كتب -أيمن أبو عايد: ما حدث في لقاء غزل المحلة مع الأهلي الذي لم يستكمل أمس الأول هو امتداد لحالة الفوضي التي تشهدها ملاعب الكرة المصرية في الفترة الأخيرة, واستمرار لحالة التسيب وعدم ردع الخارجين علي القانون, وفوضي الاعتراضات من كل عناصر لعبة كرة القدم.. ما حدث في ستاد المحلة هو نتاج طبيعي لغياب العدالة والكيل بمكيالين داخل أسرة الكرة المصرية, وعدم محاسبة لاعبين وإداريين وأجهزة فنية وحكام وجماهير بقرارات حازمة ورادعه. لاشك فالجميع مخطئ ويشارك في المسئولية, ويتحمل الجهاز الفني ولاعبو غزل المحلة مسئولية ما حدث في المباراة بسبب اعتراضهم غير المبرر علي هدف صحيح لا يقبل الشك, لكن أين مسئولية الحكم ومساعديه وإهمالهم في القيام بواجباتهم في التفتيش علي سلامة الشبكة قبل بداية اللقاء؟ ولو كان الحكم اكتشف هذا القطع بالشبكة ما وصلت الأمور إلي هذا الحد. فلم يكن ملعب المحلة يشهد مثل هذا الحدث للمرة الأولي, بل تكرر من قبل في مباراة المصري قبل أسابيع في بداية الدوري, ولم تتحذ قوات الأمن حذرها وتعمل علي تأمين خاص لمباراة جماهيرية بمثل هذا اللقاء حتي إننا لم نر وجودا للأمن إلا بعد أن امتلأ الملعب عن آخره بعد اختلاط الحابل بالنابل, فأين كانوا من بداية الأحداث؟ حذرنا كثيرا من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تتسبب فيها الصواريخ والشماريخ التي يمسك بها المتفرجون, وفي ظل كل هذا وجدنا اتحاد الكرة يرضخ ويتراجع و ينبطح استجابة لمطالب جماهير الألتراس ويقرر إلغاء عقوبة اللعب بدون جمهور مستقبلا لمجرد أن بعض الألتراس هددوا باقتحام ملعب مباراة الأهلي والإسماعيلي!! فلم يكن غريبا أن نجد مثل تلك الصورة التي شاهدناها في ملعب المحلة من فوضي وشغب! طالبنا مرارا بالحزم في اتخاذ القرارات, وتوقيع أقصي العقوبات علي الأجهزة الفنية واللاعبين الذين يثيرون الجماهير بالاعتراض, سواء بالتصريحات في وسائل الإعلام, أو حتي التشويح للحكام وجماهير الفريق المنافس داخل الملعب, وللأسف كان مسئولو اتحاد الكرة يعملون ودن من طين وأخري من عجين, فلم يحركوا ساكنا, فلم تعد هناك مباراة تخلو من اعتراض مدرب أو لاعب علي قرارات الحكم, الذي كان دائما موضع الاتهام وعدم الرضا من الطرفين, ناهيك عما يتعرض له طاقم التحكيم من حلقة تقطيع أو قل تشريح لكل قرارات عبر فضائيات الندامة والفتنة الرياضية, والغريب والمدهش أن يكون ذلك بمعاونة بعض مسئولي اتحاد الكرة وحكام سابقين!! وطالما بح صوتنا في المطالبة بضرورة تجريم ومنع فقرة التحليل التحكيمي في ستوديوهات التحليل, لكن من هو القادر علي قطع أرزاق المستفيدين من العاملين بالفضائيات تحت شعار الحرية وكل إنسان يقول اللي يعجبه.. وما في نفسه لإرضاء هذا الجمهور أو غيره, حتي لو كان ذلك يخالف ضميره.. وكما يقولون دائما أكل العيش مر! لقد حذرت مما ينتظر الكرة المصرية وقلت: أرجوك لا تفهمني خطأ.. فمن الذي يدير الكرة المصرية.. اتحاد الكرة أم الجماهير في المدرجات ؟! ولم أكن أعلم أن الإجابة ستأتي سريعا, وفي يوم نشر المقال نفسه من المحلة.. لقد شاهدنا جوزيه يعترض بطريقة غير أخلاقية ويشير بإصبعه بذبح رقبة حكم لقاء الأهلي والإسماعيلي قبل أيام, واكتفت لجنة المسابقات بالغرامة المالية, فلماذا لا يعترض لاعبو المحلة وأعضاء الجهاز ويطالبون الحكم بإلغاء هدف صحيح مادامت العقوبة ستكون غرامة مالية! لقد تحول اتحاد الكرة إلي بنك أو جمعية خيرية تقوم بتحصيل الغرامات المالية دون اتخاذ قرارات رادعة علي المخطئ, أيا كان لاعبا أو مدربا أو حكما, وقبل كل هؤلاء الجماهير التي تتسبب في الشغب. ما حدث في ستاد المحلة يتكرر وسوف يتكرر مستقبلا, لكن ربما لا نتوقف عنده كثيرا, بسبب عدم تسليط الأضواء عليه في مباراة جماهيرية, لكنه موجود في جميع الدرجات وبصورة أوضح, لكن اتحاد الكرة عودنا دائما بأنه لا يري ولا يسمع ولا يتكلم الا بعد وقوع الكارثة!! عندما بدأ لقاء المحلة والأهلي تصورت أنني أتابع مباراة من الزمن الجميل بسبب الصورة الجميلة لجماهير الملعب عندما كانت المحلة قلعة الغزل والنسيج بقيادة الرياضي محمد حبيب( رحمه الله), وتوقعنا الإثارة بالشكل الذي ظهر عليه لاعبو المحلة في اللقاء, وسرعان ما تقدموا بهدفين جميلين, وإن كان هناك خطأ في الهدف الأول, لكن الأخطاء تقديرية والحكم لا يري سوي بعينين ومن زاوية واحدة, وبالرغم من ذلك لم يعترض لاعبو الأهلي أو جهازهم الفني, ولم نر خروجا عن الروح الرياضية. لكن لماذا تحولت مبارياتنا الكروية إلي ما يشبه المعارك الحربية, الخسارة فيها غير مقبولة, ولابد أن تنتهي دائما بنهاية درامية نجد فيها المصابين والمدانين في أحداث عنف وشغب. للأسف تبقي دي مش كورة.. دي حاجة ثانية فمن الأفضل إلغاؤها إذا كانت ستعرض أمن الوطن للخطر, ومطلوب تكاتف الجميع حتي تعود من جديد رياضة كرة القدم كما نشاهدها في مختلف دول العالم!!