طالب عدد من الخبراء والمستثمريين فى قطاع صناعة الغزل والنسيج، ضرورة وضع استراتيجية لدعم الصناعة وتطويرها بين الدول العربية بهدف إنقاذها، وزيادة حجم صادراتها للخارج فى ظل تزايد انتاجية المصانع وفتح أسواق جديدة لها. وأكد الخبراء ضرورة أن تتضمن الاستراتيجية التنسيق بين الدول العربية لتوريد الغزل إليها بالكميات التى تحتاجها، دون اللجوء إلى استيرادها من دول خارجية، مثل: الهند والصين وباكستان. وأكد سعيد الجوهرى الأمين العام للاتحاد العربى للغزل والنسيج، ضرورة زيادة القدرات الإنتاجية للشركات حتى تخدم أغراض التصدير للأسواق الأوروبية والأمريكية، وزيادة القدرة التنافسية للمصانع لمنافسة الشركات العالمية. وقال الجوهرى إن الاستراتيجية لابد أن تتضمن التعاون بين الدول العربية فى مجال المواد الخام، خاصة أن بعض الدول لديها قدرات عالية فى إنتاج وزراعة القطن مثل: مصر، والسودان مع مطالبة الحكومات بعدم فرض رسوم عالية على النقل، حتى لا تكون تكاليفه مرتفعة ويعوق التكامل بين الدول وبعضها. موضحاً أنه سيتم تقديم مذكرة بتلك المطالب إلى الحكومات العربية للبدء فى دراستها، وتحديد المشاكل التى قد تواجه هذه المقترحات، بما يساعد على تنفيذها فى أسرع فرصة ممكنة لإنقاذ صناعة الغزل والنسيج. وأكد الجوهرى على ضرورة قيام الحكومات العربية بتشجيع الفلاحين على زراعة القطن، وتفعيل صندوق دعم زراعة القطن كما هو معمول به فى كل دول العالم المتقدمة، بما فيها أمريكا، ووضع نظام لتسويق القطن. مشددا على ضرورة توفير التمويل اللازم لشركات تجارة الأقطان بكل دولة للسماح لها بشراء الكميات اللازمة من الأسواق وإمداد شركات الغزل والنسيج بها، مؤكدا معاناة أغلب الشركات من مشاكل نقص الأقطان، وهو الأمر الذى يدفعها إلى اللجوء لاستيراده من الخارج بأسعار مرتفعة بما يزيد من تكلفته. من جانبه طالب حسن عشرة، أحد المستثمرين فى قطاع الغزل والنسيج بسرعة تطبيق هذه الاستراتيجية، وعقد اجتماع مشترك فى المستثمرين العرب بهدف زيادة قدراتهم التنافسية مع الدول الأخرى. مؤكداً على ضرورة أن تتبنى الحكومات مشاكل قطاع الغزل والنسيج، وأن تساعد على دعم مدخلات الصناعة فى الغزل والنسيج للمساعدة على زيادة الاستثمار فى هذا المجال، كما يحدث فى الهند من محاربة عمليات التهريب الموجودة فى جميع الدول التى تضر كثيرا بصناعتها وإصلاح الهياكل التمويلية لشركات قطاع الأعمال العام عن طريق ضخ أموال جديدة بها حتى تتمكن من النهوض والمنافسة مع شركات القطاع الخاص. وقال إن مواجهة التحديات التى تحيط بصناعة الغزل والنسيج، ولن تتم إلا من خلال توقيع اتفاقيات حقيقية وملزمة بين الحكومات والمستثمرين، خاصة فى الدول التى لديها استثمارات كبيرة فى هذا القطاع ومنها سوريا والجزائر وتونس ومصر، حتى تتوحد الجهود بما يؤدى إلى تقلقل التكلفة والأعباء المالية التى تتحملها الشركات.