تفاصيل لقاء وزير العمل بمُمثلي شركات إلحاق عِمالة موسم حج 2024    بدء مراسم حفل تنصيب الرئيس الروسي في الكرملين    «زعيم الأغلبية» يدين الهجمات الوحشية للقوات الإسرائيلية على رفح الفلسطينية    ترحيل مجدي شطة لمصلحة الطب الشرعي لإجراء تحليل مخدرات    على طريقة الشيف عظيمة.. حضري بسكويت اليانسون في المنزل    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    قبل بدء فصل الصيف.. موعد انخفاض أسعار الاجهزة الكهربائية وتوقعات السوق (الشعبة توضح)    رئيس النيابة الإدارية ومحافظ الإسكندرية يضعان حجر الأساس لنادي الهيئة البحري بالمحافظة (صور)    «تعليم المنيا» تعلن جاهزيتها لامتحانات الفصل الدراسي الثاني بصفوف النقل    وزير الدفاع البريطاني يطلع البرلمان على الهجوم السيبراني على قاعدة بيانات أفراد القوات المسلحة    الرئيس الصيني يتعهد ب"عدم نيسان" قصف الناتو للسفارة الصينية في بلجراد    هالر: لم نأت إلى باريس كسائحين    سعر اليورو مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 7-5-2024 بالبنوك    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    بعد تصدرها الترند.. مواعيد إعادة عرض حلقة ياسمين عبد العزيز في «صاحبة السعادة»    نجمة البوب العالمية دوا ليبا تصدر ألبومها المنتظر "التفاؤل الجذري"    كيف يقوم العبد المسلم بشكر ربه على نعمِه الكثيرة؟..د.عصام الروبي يوضح    رئيس "دينية الشيوخ": تعليم وتعلم اللغات يمهد لمقاصد شرعية كريمة    البورصة المصرية تربح 11.9 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    أسباب انتكاسات الأطفال بعد الشفاء من المرض    للأمهات.. أخطاء تجنبي فعلها إذا تعرض طفلك لحروق الجلد    وزير الصحة: المستشفيات المصرية تمتلك إمكانيات ضخمة تمكنها من تقديم أفضل الخدمات الطبية    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    وزير الري يتابع موقف المشروعات المائية وتدبير الأراضي لتنفيذ مشروعات خدمية بمراكز المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"    وزير العمل يلتقي مُمثلي شركات إلحاق عِمالة موسم حج 2024    الأوقاف: أسماء المرشحين للكشف الطبي للتعاقد على وظيفة إمام وخطيب ب إعلان 2023    تأجيل محاكمة المتهمة بقت ل زوجها في أوسيم إلى 2 يونيو    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    برلماني: الاستجابة للمقترح المصري طوق النجاة لوقف نزيف الدم    75 رغبة لطلاب الثانوية العامة.. هل يتغير عدد الرغبات بتنسيق الجامعات 2024؟    هل يشبه حورية البحر أم الطاووس؟.. جدل بسبب فستان هذه النجمة في حفل met gala 2024    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    بأمريكا.. وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلاً غنائيًا    بعد الإنجاز الأخير.. سام مرسي يتحدث عن مستقبله مع منتخب مصر    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    بحضور مجلس النقابة.. محمود بدر يعلن تخوفه من أي تعديلات بقانون الصحفيين    مسؤول إسرائيلي: اجتياح رفح يهدف للضغط على حماس    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    مصرع سيدة دهسًا تحت عجلات قطار بسمالوط في المنيا    «تعليم القاهرة»: انتهاء طباعة امتحانات نهاية العام الدراسي لصفوف النقل.. وتبدأ غدًا    جمهور السينما ينفق رقم ضخم لمشاهدة فيلم السرب في 6 أيام فقط.. (تفاصيل)    انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض المسرحية الطويلة بجامعة القاهرة    سعر الأرز اليوم الثلاثاء 7-5-2024 في الأسواق    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    "تم عرضه".. ميدو يفجر مفاجأة بشأن رفض الزمالك التعاقد مع معلول    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    لاعب نهضة بركان السابق: نريد تعويض خسارة لقب الكونفدرالية أمام الزمالك    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سفير السودان بالقاهرة فى ندوة "اليوم السابع": حجم التبادل التجارى مع مصر ضعيف للغاية.. وحلايب لن تكون سبباً للفرقة بين البلدين

أكد سفير السودان فى القاهرة كمال حسن، أن حجم التبادل التجارى بين القاهرة والخرطوم فى السنة الماضية بلغ 650 مليون دولار، وهو ما اعتبره ضعيفاً مقارنة بالروابط بين الشعبين والتى لم يتم ترجمتها بعد إلى مصالح اقتصادية حقيقية، كما أوضح عدم امتلاك بلاده لشبكات رصد تمنع الطائرات الإسرائيلية من اختراق المنطقة الشرقية لبلاده.
وأضاف سفير السودان فى القاهرة خلال ندوة نظمتها "اليوم السابع": "مصر تركت السودان دون سند فى عهد النظام السابق، كما كان العقيد الليبى يدعم الحركات المسلحة فى مختلف مناطق السودان، مشددًا على حرص الخرطوم على ألا تجعل ملف "حلايب" سببا للفرقة بين مصر والسودان.
وكشف سفير السودان عن أن الاستثمار المصرى فى بلاده وصل إلى 6 مليارات دولار، إلا أنه رأى فى نفس الوقت أن ذلك الرقم هش، معتبرًا أنه لا يرقى إلى طموحات شعبى البلدين ولا يؤمن لهما احتياجاتهما الاستراتجية خاصة فى مجال الغذاء وقال: نحن نريد استثمارًا استراتيجيًا يؤمن غذائنا بحيث لا نستجيب للضغوط الخارجية خاصة فى ضوء توافر الأرض والماء والإمكانات البشرية.. وإلى تفاصيل الندوة..
* كيف ترى الفرق فى العلاقة بين مصر والسودان قبل وبعد ثورة 25 يناير؟
- العلاقات بين مصر والسودان ينظر إليها فى كلا البلدين باعتبارها علاقات أزلية وخاصة، ومصدر الخصوصية هنا يتمثل فى الحضارة التاريخية المشتركة لكلا البلدين والتى تجاوزت علاقات الجوار بين دولتين إلى الارتباط بالأرحام بين الشعبين.
نعترف أن هذه المشاعر والعواطف بين مصر والسودان لم تتطور أو يتم ترجمتها إلى مصالح اقتصادية حقيقية بين البلدين فحجم التبادل التجارى بينهما فى السنة الماضية بلغ 650 مليون دولار وهو مبلغ لا يعنى أى شئ فى العلاقات بين الدول، ولا يوجد ما يربط الدولتين المتجاورتين برًا، وإن كان تم رصد ميزانية للطرق البرية بين الدولتين، حيث سيتم افتتاح الطريق البرى فى إبريل المقبل، وكذا الحال بالنسبة لحجم الاستثمارات المتبادلة.
والحقيقة المعروفة للجميع أنه أثناء حكم النظام المصرى السابق وخلال فترة التسعينيات تحديدًا شهدت العلاقات بين البلدين توترًا وشدًا وجذبًا، وهذا يرجع إلى المنظور الأمنى الذى جرى التعامل به مع تلك العلقات، وعلى الرغم من ذلك فقد سعى السودان لتطوير العلاقة بغض النظر عما يحكم مصر.
الحقيقة أيضا أن مصر فى ذلك الوقت تركت السودان دون سند، وعندما تقف مصر بعيدة عنا كذلك تفعل كل الدول العربية أيضا، وفى هذا الوقت كان العقيد الليبى معمر القذافى يهاجمنا ويدعم الحركات المسلحة وتفعل كذلك الدول الإفريقية والغربية، فالعلاقات إذن بين مصر والسودان قبل ثورة 25 يناير كانت تفتقد إلى الروح، أما بعد الثورة فقد أصبحت هناك روح جديدة ووعى كامل، وأنتم تعرفون أن السودان يحوى ثروات مهولة وموارد طبيعية، ففى مجال الزراعة على سبيل المثال تم ترشيح السودان لحل مشكلة الغذاء فى العالم كله مع أربع دول أخرى، وكذلك فيما يتعلق بالمعادن من حديد وذهب ويورانيوم، كما يملك السودان خيرات وفيرة جدًا فى مجالات أخرى.
* كنت تدير مكتب المؤتمر الوطنى بالقاهرة وقت إنشائه قبل سنوات .. فكيف كان شكل العلاقة بينكم وبين الحزب الوطنى المنحل؟
- لم يكن فيها روح، والمسئولون فى الحزب الوطنى كانوا رافضين للعلاقة معنا، فأنا لم أستطع مقابلة أحمد عز على الرغم من أنه كان أمين التنظيم فى الحزب طوال الفترة التى توليت فيها إدارة مكتبنا بالقاهرة، كما أن جمال مبارك الذى كان من المتوقع أن يأتى خليفة لأبيه رفض أن يلتقى المسئولين السودانيين عند زيارته وقت مباراة مصر والجزائر الشهيرة، وقال لنا أنا لم آت لزيارة السودان، وكنت إذا "وقفت" مع أى من أعضاء أو قيادات أحزاب المعارضة المصرية يتم تصويرى وتصل هذه الصور إلى صفوت الشريف الذى كان يبدى صراحة تحفظات على هذه اللقاءات ويطلب صراحة أيضا عدم الاتصال بهم، أما الآن فأنا أمتلك علاقات ممتازة جدًا مع كل الأحزاب والقوى السياسية فى مصر.
* إذا تحدثنا عن حاضر ومستقبل العلاقات بين مصر والسودان.. فما هى أولويات تلك العلاقات فى رأيكم؟
- الآن يتم التركيز على عدد من المسارات لتقويتها، أولها الحرص على تقوية العلاقات الاقتصادية فى مجالات الربط البرى والصحة والزراعة والثروة الحيوانية وغيرها وذلك فى إطار بروتوكول الحركة بين البلدين، والآن أيضا تمت استعادة الأمور بين مصر والسودان فى مختلف المجالات، ولكن وللحقيقة حتى الآن دون استثمار حقيقى نريده أن يؤمن غذاء لشعبى البلدين، فنحن يوجد لدينا استثمارات من الصين التى تستثمر بمليارات الدولارات فى السودان وكذلك ماليزيا وكندا وثالث أكبر استثمارات للهند على مستوى العالم موجودة فى السودان.
ما أريد أن أركز عليه هو أننا نريد استثمارًا استراتيجيًا يؤمن غذائنا بحيث لا نستجيب للضغوط الخارجية خاصة فى ضوء توافر الأرض والغذاء، وتمتع المستثمر المصرى – دونا عن أى مستثمر آخر على مستوى العالم - بمزايا اتفاقية الحريات الأربع، ونحن على استعداد لإعطائه ضمانات أكثر فى المشروعات الكبيرة ويعمل معنا اتحاد الغرف الصناعية ومصانع أسمنت وهناك من يعمل فى الإنتاج الحيوانى، كما أن هناك فرع للبنك الأهلى برأسمال 50 مليون دولار ومشاريع للإنتاج الحيوانى حيث يمتلك السودان ثروة حيوانية كبيرة جدا يزداد الطلب عليها فى مصر، وقد وصل الاستثمار المصرى فى السودان إلى ستة مليارات دولار.
* وماذا عن اللغط الذى أثير حول تخصيص الرئيس السودانى عمر البشير أراضاً زراعية لرجال أعمال مصريين فى السودان؟
- وفد الدبلوماسية الشعبية الذى زار السودان مؤخرًا وترأسه رئيس حزب الوفد السيد البدوى هو الذى طلب هذه الأراضى للزراعة ونحن ليس لدينا مشكلة فى ذلك، وقد اختلط على البعض أنه تم تخصيص هذه الأراضى لحزب الوفد وهو ما لم يكن صحيحاً لأننا لا نتعامل مع أحزاب ولكننا نتعامل مع رجال أعمال من أى حزب، ورجال أعمال فى حزب الوفد استثمروا حوالى 10 آلاف فدان حتى الآن وسنستمر فى منح أراضى لأى مستثمر مصرى، وكل ذلك يخدم الميزان التجارى بين البلدين.
*وما شكل التكامل الذى يعلن عنه المسئولون فى كل من مصر والسودان فى منطقة حلايب، وهى منطقة أثيرت حولها فى السابق مشكلة بين الدولتين؟
- من المفترض أن يتم حل هذه القضية ونحن نتحدث عما هو أكبر من ذلك، عن علاقات بين دولتين وشعبين واتفاقية للحريات الأربعة وليس عن هذه المساحة التى يثير البعض بين الحين والآخر أحاديث حولها، ونحن نعتقد أن هذه المشكلة لابد وأنها ستحل، ويجب أن نعترف أنه حتى الآن لا يوجد تكامل فى هذه المنطقة، ولكن هناك حرصاً كبيراً فى السودان على ألا تكون سبباً فى الفرقة خاصة أن كلا البلدين يمثلان عمقاً استراتيجيا للآخر.
* ما تعليقك حول حسم الإسلاميين الفوز فى انتخابات مجلس الشعب المصرى؟
- نحن لا نضع حواجز فى علاقاتنا مع أى من القوى المصرية ولكن إذا وصلت إلى الحكم قوى متوافقة معنا فهذا أفضل، ومصدر فرحنا وسعادتنا بثورة 25 يناير أنها حررت المصريين وحررت مصر من القيود والضغوط التى كانت مكبلة لها وليس جلبها للإسلاميين..ونحن جلسنا مع كل الأحزاب المصرية وتحاورنا معهم، وإذا كان هناك إمكانية للتوحد بين البلدين فسيكون ذلك على أرضية اقتصادية.
* ما هى فى رأيكم أسباب عدم التنفيذ الكامل لاتفاقية الحريات الأربع حتى الآن؟
لابد من تجاوز النظرة الأمنية إلى نظرة سياسية تنطلق من عمق العلاقة بين البلدين بالإضافة إلى حل التحفظ المصرى بخصوص قضية التملك، وضمان حرية إقامة السودانيين هنا ونحن لا مانع لدينا من تبادل قوائم بأسماء الأشخاص المحظور دخولهم إلى كلا الدولتين.
* وما هى آليات تأمين الحدود بين مصر والسودان؟
- اقترحنا خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية على كرتى، عمل دوريات مشتركة فى الحدود المتداخلة لكلا البلدين بحيث إذا كان هناك نشاط هدام بين الدولتين يتم معالجته خاصة بعد الاتهامات الكثيرة جدًا التى تنشر فى وسائل الإعلام عن تهريب للأسلحة عبر هذه الحدود، وكثير من الإعلاميين لا يعرفون لماذا يتم اتهامنا بذلك.
*ما تعليقك على ما ادعته وسائل إعلام إسرائيلية حول قصف منطقة حدودية بين مصر والسودان مؤخرًا؟
- إثارة هذه القضية يستهدف فى الحقيقة إجهاض محاولات رفع اسم السودان من القائمة التى تضعها الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب، حيث تزعم إسرائيل أن السودان تقوم بتهريب أسلحة إلى قطاع غزة، وهذا أمر غير منطقى وغير واقعى بالمرة.
ومن يزعمون أن هناك تهريباً منظماً من الحكومة السودانية ل"حكومة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فى قطاع غزة يتجاهلون استحالة حدوث ذلك أو أن يتم تجاوز الحدود مع مصر، وهم يروجون إلى أن هذا الأمر يتم عبر مجموعات تأتى من شرق السودان وتستأجرهم الحكومة السودانية وهذه أمور تهدف إسرائيل من ورائها إلى إحداث "ضجيج إعلامى" وكما قلت منع رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب
ونحن نعترف بعدم امتلاك السودان لشبكات رصد تمنع الطائرات الإسرائيلية من عبور المنطقة الشرقية للسودان المطلة على البحر الأحمر والتى يكثر فيها تهريب السلاح والبشر والمخدرات من مصدرها فى الصومال وإريتريا مارًا بالبحر الأحمر.
*ماذا عن العلاقة بينكم وبين دولة جنوب السودان التى أعلنت استقلالها عن الخرطوم وما يثار بشأن النزاع حول منطقة أبيى الغنية بالنفط؟
- العلاقة فيها قدر كبير من المشاكل الموجودة أساسا من قبل الانفصال، وأصبح معروفا للجميع تاريخ إسرائيل فى الجنوب من تدريب ودعم لوجسيتى وإمداد بالسلاح وذلك بتأييد أمريكى، فكل الضغط الموجه لنا من جنوب السودان تحركه منظمات صهيونية إسرائيلية، على الرغم مما فعلناه من (تسريح بإحسان)، والآن نحن نخوض جلسات حوار معهم يوميا على أرض إثيوبيا ولكنهم يرفضون إبداء مرونة فى عدة مشكلات منها منطقة (إبيى) مع أنه يوجد بروتوكول عن هذه المنطقة فى اتفاقية السلام يتمثل فى تنظيم استفتاء لسكان المنطقة ولكنهم اشترطوا أن يقتصر الاستفتاء على السكان الجنوبيين فقط فى المنطقة، والحقيقة أن كل همهم فى الجنوب هو أن ينفذوا مخططات آخرين ضدنا فى السودان.
ونحن قبلنا بمسألة دخول كتائب من إثيوبيا إلى (إبيى) ولكن رفضنا القوات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى (اليوناميس) لأنهم من جنسيات لا نضمن حياديهم تجاه هذه القضية، كما أننا نمتلك علاقات ممتازة مع إثيوبيا، ونحن حريصون على احتواء الجنوب على الرغم من صعوبة ذلك فى هذا الوقت، وندعو الدول العربية لمد أياديهم له حتى لا توجه دولة الجنوب عدائها للعرب ولا نترك الساحة خالية لإسرائيل.
*كيف تتعامل السودان مع الخروقات الإسرائيلية؟
- الإستراتجية الإسرائيلية قائمة على أن استهداف السودان يقوم على استهداف مصر، لأن ضعف السودان ينال من استقرار مصر ونحن بالطبع لدينا استراتيجياتنا الأمنية لمحاصرة التواجد الإسرائيلى من جميع حدودنا.. حيث إسرائيل موجودة فى إثيوبيا وأوغندا.
*ألا ترى أن السودان كدولة يحكمها نظام الإنقاذ الإسلامى فشلت فى احتواء الخلافات التى تعصف بها إلى درجة عمقت هذه الخلافات لحد الانفصال؟
- السودان ليس دولة فاشلة، وانفصال الجنوب ليس مسئولاً عنه نظام الإنقاذ الحاكم لأن المشكلة بيننا وبين الجنوب متجذرة وكان هناك انفصال نفسى وثقافى ووجدانى واجتماعى قبل الانفصال الواقعى، لم يكن هناك علاقة أصلا، وقبل حكم الإنقاذ كانت هناك أوضاع بائسة فى السودان أما الآن الوضع مختلف وهناك انجازات حقيقية فى كل شئ فى الطرق والكبارى وسدود للزراعة والكهرباء بحيث تلاشت مشكلة الكهرباء فى السودان الآن وفى التعليم والاقتصاد أيضا فالسودانيون الآن يشعرون بأنهم يتقدمون للأمام، وفى 2015 سنستعيد موقعنا ثانية فى تصدير النفط كما كنا قبل الانفصال – أى تصدير 500 ألف برميل يوميا وبالطبع الوضع الاقتصادى للسودان بعد انفصال الجنوب تأثر ولكن نحن نتعامل معه.
*ولكن هناك مظاهرات واحتجاجات بين الحين والآخر؟
المظاهرات تحدث فى كل دول العالم، وانظرو إلى احتجاجات "احتلوا وول ستريت" فى أمريكا وإلى الاحتجاجات فى بريطانيا، وانظروا كذلك كيف تقبض الأجهزة الأمنية فى هاتين الدولتين على المتظاهرين والحقيقة أنه لا يوجد رأى عام كامل ضد النظام فى السودان.
*كيف تنظرون إلى مستقبل إنهاء التمرد فى إقليم دارفور غربى السودان بعد مقتل خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة، أكبر الحركات المتمردة هناك؟
- الإقليم الآن آمن تماماً مع العلم أنه لم تحدث هناك مشكلة منذ عامين، خاصة مع تنفيذ بنود اتفاقية الدوحة وعودة التيجانى سيسى وتنمية دارفور، وبالتأكيد فإن رد فعل الحركة على مقتل زعيمها سيكون شيئاً طبيعياً.
*وماذا عن إمكانية وصول ثورات الربيع العربى إلى السودان؟
- الثورات لابد أن تكتمل شروطها لكى تحدث، والآن لا تتوافر هذه الشروط فى السودان فلا يوجد مثلا فساد ممنهج، فالنظام يسمح بالتداول السلمى للسلطة، وابن رئيس أكبر حزب معارض لدينا وهو الصادق المهدى يشغل منصب مساعد رئيس الدولة، كما أن الحزب الاتحادى برئاسة الميرغنى شريك فى الحكومة، فهل كان ممكناً لهذه القيادات السياسية وهذه الأحزاب أن تشارك فى نظام حكم إذا كانت تعتقد أنه آيل للسقوط، فلو كان هذا الحزب يشعر بأن النظام آيل للسقوط لم يشاركنا الحكم ونحن فى السودان لدينا قوانين من أفضل التشريعات فى العالم العربى لتداول وتقاسم السلطة ولدينا مفوضيات خاصة للانتخابات وتنظيم الأحزاب وانتخاباتنا الأخيرة جرت تحت الرقابة الدولية وبحضور المئات من ممثلى المنظمات الدولية والعربية.
*وهل ترى أن السودان تحديدًا كان محظوظاً بنتائج ثورات الربيع العربى وفى مقدمتها سقوط نظامى القذافى ومبارك؟
- القذافى كان يدعم خليل إبراهيم وحركات التمرد بشكل رهيب، ونحن قمنا بدعم الثورة الليبية ضد هذا النظام بكل الأشكال، والنظام المصرى وعلى الرغم من أنه لم يكن مثل القذافى إلا أنه كان يتخذ موقف المتفرج مما يجرى فى بلادنا .. والآن بعد الثورات العربية أتوقع أن تسير الأمور إلى الأفضل.
*و ما هى آخر تطورات ملف مياه النيل؟
-تتبنى كل من مصر والسودان إستراتيجية واحدة تجاه ملف النيل وأصبح التعامل الآن مع إثيوبيا أسهل مما كان فى السابق خاصة بعد الإطاحة بحكم مبارك الذى اشتكى المسئولون الإثيوبيون من سوء معاملة رموزه لهم، كما أننا نمتلك إستراتيجية ضد التدخل الإسرائيلى فى هذا الملف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.