سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"زويل" ل"منى الشاذلى": "المدينة العلمية" مشروع قومى مثل "السد العالى".. وشباب التحرير جمعوا 650 ألف توقيع لدعم المشروع.. ولن نسأل المتقدمين "أنت ابن مين ودخلك إيه".. و"المفتى" عالم بمعنى الكلمة
أكد العالم المصرى، الدكتور أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل، إن مصر تحتاج إلى مشروع قومى للنهضة يشبه السد العالى وقناة السويس، ومن هنا كانت فكرة إنشاء مدينة زويل العلمية، قائلاً خلال حواره مع الإعلامية منى الشاذلى، فى برنامج العاشرة مساءً أمس: إنه سيحصل على إجازة مفتوحة من أجل هذا المشروع للمساهمة فى نهضة مصر. وأضاف زويل، أنه قلق مما يحدث من اضطرابات فى الوقت الحالى، إلا أنه أكد ثقته فى "عبقرية الشعب المصرى"، مؤكداً أن مصر لن تعود للوراء، وتابع: "هذا هو المشروع القومى للثورة، مصر حاليًا بلد زراعية وتعتمد على السياحة وتعتمد على أموال المصريين فى الخارج وبعض الغاز ودخل قناة السويس، والإنتاج المحلى مش هيجيب دولارات، وهذا يعنى أننا نحتاج منتجاً له قيمة على المستوى العالمى يقدم لنا العملة الصعبة، وإذا قدمنا هذا المنتج على المستوى العالمى سيكون هناك احترام أكثر لمصر، من خلال المشاركة فى الإنتاج الدولى، بما يساهم فى رفع شأن المواطن". وأوضح أن المناخ العام تغير تماماً، وأن شباب التحرير جمعوا 650 ألف توقيع، لاعتبار المدينة المشروع القومى للثورة ولمصر، وقال: "لذلك خرجت للناس وطالبتهم بالتبرع لصالح المشروع وفى السنوات السابقة لم أفكر فى ذلك لأنى كنت أعرف أن الأموال لم تكن ستصرف فى موضعها الحقيقى". وتبدأ فكرة المشروع، حسبما طرح "زويل" من خلال ثلاثية لا يمكن النجاح بدونها للمشاريع الضخمة فى أى بلد بالعالم، وأولها رؤية أكاديمية حقيقية، وهى الموجودة منذ 1999 وتم تقديمها من قبل للدولة، بطرق مختلفة ولم تلق أى اهتمام، وثانيها الوضع القانونى" الشفافية وعدم الربحية وطريقة التعيين الواضحة، وعدم وجود بيروقراطية"، لأنه لا يمكن أن يبدع شخص فى ظل منظومة بيروقراطية أو فساد، أو دون حياة كريمة، وهذا هو مشروع القانون الذى سيتم التصديق عليه من قبل مجلس الشعب، وثالثها الوضع المالى، لأنه مهما كنا نحلم إذا لم يكن هناك وضع مالى جيد فلا يمكن أن يكون هناك إنتاج علمى أو إنتاج على المستوى العالمى، وذلك حسبما ذكر العالم الكبير. وقسم زويل مشروعه العلمى إلى ثلاثة أقسام فى المدينة، أولها "هرم التكنولجيا - الإنتاج القومى" الذى يهدف تحويل العلم لمشارع كبرى بما يوفر المال والإنتاج والاحترام لمصر من دول العالم، بحيث تكون المدينة أساسية فى إنتاج هذه التكنولوجيا، من خلال أبحاث علمية على المستوى العالمى، بينما الجزء الثانى فى المدينة هو "المراكز المتميزة" وستنتج المعرفة الجديدة، حيث ستمول المدينة "شراكة" عمليات تطوير الاختراعات المصرية لتطويرها عالميًا وإنتاجها لتكون قادرة على المنافسة عالميًا ويبدأ بيع هذه المنتجات فى أنحاء العالم بما يساهم فى زيادة الدخل القومى ورفعة مصر، مؤكدًا أن دواءً واحدًا يمكن أن يحقق المليارات ويوفر فرص عمل وبناء مصانع. أما الضلع الثالث فى مشروع النهضة لمصر الذى يتبناه زويل، فهو الجامعة، والتى ستقبل الطلاب من جميع أنحاء الجمهورية فى مصر ومن دول العالم، وستضمن أن المدينة لها أبناؤها باعتبارهم النواة الحقيقية لها، وستكون متخصصة فى الهندسة والعلوم الحديثة، وشدد على أهمية تدريس اللغة العربية فى الجامعة وإتقانها قائلا: اللغة العربية لازم تدرس لأنه هتبقى معيبة نخرج ناس فى عصر العلم ميعرفوش يتكلموا لغتهم الأساسية بشكل صحيح، وفى كل بلاد العالم الناس تتكلم لغتها الأصلية على الأقل بلغة مضبوطة". وأوضح أن نظام الدراسة سيبنى على "تنظيف العقول" للدارسين فى أول سنتين دراسيتين، بالإضافة لدراسة جميع العلوم الأساسية دراسة مميزة، ثم امتحان للتخصص فى السنة الثالثة، لافتًا إلى ضرورة الاهتمام أيضا بمدارس التفوق فى جميع أنحاء الجمهورية، ورعاية أبنائها ومناهجهم فى الرياضيات والعلوم، مع إمكانية استضافتهم بالمدينة صيفًا منذ الصغر قبل التحاقهم بمرحلة الثانوية لأجل تنمية رغبتهم فى العلم والمشاركة". وقال زويل: إنه استقر على إنشاء 12 مركزًا ومعهدًا بالمدينة، نستعد للبدء فى ثلاثة منها أولها هو معهد حلمى للعلوم الطبية نسبة إلى رجل الأعمال حسن عباس حلمى الذى تبرع بمبلغ 250 مليون جنيه لها، وسيهتم بالعلوم الطبية الحديثة التى "تذهب العقل"، ولا توجد مصر على خريطة المساهمة فيها نهائيًا - على حد قوله - والمركز الثانى هو معهد علوم النانو والمعلوماتية، والثالث هو معهد الرصد الميكرسكوبى والرؤية، أما الرابع فهو معهد علوم الطاقة والبيئة والفضاء، والخامس هو معهد علوم الاقتصاد والإدارة والشئون العالمية، والسادس هو معهد العلوم التخيلى، أما باقى المعاهد فستحددها اجتماعات مجلس الأمناء. وشرح الدكتور زويل طريقة دخول واختيار الباحثين للمدينة، حيث سيعتمد اختيار الباحثين فى المراكز البحثية المتميزة بناءً على ضعهم العلمى أمام طلاب الجامعة فسيتم اختيارهم بعد تصفية الآلاف من أوائل الثانوية العامة الذين سيكون عددهم بالآلاف، من خلال امتحان قدرات، وبالإضافة لذلك لقاء المنتخبين من بينهم مع أعضاء هيئة التدريس لانتقاء أفضل العناصر، لافتا إلى أن الطالب سيحدد ميوله بنفسه. وشدد على أن القبول فى المدينة سيكون "أعمى" من حيث القدرات المادية، ولا علاقة له بها نهائياً، وقال "لن نسأل أنت ابن مين ودخلك قد إيه، ولن تتدخل الواسطة حتى لو كان ابنى، لأنه لو حصل ده سينتهى المشروع، ولازم القبول يكون معتمدًا على القدرات، والفقير الذكى الشاطر هنديله الفرصة عشان يلتحق بالمدينة، والمصاريف بالنسبة للناس القادرة على الدفعة ستكون معتدلة". وكشف عن أنه يعتزم الحصول على إجازة ممتدة من أجل المشروع، خاصة أن أمنيته أن يشاهد العالم مصر خلال عام أو عامين "داخلة" عصر العلم بجدية، مضيفاً أنه يخصص حاليًا من 60 إلى 80 % من حياته الشخصية للمشروع. وخلال الحلقة، قاطعته الإعلامية منى الشاذلى، لتعلن دخول قناة "دريم" فى شراكة إعلامية مع المدينة، حيث ستعرض طوال الوقت ما تم إنجازه وما تحتاجه، إيماناً منها بالمشروع، وأشارت إلى أنها بعد حلقة البرنامج ستتبرع للمشروع. ووجه العالم الدكتور أحمد زويل، الحائز على جائز نوبل، رسالتين إلى الشعب المصرى طالبه فيهما بأن يشعر العالم والفلاح والعامل والمهندس والتاجر بأنه جزء من مدينة زويل باعتبارها مشروع النهضة بما يترتب عليه التبرع بصدق وأمانة وجدية، بينما تضمنت الرسالة الثانية، ضرورة مساعدة المدينة، من خلال النقد البناء، وعدم توجيه النقد الهادم الذى انتشر فى الثقافة المصرية حديثاً، لأن هذا هو المشروع القومى لمصر. وكشف الدكتور أحمد زويل عن أن حجم التبرعات بلغ نحو مليار جنيه، وأن المدينة تحتاج عشرة أضعاف المبلغ الحالى وقال "المبلغ ده الخميرة بس، ونحتاج 6 مليارات جنيه للوقف الخاص بالمدينة بحيث يدر لها دخلا دائمًا بالإضافة إلى أموال لبناء باقى المدينة". وقال العالم المصرى" "عندى ثقة أن تبرعات المصريين ستجذب العالم للدخول فى شراكة معنا، لو كل مصرى تبرع ب100 جنيه فقط فى المتوسط هنعمل مشروع عالمى، واللى مش قادر فيه ناس تتبرع عنه، وأعتقد هعنمل ده خلال سنة أو اثنين أو ثلاثة، وقناعتى أننى لن أقول الغرب لازم يساعدوننا، لأنه إذا لم نساعد أنفسنا ونرتب البيت من الداخل لن يساعدنا أحد ونقدر نجبر العالم كله على احترامنا لما ييجوا ويشوفوا إننا جادين، وفيه مجلس أمناء ويعرفوا إنهم هيستفيدوا منا، ووقتها يدخلوا فى شراكة معنا، ولن يمن علينا أحد، ومش هنشحت من أى حد". ولفت إلى أن من يترأسوا المراكز والمعاهد بعضهم علماء مصريين منهم من قرر العودة من الخارج إلى مصر وترك موقعه بالجامعات العالمية من أجل وطنه، أما باقى المراكز فسيتم الإعلان عن الوظائف الشاغرة بها، والاختيار من داخل وخارج مصر بناء على معيار المقدرة العلمية لأنه "النواة لازم تكون مظبوطة، من أجل بناء حقيقى". وأشاد زويل بفضيلة الشيخ الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية، واصفاً إياه بأنه "عالم بمعنى الكلمة"، مشيرا إلى أن مؤسسة مصر الخير التى يترأسها المفتى قررت تخصيص صندوق خاص لمدينة العلوم والتكنولوجيا، بالإضافة لسنتر لمشاريع المستقبل، وتبرعات للأبناء المحتاجين فى المدينة وأبحاثهم العلمية، كما أشار إلى زيارته للبابا شنودة أول أمس الثلاثاء، وأنه تلقى منه "سبحة قيمة" كهدية، واستمر نقاشهما لنحو ساعة كاملة عن العلم والحياة والوضع السياسى الحالى. وأضاف: "هذا مشروع كل المصريين وسنتعاون مع مركز أسوان للقلب ومع مركز الكلى بالمنصورة، ومع الجامعات، كما وقعنا وثيقة من الطرفين لدمج مدينة زويل مع جامعة النيل ليس فقط من أجل حل المشكلة وإنما من أجل الاستفادة من بعض النقاط بالجامعة"، وبالنسبة للمصادر الأساسية المالية للمشروع، أشار إلى أنها التبرعات، والوقف، والمنح. وأكد أن لديه قلقاً على مصر ولكن ليس لديه خوف، وقال "شايف البلد بتضيع فى كلام وعدم رؤية واضحة للأحداث، وحزين على الشهداء الذين يموتون سواء من شبابنا أو القوات المسلحة، والوضع الحقيقة ما بيفرحش أبدا، وكنت وأنا جاى من واشنطن الناس هناك بتتكلم عن مصر الحزينة، وحسيت لأول مرة إننا ماشيين فى الطريق اللى مش صح، ونلاحظ الآن هدوءا فى الشارع المصرى، وتفاؤلى أن هذا الهدوء يجب أن يكون عبرة لنا كلنا، عشان نبنى مصر". من جهة أخرى، قال زويل: أنه لم يسع طول حياته وراء مناصب سياسية، ولا يهمه لقب الرئيس، لأن مصر فى قلبه وعقله دائماً، وأنه يفكر كيف تخرج مصر وتنهض مما هى فيه الآن، لأنها تستحق الكثير، لافتا إلى أن من أسباب عدم إنجاز المشروع فى السنوات الماضية هو أن الرئيس السابق مبارك كان هو الذى يحدد "هل يقابله رئيس الوزراء أم لا"، وكان يمنع اللقاء حتى لا تقوم للمشروع قائمة. واختتم زويل كلامه قائلاً: "المشروع القومى هو مشروع الثورة، وعندما يكتب التاريخ أننا نفذناه صح ونهضت مصر نهضة به، سيذكر التاريخ أنه لولا الثورة مكنش اتعمل نهائى، فهو ليس موضوع جامعة، وإنما هو من المدرسة إلى الإنتاج القومى".