أعذرينى يا حبيبتى.. لقد ملكت قلبى وروحى.. وأحييتى نفسى.. وجعلتى قوتى وحياتى فداء لك.. ورميت عزتى وكرامتى واستشهادى بين يديك.. أنت أملى وغاية طموحى وكل غفرانى لنفسى.. نحن أبناؤك المخلصين.. نحن رعاياك الوطنيون.. نحن من أقسمنا أن نفديك بدمنا وتكون أجسامنا جسرا لتعبرى عليه إلى عزتك وكرامتك وازدهارك. ثقى يا أمى لن أرضى لك بالذل والهوان ما دام نفسى يختلج فى صدرى ومازال دمى يجرى فى عروقى.. وما دمت أحمل أسمك.. لن أرضى لأرضك ولشعبك بالعنف والدمار ولا لأسمك أن يخذل بين العربان.. وسأحميك بكل قطرة بدمى. ولكن هل يرضيك يا أمى أن يجرحنى ويقتلنى أخى...أن يبتر ساقى وقدمى.. أن يقلع عينى.. .أن يتلذذ بنزيف دمى.. أن يوجه قنصه لقلبى ومقلتى.. أن يسممنى بغازات تنهى حياتى ومستقبلى.. لأننى أقول كلمة حق باسمك وأدافع عن حقوقك.. وأتصدى لمن هان كرامتك.. لأننى أرفع علمك وأقول أنا أعيش بظلك وتحت حمايتك.. لأننى أتصدى لأعدائك.. لأننى سأرفع أسمك عاليا خفاقا يتباهى ببهائك.. لأننى قلت كرهت الجرى طوال النهار لأحصل على لقمتى وأننى أحنى هامتى لأحصل على رغيف معيشتي..فهل هذا خطأى.. أن يصبنى محمد فى مقلتى ويقضى على مستقبلى. لم هذا يا أخى؟ يا ابن أمى وأبى.. معا تربينا ومعا نسعى للحرية والكرامة والعزة فهل هذا خطأى.. حتى ألاقى مصرعى وأصبح شهيدا قبل أن أحقق مطلبى.. أسمك من أفضل الأسماء لم تهينه يا محمد بسفك الدماء.. لم هانت عليك عزة الإسلام..لم أخطأت بحق إخوانك فى الميدان...ألم نتعاهد معا أن نرفع اسم بلدنا إلى السحاب. ألم نتفق أن أهدافنا واحدة وهى التى ستصنع حياتنا.. وتقودنا إلى مسعانا وتحمى مبادئنا وترجع كرامتنا..لم تجعلها ضائعة ولا تجعلها تفصل بين حياتنا وبين هدفنا.. ألم نقل أن الحياة المتوازنة هى غايتنا والطريق الوحيد لاستعادة كرامتنا وهى القوة لأرادتنا واحترام أنفسنا والثقة بذاتنا...لم يا أخى فقدت أخا محبا ومخلصا لك ولوطنك لن تقدمه لك الحياة مرة أخرى....هل غرتك المناصب الوهمية ولا الكلمات المزيفة ولا الشعارات الباهتة.. .لتخسر من كان يدافع عنك وعن أهلك وأسرتك ويحمى بلدك. بأمى لن تغيب أحرف أسمك عن أذهاننا ولن يطالك أظافر الغادرين وشر الحاسدين وظلم المفترين ولن يدنس أرضك ويطأها المستبدين.. لأننا لهم بالمرصاد أجمعين وشعبك إسلام ومسيحين يتضرعون لله أن يمنحك القوة والحكمة لتحمى شبابك الثوار المخلصين وثورتك من الشيطان الرجيم وليكون الشارع بيتنا وكسرة الخبز طعامنا ومشاعر الحب شعارنا حتى يتحقق هدفنا ويعود لوطننا الأمن والسلام يا بهية أملك بمستقبلك. تحدثى للعالم عن تجربتك وعن دفاعك عن حقك وعن شهدائك وعن من ظلمك.. وقولى لهم أنك ستنتصرين على أعدائك وظلامك وستعيدين لمصر صورتها المشرقة وجمالها الذى بداخلها وستحققين لأبنائها الحلم والأمل والإشراق والسعادة فى هذه الحياة إن شاء الله.