لأن مصرنا الحبيبة تعيش مرحلة انتقالية مفصلية فى مسيرتها النهضوية فإنى أتوقع أن تكون أهم الأخطار على هذه المسيرة هما خطران، وذلك من قبيل التقريب والتحديد أولهما إسرائيل وهى الخطر الدائم والعادى، وثانيهما الإعلام الرياضى، وأقول: إسرائيل لأن خطرها مستمر ولن يتوقف رغم تدثرها بعباءة كامب ديفيد، وكأنها عباءة الإخفاء تخفى خلفها شرورها ونواياها وأفعالها، وكم اكتشفنا من مكائد قامت بها وألغام زرعتها وخناجر غرستها تهدف بها الفتنة الداخلية، لكن مصر محروسة بفضل الله ثم بوعى وحرص وانتباه أبنائها والحمد لله. إسرائيل هى العدو السافر المكشوف المعروف، أما الإعلام الرياضى فهو اللهو الخفى، وهو مأساة مصر فى العام الجديد إذا بقى الحال على ما هو عليه، وإذ لم يتدخل معالى وزير الإعلام لتقليم هذا المخلب الحاد، لأنه بممارساته يزرع الفتنة بين الجماهير المصرية. والأسبوع الماضى فقط شهد دلائل دامغة على ما أقول، من حرب ضروس كما حرب البسوس، تبدأ بتحطيم الأتوبيسات ثم الاعتداءات، والإعلام أعتبره السبب المباشر فى تأليب الجماهير ضد بعضها بعض، وشحنها، وإثارتها، فمن أخبار مغلوطه وتعليقات مستفزه وتلفيقات قصدها الإساءة وليس الحقيقة، وحتى لا يقول أحد إننى أتجنى على الإعلام الرياضى فهذه شهادة شاهد من أهلها، قالها المحلل الرياضى الكبير خالد بيومى على موقعه يوم السبت 31 ديسمبر الماضى عقب مباراة المحلة والأهلى: "إن الإعلام سبب أساسى فى ما شهدته المباراة وإن تضخيم بعض وسائل الإعلام فى أندية مثل الأهلى هو ما يدفع جماهير مثل المحلة والإسماعيلى والمصرى لمثل هذه الأفعال، وأضاف: لدينا وسائل تهييج وتحريض وليس إعلاما، ومن الممكن أن تقع كوارث خلال المباريات القادمة، وهو ما يعتبر هدما للدولة ويجب أن يكون هناك ميثاق إعلام رياضى". وأحب أن أضيف إلى كلام الكابتن خالد أن: خمسة صحف محلية ومواقع رياضية وصفت فى عناوين تقديمها للمباراة إنها مباراة ثأرية بين المحلة والأهلى جعلوها "تار بايت"، مما شحن الجماهير التى اعتدى بعضها قبل المباراة على ما اعتقدوا أنه أتوبيس الأهلى، كما قالت بعض المواقع الرياضية، وللطرافة "المحزنة"!! إن موقعاً نشر عنوانين لخبرين متتاليين مباشرة عن المباراة لا تفصل بينهما ثلاثة أسطر، يقول العنوان الأول: "عاجل جماهير الأهلى تقتحم استاد المحلة والحكم يلغى المباراة" وللدقة الشديدة ذكر الموقع توقيت إضافة الخبرين على صفحته كل على حدة (منذ 3 ساعات). والعنوان التالى الذى يليه :"عاجل بالفيديو جماهير المحلة تقتحم ملعب لقاء الأهلى والحكم يلغى اللقاء ومخاوف من حرب بين الجماهير خارج الاستاد" (3 ساعات). وأقول للكابتن خالد بيومى "بلغة أهل السيما": إنه فى ظنى والله أعلم لا يوجد ميثاق إعلام "لأن المخرج عايز كده"، فبعد تصاعد شرارة الصدام بين الإعلام الرياضى وجوزيه، مدرب الأهلى، وتبادل القذائف بعيدة وقريبة المدى كتبت يوم16 أغسطس 2011 أطالب رابطة النقاد الرياضيين بضرورة وضع ميثاق شرف يلتزم به الجميع، لكن رابطة النقاد الرياضيين مشكورة أعطت كلامى ودن من طين وودن من عجين."همه حرين". وأقول لقد كتبنا فى هذا المجال حتى جفت أقلامنا، نشكو الإعلام الرياضى الذى أصبح إساءة لمصر، وهناك من الألفاظ ما يخجل منها أولاد الشوارع، خاصة فى وصلات الردح بين الإعلاميين بعضهم بعض. ولا أريد أن أستفيض فى أمثلة منها احتراماً للقراء، لقد سبب الإعلام الرياضى الفتنة بين جماهير الرياضة المصرية، حتى أصبحت تتربص وتتوعد بعضها بعضا بالويل والثبور وعظائم الأمور، وأحداث الأسبوع الأخير من العام الماضى خير شاهد على ما أقول، فلم تنفع غرامات اتحاد الكرة ولا إقامة المباريات بدون جمهور لأن التربص موجود فى الصدور. إن إرهاصات حرب داحس والغبراء بين الفرقاء من جماهير الرياضة المصرية تدق الأبواب، فهل ننتظر حتى تشارك كل القبائل الرياضية. أو تصبح لدينا أيضاً حرب البسوس، فكل يوم يواصل الإعلام الرياضى ضخ البنزين على نار التعصب حتى أصبحت الرياضة عندنا حرباً شعواء لذلك توقعت أن يكون الإعلام الرياضى واحد من خطرين تواجهما مصر فى العام الجديد، وإذا كانت الشكوى لغير الله مذلة كما يقولون، فأنا أرتضيها لنفسى من أجل عيون مصر الحبيبة، فأدركوا مصر يامن يهمكم الأمر، وأسأل القراء هل أنا محق أم ماليش حق؟ّ!. وكل عام والجميع بخير ومصرنا الحبيبة فى ألف خير والسلام على من اتبع الهدى.