرى لمواجهة الزيادة السكانية فى الفترة من 1990 إلى 2000 كان فعالا". وأضاف عمرو حسن فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع": "ومن المتوقع أنه فى عام 2050 أن يصل عدد السكان فى مصر إلى 151 مليون، بينما ستكون إيران 92 مليونا وتركيا 96 مليونا، ومعنى هذا أنه من عام 1990 إلى 2050 مصر ستحقق زيادة سكانية أكثر من إيران ب59 مليون نسمة وأكثر من تركيا ب55 مليون نسمة". وأكد أنه من المتوقع أن يزيد عدد سكان مصر فى الفترة من 2040 حتى 2050 حوالى 17 مليون نسمة، بينما فى المقابل يزيد سكان إيران مليون نسمة فقط، وسكان تركيا 3 ملايين نسمة، هذا يعنى أننا سنزيد 17 ضعف إيران وأكثر من 5 أضعاف تركيا. وأوضح الدكتور عمر حسن أن عوامل نجاح التجربة الإيرانية تتلخص فى النقاط التالية: - المساهمة الإيجابية لرجال الدين وإباحتهم كافة وسائل تنظيم الأسرة بدون استبعاد لأى وسيلة، مما رفع الحواجز الثقافية والنفسية لدى الإيرانيين لقبول مفهوم الأسرة الصغيرة، والإقبال على تنظيم الأسرة. - محو الأمية وتوسيع نطاق التعليم لاسيما بالنسبة للمرأة. - توفير وسائل تنظيم الأسرة مجانا، وإزالة العوائق الاقتصادية والاجتماعية أمام موردى هذه الوسائل مع العمل على توفير الدعم المالى. - نجاح البرنامج الإعلامى فى إزالة العقبات الثقافية والاقتصادية لتنظيم الأسرة، وتأكيد الحملة الإعلامية للشعب على أن تنظيم الأسرة يتفق مع المبادئ الإسلامية ولا يهدد القيم العائلية.
وتطرق مقرر المجلس القومى للسكان السابق إلى أكبر دولة من حيث عدد السكان فى الاتحاد الأوروبى وهى ألمانيا، وثالث دولة هى إيطاليا، وبمقارنة معدل الزيادة السكانية فى مصر بهاتين الدولتين نكتشف الآتى: فى عام 1955 كان عدد سكان مصر 23.5 مليون نسمة، وعدد سكان إيطاليا 48 مليون نسمة (ما يعادل ضعف عدد السكان فى مصر)، وعدد سكان ألمانيا 71.5 مليون نسمة أى 3 أضعاف عدد السكان فى مصر، وبالوصول إلى عام 2022 نجد أن عدد سكان إيطاليا قد وصل إلى 60 مليون نسمة، وعدد سكان ألمانيا سجل 84 مليون نسمة، بينما ارتفع عدد سكان مصر إلى أكثر من 103 ملايين نسمة. وأكد عمرو حسن أن هذا معناه أن عدد سكان مصر زاد 79.5 مليون نسمة خلال 67 سنة، بينما زاد عدد سكان إيطاليا خلال نفس الفترة 12 مليونا، وزاد عدد سكان ألمانيا خلال نفس الفترة 12.5 مليون، وبهذا تكون مصر زادت 7 أضعاف ألمانيا وإيطاليا فى عدد السكان، يعنى 7 أضعاف زيادة فى التحميل على موازنة الدولة، يعنى 7 أضعاف المستشفيات مطلوبة و7 أضعاف المدارس و7 أضعاف الطرق والكبارى والمواصلات والخدمات، كل هذا بخلاف 7 حروب خاضتها مصر خلال ال65 عاما الماضية وهى حرب 1956، حرب اليمن، حرب 1967، حرب الاستنزاف، حرب أكتوبر 1973، حرب الإرهاب، وحرب الوعى التى نخوضها جميعاً من أجل تغيير موروثات ثقافية تعد من أهم التحديات التى تقف أمام قدرة البلد على تحقيق التنمية الشاملة وتقف أمام جهود الحد من الزيادة السكانية، كالزواج المبكر، إنجاب عدد كبير من الأبناء تحت مسمى العزوة، ثقافة إنجاب الذكر، والتواكل وعدم التخطيط. عدد السكان فى مصر وإيطاليا وألمانيا
وعن الصين قال الدكتور عمرو حسن إنه طبقا لمكتب المرجع السكانى (Poulation Reference Bureau 2018) فإن عدد سكانها سوف يقل وعدد سكان مصر سيزيد فى الفترة من 2018 إلى 2050، ومن المتوقع أن عدد سكان الصين سينخفض 50 مليونا وستصبح أعلى دولة فى العالم تحقق انخفاضاً فى عدد السكان فى الفترة من 2018 إلى 2050، وستنتقل لتصبح ثانى دولة فى التصنيف العالمى من عدد السكان بعد الهند التى ستحتل المرتبة الأولى، بينما فى مصر فإن عدد السكان، سوف يزيد 69.5 مليون، لتكون سابع أعلى دولة فى العالم تحقق زيادة سكانية فى الفترة من 2018 إلى 2050.
وسرد عمرو حسن عوامل نجاح التجربة الصينية قائلا: 1- تطبيق برنامج محدد وقوى لتنظيم الأسرة بطريقة صارمة فى كل المناطق الجغرافية. 2- تطبيق كل من الحوافز الإيجابية والحوافز السلبية. 3- الالتزام بالتنمية البشرية من خلال الاهتمام بالتعليم والصحة، وتحسين وضع المرأة، وزيادة معدل مساهمتها فى العمل، ومشاركة الرجال فى تنظيم الأسرة. 4- فى كل مراحل التعامل مع قضية السكان اعتبرت الحكومة الصينية المسألة السكانية محوراً أساسياً فى الخطة الشاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والوطنية، وبهذا عملت على دمج برنامج لتنظيم الأسرة مع كافة أبعاد العملية التنموية، وأكدت أن النمو السكانى يجب أن يكون متوافقاً مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
مصر وسويسرا والزيادة السكانية وقال الدكتور عمرو حسن: "إن الشعب المصرى بقدر ما هو شعب قديم تاريخيا، إلا أنه شعب شاب للغاية بيولوجيا، ذلك بحكم ارتفاع معدل المواليد، وذلك أيضا على عكس كثير من شعوب أوروبا من ناحية أخرى، فعلى سبيل المثال الزيادة السكانية السنوية فى دولة مثل سويسرا تقارب 9500 نسمة هذا الرقم مصر تحققه فى 48 ساعة فقط، هذا يعنى أن الزيادة السكانية فى مصر فى شهر واحد أكثر من الزيادة السكانية التى سوف تحققها سويسرا لمدة 12 سنة قادمة". وأضاف أنه طبقا لمكتب المرجع السكانى (Poulation Reference Bureau 2018) فإن أكثر 8 دول فى العالم متوقع يحدث فيها زيادة سكانية من 2018 إلى 2050 بالترتيب هى: 1) الهند 308.8 مليون 2) نيجيريا 214.7 مليون 3 ) الكونغو الديمقراطية 131.6 مليون 4) باكستان 106 ملايين 5) إثيوبيا 83.4 مليون 6) تنزانيا 79 مليونا 7) مصر 69.5 مليون 8) الولايات المتحدةالأمريكية 61.6 مليون مكتب المرجع السكانى
وأكد أن الزيادة السكانية المتوقع حدوثها فى مصر خلال الفترة من 2018 إلى 2050 و69.5 مليون أكثر من الولايات المتحدةالأمريكية (61.6 مليون)، على الرغم أن عدد سكان مصر 103 ملايين نسمة وعدد سكان الولايات المتحدةالأمريكية 334 مليونا.
وبالرجوع إلى مكتب المرجع السكانى (Poulation Reference Bureau 2018) فإن أكثر 8 دول فى العالم متوقع أن يحدث فيها انخفاض فى عدد السكان من 2018 إلى 2050 بالترتيب هى: 1) الصين 49.9 مليون 2) اليابان 24.7 مليون 3) روسيا 9.4 مليون 4) أوكرانيا 7.3 مليون 5) رومانيا 4.4 مليون 6) بولندا 4.4 مليون 7) ألمانيا 3.7 مليون 8) تايلاند 3.6 مليون Poulation Reference Bureau 2018
الزيادة السكانية فى قارة أفريقيا وأضاف مقرر المجلس القومى للسكان السابق أن الزيادة السكانية فى قارة أفريقيا وحدها ستمثل الجانب الأكبر فى الزيادة السكانية العالمية، فعدد سكان قارة أفريقيا نحو 1.340 مليار نسمة، حيث تمثل 17.5% من سكان العالم الذى بلغ 7.950 مليار نسمة، وتحتل مصر المرتبة الأولى من حيث عدد السكان فى إقليم شمال أفريقيا عام 2022 بأكثر من 103.3 مليون نسمة، مؤكدا: "ويمثل سكان مصر 7.4% من جملة سكان القارة و1.3% من جملة سكان العالم، وترتيبها رقم 14 عالميا والثالثة أفريقيا من حيث عدد السكان". وأكد أنه من المتوقع أن يبلغ عدد سكان العالم 9.688 مليار نسمة بحلول عام 2050 بزيادة 23% مقارنة بعدد سكان العالم فى 2022، وأن يصل عدد سكان قارة أفريقيا فى 2050 إلى 2.529 مليار نسمة بزيادة 84% مقارنة بعدد سكان القارة عام 2022، وبالتالى فإن الزيادة السكانية فى قارة أفريقيا وحدها ستمثل الجانب الأكبر فى الزيادة السكانية العالمية فى الفترة (2022-2050) بنسبة 62% من الزيادة السكانية العالمية". وقال إنه طبقا لمكتب المرجع السكانى (Poulation Reference Bureau 2018)، فإن نيجريا ثانى أكثر دولة فى العالم متوقع أن يحدث فيها زيادة سكانية من 2018 إلى 2050 مليون بحوالى 214.7 مليون نسمة، وتأتى الكونغو الديمقراطية ثالث أكثر دولة فى العالم متوقع يحدث فيها زيادة سكانية من 2018 إلى 2050 بحوالى 131.6 مليون نسمة، ثم إثيوبيا خامس أكثر دولة فى العالم متوقع يحدث فيها زيادة سكانية من عام 2018 إلى 2050 بحوالى 83,4 مليون نسمة، وتأتى تنزانيا سادس أكثر دولة فى العالم متوقع أن يحدث فيها زيادة سكانية من 2018 إلى 2050 بحوالى 79 مليون نسمة، ومصر سابع أكثر دولة فى العالم متوقع يحدث فيها زيادة سكانية من 2018 إلى 2050 بحوالى 69.5 مليون نسمة.
62 عاما من التجربة المصرية وكوريا الجنوبية حققت كوريا الجنوبية نجاحا باهرا فى تجارب التنمية الاقتصادية المعاصرة خلال العقود القليلة الماضية، ومن الجدير بالملاحظة أنه فى عام 1960: 1- كان عدد السكان فى مصر وكوريا الجنوبية متساويا نحو 26 مليون نسمة. 2- كان متوسط معدل النمو السكانى فى مصر أقل قليلا من نظيره فى كوريا الجنوبية، إلا أن هذا المعدل انخفض انخفاضا شديدا فى كوريا بعد ذلك. 3- كانت مصر متفوقة على كوريا فى كافة المؤشرات الاقتصادية، سواء بالنسبة لمتوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى أو معدل البطالة أو معدل التضخم، أو بنسبة الادخار أو الاستثمار من الناتج المحلى، أو قيمة الصادرات أو نسبة إسهام الصناعة فى القيمة المضافة أو غيرها، وهذه الأسباب الثلاثة تبرر مقارنة تجربة مصر بتجربة كوريا الجنوبية. فى عام 2022 -أى بعد رحلة 62 عام- تجاوز عدد السكان فى مصر 103 ملايين نسمة، بينما تجاوز عدد سكان كوريا الجنوبية 51 مليون نسمة، أى أننا حققنا زيادة سكانية أكثر من كوريا الجنوبية بأكثر من 52 مليون نسمة (الزيادة المتحققة أكثر من عدد سكان كوريا الجنوبية حاليا). وما من شك أن انخفاض معدل الزيادة السكانية يؤدى إلى تحسين مستوى معيشة الفرد، نتيجة لتمتع عدد أقل من المواطنين بالثمار الكبيرة للتنمية.
